استغلّ أحد الشبان حالة الاشغال الجارية بمركز البريد في احدى جهات الوسط وبعد ان عاين المكان وترصّد حركة العمال وانشغال الموظفين بتقديم خدماتهم لحشود المواطنين عبر النوافذ الخلفية للبناية، تسلّل الى الداخل وتمكن بحرفية وخفّة من الاستيلاء على دراجة نارية تابعة للمؤسسة كان يستعملها ساعي البريد في ايصال مختلف الارساليات الى اصحابها عبر عناوينهم المدوّنة باحياء وشوارع المنطقة البلدية ثم اختفى بها في لمح البصر... وحين تم التفطن الى اختفاء الدراجة النارية تم اعلام السلط الامنية والمراكز المجاورة. وفي مجرى الأبحاث التي قام بها أعوان الأمن أفاد بعض العملة المكلفون بالاشغال في شهاداتهم أنهم رأوا ساعة وقوع العملية شابا في منتصف العقد الثاني من عمره يسحب الدراجة من مكانها بكل ثقة... وفي هدوء تام دون ان تظهر عليه علامات الخوف والارتباك حتى أنهم اعتقدوا بأنه قد يكون حارس المؤسسة او أحد العملة ولم يتوقعوا بتاتا بأن يخدعهم هذا المنحرف ويتمّم عملية السرقة بسهولة في واضحة النهار وأمام انظار العموم. واستنادا للأوصاف الدقيقة التي أدلى بها العملة انحصرت الشبهة في شاب من ذوي السوابق في السرقة ويقطن في معتمدية مجاورة.. فتم التنسيق مع رجال الأمن الذين بادروا باقتحام منزل المشتبه به بعد استصدار اذن من السيد وكيل الجمهورية...وكم كانت دهشتهم عظيمة حين عثروا داخل المحل على مجموعة كبيرة من الدراجات العادية والنارية بما فيهم دراجة مركز البريد التي اختفت حديثا فأعيدت في وقت لاحق الى المؤسسة بعد ان جدّد لها المشتبه به قطع غيار مهمة وثمينة فأصبحت في وضعية أحسن وأجمل مما كانت عليه حتى تكون جاهزة للبيع... ومن سوء حظ الشاب الذي خسر كل تكاليف الصيانة والاصلاح... وسيخسر معها مدة زمنية لا بأس بها في السجن حسب عدد القضايا في السطو والسرقة التي ارتكبها في الماضي والحاضر.