مع حلول موسم صيفي جديد شرعت كل أمواج الإذاعة التونسية في إعداد برمجة صيفية جديدة تنزعُ نزوعا لا محدودا إلى مواكبة خصوصيات فصل الصيف لا سيما وأنّ شهر رمضان المعظم لا يفصلنا عنه سوى أسابيع قليلة. بقلم: خولة شعباني( المدرسة الصادقية) في البداية لا يسعنا إلاّ أن نعبّر عن انبهارنا بما يطرأُ على أمواج بوابة الإذاعة التونسية من تغييرات وتجديدات تخضع من حين إلى آخر إلى عملية التحيين بما يدلّ على الاجتهاد المتواصل والعمل الجاد والجهود المبذولة للتعريف بما تقدمه الإذاعة التونسية من مبادرات قيمة غرضها أولا و أخيرا الارتقاء والنهوض بالمشهد السمعي في بلادنا. الإذاعة الثقافية: مادة ثقافية دسمة غرضها الترفيه لعلّ المتأمل في ما تبثه الإذاعة الثقافية من برامج من شأنه أن يلمس طابعا معينا يجعلها تتميز عن الإذاعات الأخرى بما تقترحه على المتقبل من مادة ثقافية ثرية دسمة تسعى سعيا دائبا إلى مواكبة كل المستجدات الثقافية ورصد إيقاع تونس ثقافيا. قبل البدء، نذكر بأن مساحة البث بإذاعة تونس الثقافية تمتد خلال شبكة صيف رمضان 2010 على مدار 13 ساعة يوميا إذ ينطلق البث في حدود منتصف النهار لينتهي في حدود الواحدة بعد منتصف الليل. وعموما أعدّتْ مصلحة البرمجة بإذاعة تونس الثقافية شبكة برامجية تتضمن عناوين إذاعية جديدة ثرية ومتنوعة والبداية تكون مع برنامج يُعنى بالسياحة عنوانه «جئتُك عاشقا» من إعداد وتقديم الإذاعية فاتن الصالحي «أضواء على الطريق» عنوان جديد يُشرف على إعداده وتقديمه الثنائي جيهان الخوني صحبة منى الدريدي أيضا «قضايا وجدل» من إعداد وتقديم عبد الجليل الظاهري أمّا «مدينة الضوء» فهو عنوان يبث مساء كل أربعاء ويشرف على إعداده عيسى بكوش. ومن العناوين الأخرى التي تطالعنا على أمواج إذاعة تونس الثقافية يمكن أن نذكر «إبداع وإمتاع» ليلة كل أربعاء يعده محمد كوكة ويقدمه كل من وداد محمد وأحمد بوباية أيضا «عبقُ المتوسط» من إعداد وتقديم «لطفي بولعابة» إلى جانب «ذاكرة الجماعة» للشاعر الغنائي جليدي العويني ولعشاق إذاعة تونس الثقافية موعد مع برنامج يحمل عنوان «رجعُ الصدى» لفاتن الصالحي. نُذكّر بأن إذاعة تونس الثقافية قد حافظت على بعض العناوين التي طالما تعودنا على الاستماع إليها في ما مضى كما نطمئن عشاق الموسيقى والطرب بأن منوعة «مؤانسات طربية» التي ينتظرها سُمّار الإذاعة بفارغ الصبر وعلى أحرّ من الجمر تحافظ على موعدها القار فهي لن تغادرنا هذا الصيف كما نذكر بأن هذه المنوعة يتداول على تقديمه يوميا العديد من الأصوات الإذاعية الواعدة على غرار سماح قصد الله التي تصافحنا عبر مؤانسات طربية ليلة كل جمعة منى الخذيري وغيرها من الأسماء الأخرى. إذاعة المنستير: برمجة صيفية مواكبة لكل تطلعات المتقبّل «إذاعة عروس البحر» أو «موجة بين أزرقين» كما يحلو للبعض تسميتها وبداية نشير إلى أن إذاعة المنستير تنفرد بحرفية عالية في ما يتعلق بعملية الإكساء الإذاعي لا سيما في ما يتعلق بإعداد الومضات الإذاعية التي تهدف إلى التعريف بمحتوى المادة الإذاعية التي تقترحها إذاعة المنستير على مستمعيها والتي عادة ما نستمع إليها بصوت الإذاعي الواعد سليم الحيزم رفقة نجوى المهري. وعموما نُلفتُ انتباه عشّاق وأوفياء إذاعة المنستير إلى العناوين الجديدة التي تطالعنا على أمواجها هذا الصيف في نطاق شبكة صيف رمضان 2010 حيث تقترحُ مصلحة الرياضة بإذاعة المنستير برنامجا إذاعيا يحمل عنوان «ورقات رياضية» ليومي الثلاثاء والأربعاء ويتناوبُ على تقديمه كل من توفيق الخذيري وشكري الصكلي كما أن لعشاق السهر والسمر في إذاعة عروس البحر موعد مع منوعة ليلية أثيرية تحت عنوان «سهر الليالي» الذي يُبثُّ كل يوم على مدار أسبوع كامل تحت عنوان سهرُ الليالي بداية من الساعة الحادية عشرة ليلا لينتهي في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ويتداول على تقديمه يوميا على التوالي كل من عامر بوعزة وإيناس وسمير الفرجاني وإيمان عمارة وشمس الدين هلال وإيناس الغرياني وألفة الجمالي وعبد العزيز فتح الله. ولعشاق صوت الإذاعية علياء رحيم موعد أسبوعي مع «قهيوة عربي» صباح كل أربعاء بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا لينتهي في حدود منتصف النهار والنصف «فرجة وبعد» مساء كل ثلاثاء. هذا إلى جانب ذكريات موسيقية لريم الهاني صباح يوم السبت من كل أسبوع أيضا ترانيم الشاشة الفضية الذي يشرف على إعداده وتقديمه كل من عبد العزيز فتح الله وشكري الصكلي مساء كل سبت بداية من الساعة التاسعة ليلا لينتهي في حدود الحادية عشرة ليلا إلى جانب «محلاها غناية» للثنائي نجوى المهري ووليد بوخريص صباح كل يوم أحد. وللأطفال في كل مكان موعد أسبوعي مع برنامج إذاعي جديد يحمل عنوان «الطفل يُغني من إعداد لسعد المؤخر وتقدمه الإذاعية الواعدة كريمة بن يوسف. في الختام وفي انتظار أن تبوح الإذاعات الأخرى خاصة الإذاعة الأم، الإذاعة الوطنية التونسية بمحتوى شبكة صيف رمضان 2010 والإفصاح عن محتوى البرمجة الصيفية الجديدة أُشير إلى أن ما يفتقد إليه المشهد السمعي في بلادنا الذي يشهد تحولات جذرية عميقة شكلا ومضمونا هو الثقافة النقدية وخاصة تلك المساحات الإذاعية التي تُعنى بتقييم ونقد المادة الإذاعية المسموعة وفي هذا السياق نلتمس من كل المشرفين على مصلحة البرمجة بكل من الإذاعة الوطنية وإذاعة المنستير بإعادة إنتاج برنامج «استمعنا وشاهدنا وبعد» الذي كانت تديره بذكاء الإذاعية المبدعة كلثوم السعيدي وأيضا منوعة «عقد الأثير» بإذاعة المنستير للإذاعية علياء رحيم مثل هذه البرامج أصبحنا نفتقدها كثيرا وما أحوجنا لعودتها مجددا وهي درر إذاعية نادرة احتُجبت طويلا فهل من عودة؟