كان عمره 11 عاما عندما انضم الى جمعية أريانة ذلك المنجم الذي لا ينضب من المواهب الكروية الفذة وفي مقدمتها الفتى الذهبي للكرة التونسية والافريقية عام 1977 طارق ذياب وكذلك الهادي البياري وتوفيق بلغيث.. لم يمض على تألق خالد العياري في صلب جمعية أريانة سوى خمس سنوات حتى سارعت هيئة الترجي في الظفر بخدماته فاستطاع العياري خطف الأضواء في الخط الهجومي للأحمر والأصفر خلال الموسم المنقضي بالرغم من المنافسة الشرسة في هذا المركز بالذات.. عاش خالد العياري حياة اليتم بعد أن توفي والده، لكنه كان يدرك أن اليتيم يتيم العلم لذلك أصر على التوفيق بين النجاح في دراسته أولا والتألق في رياضة كرة القدم التي يعشقها ثانيا وهو ما جسده في الآونة الأخيرة عندما تحصل على شهادة الباكالوريا.. «الشروق» رصدت متابعة خالد العياري (من مواليد 17 جانفي 1990) لمونديال جنوب افريقيا الذي تزامن الدور الأول منه مع امتحانات الباكالوريا، تحدث خالد فأكد ما يلي: فتحت عيني على ابداعات رونالدو والبرازيل وكريستيانو جناح استثنائي «الحقيقة أن قصتي مع المونديال تعود الى عام 1998، كان عمري آنذاك 8 سنوات فحسب وكنت أشجع منتخب البرازيل وأذكر أن أداء رونالدو كان يمتعني كثيرا شأنه في ذلك شأن بقية رفاقه مثل ريفالدو وبيبيتو.. لكن رونالدو كان الأفضل على الاطلاق في تلك الآونة وهو ما جعلني أكون من عشاق منتخب «الصامبا» صاحب العروض الكروية الفرجوية الرائعة والمنتخب الذي يرفض السير وراء الآخرين.. ولكنني أتابع أيضا جناح المنتخب البرتغالي «كريستيانو رونالدو»، إذ أعتبره شخصيا جناحا متكاملا يجمع بين المهارة والقوة البدنية بالاضافة الى قوة ذهنية فائقة.. عفوا، الباكالوريا كانت أهم من المونديال أضاف خالد قائلا: «على عكس بقية المونديالات السابقة التي شاهدتها بانتظام منذ 1998 بفرسنا فقد كان هذا المونديال مختلفا عن غيره بما أنه تزامن مع اجتيازي لامتحانات الباكالوريا وشخصيا أعتبر أن الأولوية المطلقة كانت للدراسة وهو ما دفعني الى عدم مشاهدة مقابلات الدور الأول حفاظا على التركيز التام لأن الأمر يتعلق بمنعرج حاسم في حياتي بأكملها.. ولكنني تداركت الأمر بمشاهدة مقابلات الدور الثاني ومؤكد أنني سأشاهد أيضا إعادة شاملة للأهداف المسجلة طيلة هذا المونديال.. وعادة ما أفضل مشاهدة مباريات هذه التظاهرة الرياضية العالمية رفقة الأصدقاء». دافيد فيّا وتيفاز فحسب تحدث خالد كذلك عن المهاجمين الذين تابعهم في هذا المونديال فقال: «شخصيا أعجبني الثنائي دافيد فيا وتيفاز فالأول ساهم بشكل لافت في نجاح منتخب اسبانيا بحكم الامكانات الفنية والبدنية التي بحوزته والثاني يتمتع بروح انتصارية عالية وهو ما جسده مع منتخب الأرجنتين عندما واجه منتخب المكسيك وساهم بقسط وافر في تحقيق الترشح الى دور ربع النهائي ولكن في الحقيقة أنا لست ممّن ينبهر بأحد المهاجمين الى حدّ الذوبان والانسلاخ، إذ أرفض أن أقول مثلا إنني أرى صورتي متجسدة في هذا المهاجم أو ذاك..». أتمنى انهاء مسيرتي في سن 40 عاما من بوابة المونديال وأضاف خالد قائلا: «أتمنى نحت مسيرة استثنائية مع المنتخب الوطني التونسي في الأيام القادمة ولا أنكر أنني سأعمل على انهاء مسيرتي الكروية من بوابة مشاركتي في المونديال في سن 40 عاما!!! كما حدث مع عدّة نجوم في السابق مثل روجي ميلا ودينو زوف ومؤخرا مع المكسيكي بلانكو وذلك بعد خوض تجربة احترافية ناجحة.. ويبقى طموحي الأول والأخير اسعاد عائلتي..».