يعاني أهالي منطقة بودرياس من رداءة الطريق التي تربط بين مدينتهم وبين فوسانة المعتمدية التي تنتمي إليها، ولعل من أهم المطالب الآنية التي يؤكد عليها هؤلاء الأهالي هو استصلاح هذه الطريق التي تمتد على مسافة حوالي 20 كيلومترا على أساس أنها الوحيدة التي تمكنهم من الارتباط بالقصرين لقضاء شؤونهم الحياتية. وتبعد بودرياس عن مدينة القصرين حوالي 45 كيلومترا والرحلة إليها تتم على مرحلتين المرحلة الأولى عبر طريق القصرين فوسانة وهي طريق خرسانية رائقة جدا وأما المرحلة الثانية فهي طريق فوسانة بودرياس ومن هنا تبتدئ رحلة معاناة كبرى بين الحفر الكبيرة والأودية العميقة والحجارة المتناثرة هنا وهناك وهي رحلة مضنية ومحفوفة بالخطر المحدق، فالطريق قد تآكلت بفعل العوامل الطبيعية الصعبة بالمنطقة بعد أن وقع تهيئتها في سنوات غابرة بالإسفلت الذي لم تبق سوى أثاره شاهدة عليه. وأول ما يلتقيك في طريق فوسانة بودرياس ثلاثة أودية عميقة وهي واد الحطب ثم واد الرمل ثم واد قعيد وبعد أن تنجو من رحلة الحفر والغطس في الأودية وعلى بعد حوالي 15 كلم يعترضك منخفض وعر يسمى ب«سبالة أولاد عون» ما عليك إلا التنبه واليقظة حتى لا تنزلق سيارتك ولا تعرف مصيرك بعدها ثم وعلى بعد 8 كلم من بودرياس تعترضك منطقة «عين عمارة» وهي منطقة جبلية وعرة جدا تحتوي على 8 منعرجات خطيرة ليكون بذلك الامتحان الأعسر لكل من قادته الأقدار لزيارة هذه المنطقة وخاصة أن أرضية الطريق رديئة جدّا ومليئة بالحفر وغير مهيأة لأي طارئ فقد تنزلق السيارة وتسقط في أعماق الجبل ولعل ما يثلج الصدر بعد هذه المعاناة الكبرى والخطيرة هو وجود «شلالات» منطقة «الشرشارة» التي تبعد 3 كيلومتر على مدينة بودرياس حيث بإمكان الزائر التمتع بالمناظر الخلابة لعطاء الطبيعة. وتكمن ضرورة الاهتمام بهذا الطريق وصيانتها في عدة عناصر الأول خدماتي والثاني سياحي أما بالنسبة للعنصر الأول فإن مدينة بودرياس لازالت تخلو من أغلب المؤسسات الخدمية الضرورية حيث لا يوجد بها سوى مستوصف يعمل يومين في الأسبوع، ومركز بريد واحد ومدرسة واحدة، كما توجد سيارتا نقل ريفي لا غير أما النقل العمومي فهو مرتبط فقط بأوقات التلاميذ المرسمين بفوسانة وغابت كل المؤسسات الأخرى أما المريض والتلميذ وصاحب الحاجة فما عليه إلا تحمل عبء الطريق إلى فوسانة حتى لاستخراج مضمون ولادة والثاني سياحي حيث أن مدينة بودرياس هي منطقة حدودية للجزائر ويمر عبر هذا الطريق المئات من الأشقاء الجزائريين للاصطياف في مدننا التونسية كما توجد بهذه المنطقة «شلالات» في غاية الروعة بالإمكان استغلالها لتنشيط السياحة بالجهة. ويعبر أهالي منطقة بودرياس الذين يفوق عددهم 4500 ساكن عن أملهم في استصلاح هذه الطريق المحفوفة بالمخاطر في انتظار أن تتوفر لهم كل النقائص الخدماتية والحياتية وعلى حد قولهم إذا غابت في منطقتهم مؤسسات «الحياة» فلا تجعلوا رداءة الطريق تحرمهم من الحياة.