مثلت الضوابط الأخلاقية للاجهاض الآمن (في الحالات القصوى) والوقاية من الاجهاض غير الآمن والتعريف بالقواعد الصحية التي يضبطها القانون والاجهاض الدوائي والتوعية وأخلاقيات الاجهاض محاور اهتمام المائدة المستديرة «الجوانب القانونية للاجهاض في تونس» التي نظمتها الجمعية التونسية للصحة الانجابية مؤخرا بمدينة الحمامات. وتناولت المائدة المستديرة خلال مداخلات المشاركين التاريخ الذي مرت به عمليات الاجهاض في تونس بداية من قانون الستينات الذي أباح الاجهاض وقننه وبيان قواعد التأطير المجاني للاجهاض بالمؤسسات الصحية العمومية من اجل العمل على تقليص الوفيات. قانون الاجهاض الآمن وتعرف احدى المتدخلات الاجهاض على انه ايقاف للحمل قبل اكتمال نمو الجنين والحدود العمرية لذلك والتقنيات الممكن اعتمادها حسب كل مرحلة(قبل 3 اشهر وبعدها) والأسباب الموضوعية للاجهاض كما قدمت معطيات تفصيلية عن نجاعة تمكين المرأة من الاجهاض المحمي او الآمن في تقليص حالات الوفيات وتقليص عمليات الاجهاض. كما بين الدكتور يوسف بن ابراهيم الصيغ القانونية للاجهاض الآمن في تونس والذي أصبح مقننا وفقا لقانون سنة 1973 مؤكدا ضرورة المساعدة بالتشريع لمنع الاجهاض غير الآمن كما بين الحدود القانونية للمسألة. من جهته ابرز الأستاذ يوسف حمدون دور الفصل ال3 من قانون 214 لسنة 1973 المتعلق بالاجهاض الامن، في حماية المرأة وتدقيق الشروط الصحية والتقنية وأهداف اجراء عملية الاجهاض مع الاخذ بعين الاعتبار بصحة الام وطفلها ان كانا في خطر يستوجب اصدار الطبيب القرار مع بيان الظروف الصحية للعملية. مسألة حساسة... وتحسيس من جهة ثانية أشارت المداخلات الى حساسية موضوع الاجهاض لكونه يتعلق بالثقافة والدين مقابل ضيق الحدود القانونية ومراعاة الظروف الصحية. الدكتور فتحي غديرة رئيس فرع القيروان لجمعية الصحة الانجابية أشار الى عملية البحث في الاطار القانوني لعملية الاجهاض وتطوير القوانين(214 سنة 1973) بخصوص الاجهاض الدوائي. وبين الدكتور غديرة أهمية الاعلام والتحسيس للوقاية من الاجهاض والتركيز على العمل التثقيفي في توعية الشباب بمخاطر الاجهاض حتى يكون «نادرا». وبين الدكتور غديرة ان نسبة 20 بالمائة من تركيبة الجمعية هي من شباب وهم يحتاجون الى خدمات لتقليص أعداد الاجهاض عبر آليات استقطاب الشباب وتوعيته ووقايته من مخاطر الاجهاض بما في ذلك الآمن. العلاج الدوائي وفي لقاء خص به «الشروق» أبرز الدكتور المنصف بن ابراهيم رئيس الجمعية التونسية للصحة الانجابية بتونس أهمية القانون المنظم للاجهاض (الآمن) لتجنب ما يحدث في صورة الاجهاض غير الامن الى جانب تقديم طرق الاجهاض بين العملية الجراحية والعلاج الدوائي. وبين الدكتور بن ابراهيم ان الاجهاض الآمن غايته وضع آلية للوقاية من الحمل غير المرغوب فيه بتعميم وسائل الوقاية منه وعرضها على طالبي الوسائل حتى نتجنب الحمل غير المرغوب فيه ونتجنب بالتالي الاجهاض غير المحمي او غير المقنن مع تقديم ما يتوفر بالمنظومة الصحية (العمومية والخاصة) من وسائل للاجهاض (الآمن). بخصوص جديد وسائل الاجهاض الآمنة في هذا الصدد وهو التعريف بآليات الاجهاض الدوائي الذي يخضع بدوره الى تقنيات وأساليب بهدف تامين صحة المرأة والقيام بهذه العملية في احسن الظروف الصحية لتفادي وفيات الأمهات، بين الدكتور بن ابراهيم ان تونس تعتبر رائدة في مجال تقليص عدد وفيات الأمهات حيث تم الانتقال من 35 حالة وفاة عن كل 100 ألف ولادة مبرزا طموح الجمعية الى بلوغ مادون 20 حالة وفاة. وعن الاجهاض الدوائي وامتيازاته الطبية، أشار الدكتور الى أن الاجهاض الدوائي يعتبر مكسبا علميا وطبيا في المجال. نظرا لكون الاجراء الجراحي له مضاعفات الى جانب كونه يتطلب مراكز مهيأة وتخديرا أو هي عمليات جراحية لا تخلو من المضاعفات مثل ثقب الرحم والتعفنات بينما اعتبر الاجهاض الدوائي ابتكارا ومرحلة متقدمة عن الاجهاض الجراحي لكونه يخلو من التخدير والجراحة في صورة تطبيق العلاج الدوائي في الاجهاض بشكله القانوني. وبين ان عمليات الاجهاض تخضع الى أساليب قانونية وجب احترامها لتجنب المضاعفات. وشدد على ان التوصية التي يهدف الملتقى الى تبليغها أفاد بأن يتم الاجهاض الدوائي من قبل أطباء مختصين وفي مراكز استشفائية آمنة وثالثا لا بد من المرأة المتمتعة بالخدمة ان تخضع الى رزنامة الطبيب في المراقبة وهو ما يعطي أمنا ونجاعة للعملية. ضمان حقوق المرأة ودعا رئيس الجمعية الى تبسيط القانون المتعلق بالاجهاض (سنة 1973) الذي يضبط القيام بعمليات الاجهاض(الا تفوق مدة الحمل 3 أشهر) والى التمسك بالمكاسب الحقوقية والطبية بالقانون الذي يندرج ضمن محور حقوق المرأة مؤكدا ان عديد البلدان تسير خلفنا في هذا المجال. مشيرا الى العقوبات القانونية التي تطال من يخالف هذه الضوابط. من جهة ثانية ابرز الدكتور بن ابراهيم أهمية العمل التحسيسي في نشر الوعي وايصال الثقافة خصوصا للشباب من خلال عديد التظاهرات الوطنية والجهوية(اليوم الطبي والصحة الانجابية) ويتم العمل التحسيسي بشكل علني موسع. مضيفا انه تمت اقامة أعمال توعوية مشتركة(لفائدة الشباب) بين الاتحاد الدولي لطبيب النساء والاتحاد الدولي لطبيب الأسرة للتحسيس بطريقة عمل الاجهاض على نطاق أطباء الممارسة الحرة ومحاولة تقنين عمليات الاجهاض بسلوكات طبية بحتة وفي نفس الوقت أشار الى بعض النقائص وهي عدم وجود الأدوية في الصيدليات على ذمة الأطباء المختصين الى جانب بعض الاشكالات التي يجب تلافيها.