ابراهيم بن سلطان قاص وروائي برز كصوت مغاير في مطلع الثمانينات وإستطاع أن يملك حضورا خاصا في المشهد الأدبي في تونس. أصدر إلى حدّ الآن أربع مجموعات قصصية وروايتين ومقاربات نقدية وقصصا للأطفال، «الشروق» التقته في هذا الحوار. ٭ الملاحظ في تجربتك الأدبية هو ندرة إصداراتك الروائية لماذا؟ هل هو إختيار؟ صحيح، ترى انتاجي القصصي أكثر غزارة لأني بدأت قاصا ثم كتبت الرواية، الرواية أصعب وتتطلب طول نفس وثقافة عالية، أصدرت كما تعلم أربع مجموعات قصصية وروايتين ولي رواية ثالثة تنتظر النشر وأخرى على وشك الإنتهاء منها، إضافة إلى صعوبة النشر خصوصا إذا تجاوز العمل الروائي ال200 صفحة وهذا ما يجعل إنتاجي الروائي أقل غزارة من أعمالي القصصية. ٭ في فترة ما إستقرّ بك المقام في العاصمة ثمّ إنسحبت، لماذا؟ درست ودرّست وترّبصت في العاصمة وأقمت بها مددا مختلفة منذ مطلع السبعينات.. مغادرتي العاصمة لأسباب خاصة.. علاقتي بعديد الأدباء طيبة ولست من هواة المشاكل الهامشية. علاقتي بالعاصمة مستمرة سواء لنشاط ثقافي أو اجتماعي بحكم إشرافي على جمعية ذات منحى اجتماعي. باختصار لم أنسحب من العاصمة ومن السّاحة الأدبية وإن كنت أعمل وأنشط بمدينة داخلية بعيدة نسبيا عن العاصمة. ٭ هل هناك تجارب أدبية محدّدة وجّهت مسارك الأدبي؟ لعل «يوم من أيام زمرا» للفقيد محمد الصالح الجابري من الأعمال الأدبية التي أثرت فيّ، أعود إليها من حين إلى آخر، ولا ننسى الأدب العربي عند جبران ونعيمة ونجيب محفوظ وحنا مينة وكذلك الأدب الفرنسي خاصة «جرمينال» لإميل زولا و»بؤساء» لفيكتور هوغو..وبعض الترجمات من الأدب الروسي والعالمي: الأم لغوركي ومائة عام من العزلة. لقارسيا ماركيز. ٭ القصّة القصيرة تبدو وكأنّها فنّا في طريق الإنقراض أمام الحضور الطّاغي للرواية ما رأيك؟ عدد كبير من النقاد يرون هذا الرأي لكن للقصة القصيرة رونقها وبهجتها وألقها وفتنتها.. كما ظلت الأشرطة القصيرة قائمة أمام الأشرطة الطويلة والقطع أو المعزوفات الموسيقية قائمة أما السمفونيات فستظل القصة القصيرة قائمة لها قراؤها ومحبوها رغم طغيان فن الرواية. ٭ كيف ترى الدوعاجي؟ يعتبر الدوعاجي تجربة متميزة ورائدا من رواد القصة ببلادنا، إنه قامة سامقة في مسيرة الأدب التونسي، معه «سهرنا الليالي» وعرفنا دروب العاصمة وهمومها وأحلامها في حقبة الأربعينات، مع هذا الافتتان لدى الدوعاجي بكل ما هو تجاوز للمألوف والعزف على وتر أو أوتار منفردة.. ٭ هل لديك طقوس خاصة بالكتابة؟ بصراحة، ليست لي طقوس خاصة بالكتابة، المزاج يتحكم في عملية الكتابة لدي، قد أظل شهرا أو شهرين لا أكتب حرفا ثم تطاوعني نفسي فانخرط في الكتابة دون توقف وتتوفر الشخصيات القصصية والإطاران الزماني والمكاني وتتواتر الأحداث واللغة والحبكة تكاد تلبسني صباحا مساء، وكذا الشأن بالنسبة إلى مطالعاتي فقد ألزم الكتاب طويلا وتمر بي فترة أو فترات تراني زاهدا فيه.. أعتبر المسألة كما ذكرت مسألة مزاج مع ما يطرأ على الكاتب أو الشاعر من مشاغل العمل والحياة..