سبق للحارس التونسي الأسطورة الصادق ساسي (عتّوقة) أن خاض مع المنتخب الوطني 117 مقابلة دولية وهو رقم قياسي لم تعجز الأجيال عن تحطيمه منذ اعتزال عتوقة قبل حوالي ثلاثة عقود فحسب وإنما جعل هذا الحارس يكون مشاهدا غير عادي لمونديال جنوب إفريقيا 2010 بحكم وأن المنتخبات المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية سبق لعتوقة وأن واجه منها 13 منتخبا من جملة 32 منتخبا مشاركا!! «الشروق» التقت عتوقة ورصدت متابعته للمونديال الذي تزامن مع تصوير المشاهد الأخيرة للفيلم الخاص بسيرته الذاتية وكذلك مع رياح التغيير صلب فريقه الأم «النادي الإفريقي» فكانت انطباعاته كالتالي: لن أنسى مخالفة ريفيلينو... تحدث عتوقة في بداية الأمر عن المنتخب البرازيلي الذي نال إعجابه في المونديال فقال: «شخصيا أعجبني المنتخب البرازيلي فهو فريق متكامل ولاحظنا التوازن الواضح بين خطوطه الثلاثة ويملك هذا المنتخب حارسا متميزا إذ أعتقد أن خوليو سيزار صاحب الشخصية القوية والخصال الفنية والبدنية العالية سيجعل دفاع البرازيل يشعر بالأمان للذهاب بعيدا في هذا المونديال لأنني أعتقد أن هذا المنتخب عادة ما يعاني المشاكل جرّاء حرّاس المرمى وهو ما حدث معه في عدة مشاركات سابقة في المونديال... وشخصيا أعتقد أن كأس العالم انطلق لتوه وسيرتفع النسق خلال المقابلات القادمة... ولا أنكر أنني كلما شاهدت المنتخب البرازيلي إلا وتذكرت المخالفة المباشرة التي نفذها البرازيلي «ريفيلينو» وقمت بالتصدي لها ببراعة عندما واجهنا البرازيل في السبعينات (6 جوان 1973) والأمر نفسه بالنسبة لعدة منتخبات سبق وأن واجهتها سابقا والتي تشارك اليوم في مونديال جنوب إفريقيا...». كنت أول من صافحه بورقيبة شاءت الأقدار عام 1978 أن تحرم عتوقة شرف المشاركة في مونديال الأرجنتين واكتفى بالجلوس على بنك الاحتياطيين عندما عوضه «تلميذه» مختار النايلي وعن ذلك تحدث عتوقة قائلا: «أعود لأؤكد مرة أخرى أن السيد عبد المجيد الشتالي لم يكن السبب في عدم مشاركتي كأساسي في 1978 بل أعترف للمرة الألف أنني لم أكن جاهزا ومع ذلك فقد التزمت الصمت لأنني أحترم الآخرين وأعرف أنه لو كان مكاني لاعب آخر لأثار المشاكل مثلما فعل الفرنسي «أنيلكا» عندما تطاول على مدربه «دوميناك».. وما فعلته في عام 1978 جعل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة يدرك أنني أحترم جيدا الراية التونسية وأحترم أيضا مدرب الفريق لذلك كنت أول من صافحه بورقيبة لدى عودتنا من الأرجنتين.. وبما أننا نتحدث عن ملحمة الأرجنتين فإنه يحزّ في نفسي كثيرا هذا التشبث الغريب بالتعاقد مع المدربين الفرنسيين فقد تحصلنا على استقلالنا منذ عدة عقود فلماذا هذا الإصرار الغريب على العمل مع المدرسة الفرنسية التي تمر في الوقت الراهن بفترة حرجة جدا؟!! ألم يكن بوسعنا التعاقد مع مدرب من جنسية أخرى البرتغال أو إسبانيا أو إيطاليا...؟! العبيدي سيظهر في فيلم عتوقة تزامن المونديال مع تصوير اللقطات الأخيرة من فيلم «عتوقة» الذي يروي سيرته الذاتية وعن ذلك تحدث الصادق قائلا: «أحاول التوفيق بين تصوير المشاهد الخاصة بالفيلم ومتابعة مقابلات المونديال يذكر أن الفيلم اشتمل على عدة مشاهد مؤثرة وبحضور شخصيات كانت حاضرة بقوة في مسيرتي الكروية مثل السادة عزوز الأصرم وعبد المجيد الشتالي وعامر حيزم وحمودة بن عمار ومحسن حباشة وسليم شيبوب وحمادي العقربي وذويب... وإنه شرف عظيم لشخصي المتواضع أن حباني الوزير الأستاذ سمير العبيدي بظهوره في هذا الفيلم...». يذكر أن عتوقة كان قد تعرض إلى حادث مرور أثناء تصوير هذا الفيلم ولكنه تعمد إخفاء الأمر... عائلة عتوقة والمونديال... واصل عتوقة حديثه عن معايشته لفعاليات مونديال جنوب إفريقيا قائلا: «أصر على مشاهدة بعض المقابلات في المنزل بعيدا عن صخب المقاهي وعادة ما يشجع أبنائي الثلاثة محمد (الذي اختار ميدان الطيران) وحاتم وصدري (متواجد بالإمارات) المنتخب البرازيلي وهم من أنصار فريق برشلونة الإسباني... أما زوجتي فتكتفي بتشجيع الملعب التونسي نظرا لأن شقيقها فوزي الدهماني سبق له وأن لعب لفائدة «البقلاوة» مثلما كنت أنا أيضا من عشاق الرائع نور الدين ديوة مع العلم أنني لا أشجع الأفارقة في المونديال... لأن قلبي لا يخفق إلا لتونس». وللإفريقي نصيب... واصل عتوقة حديثه قائلا: «أعتقد أن السيد شريف باللامين يمثل الرجل المناسب على رأس النادي الإفريقي فهو ابن الفريق وقدم له عدة خدمات جليلة منذ صغره لكن لا بد أن يجد المساندة والدعم من رجالات الفريق وإنه من الرائع أن نشاهد أبناء النادي مثل عادل وسمير السليمي ولطفي وفوزي الرويسي.. وغيرهم يعملون صلب الفريق... وبالنسبة لي فإنني على ذمة الفريق بمجرد أن يطلبوا مني مد يد المساعدة»..