هذه كلمة حق أردت أن أقولها ولا بدّ أن أقولها: فالمربية الفاضلة السيدة هدى الدوس المعلمة بمدرسة الحاج علي صوة بقصر هلال اصطفت الابداع والامتاع والتثقيف التربوي التكنولوجي على الانترنات وذلك بتوظيف المتعلم لتكنولوجيات المعلومات والاتصال في سابقة أولى من نوعها، ولقد كانت التجربة رائدة وفاعلة حين وجدت مدوناتها التربوية على الانترنات الظل الوارف والصدى الطيب في نفوس المتعلمين من التلاميذ. ولقد أكدت لي السيدة هدى الدوس في حديث خاطف معها وهي المنسقة المحلية للتربية التكنولوجية دائرة قصر هلال (1 و2) وتمتد تجربتها إلى 25 سنة تدريس، أنها تخوض تجربة تأثيث المدونات التربوية على الانترنات في اطار المساهمة في مجهود الدولة ووزارة التربية لاستغلال الانترنات على أسس صحيحة وفاعلة ايجابيا. ولقد أضافت قائلة: إن التلميذ هو محور العملية التربوية برمتها، وتلميذنا رائع، وذكي، ويتأقلم مع وسائل التكنولوجيا والاتصال بسرعة فائقة، ودقة عجيبة ويتفاعل ويفعّل وعليه، فلقد رأيت من الصالح وبتشجيع خاص من السيد إبراهيم بوعزيز المنسق الجهوي والمدير المساعد للتعليم الابتدائي، والسيدة فاطمة الصياح متفقدة دائرة اللغة العربية بقصر هلال (1) والسيد عبد المجيد العوام المساعد البيداغوجي، تأثيث مدونات تربوية على الانترنات هي «مدونة الهلال، ومدونة على درب النجاح، وطفولتنا طموح وابداع، ومدرستي». ولقد فسحت المجال للتلاميذ كي يشاركوا في التأثيث كتابة وانتاجا في التعبير والشعر، فضلا عن التعرض إلى محطات تاريخية كبيرة في بلادنا والتعريف بها، فضلا أيضا عن كل ما يمت للعملية التربوية بصلة وذلك بالتمهيد إلى تبادل ثقافي تربوي بين المدارس والتلاميذ. ولقد كان عملنا جادا ورائقا وشذيا وعميقا بكتابات التلاميذ، الذين وجدوا في تلك المدونات مساحات شاسعة وصفحات كبيرة للإبداع التربوي. وإلى هذا وذاك فنحن وفي إطار تفعيل العملية التربوية على جميع المستويات وتعميما للفائدة أقمنا معارض خاصة بتلك المدونات التربوية لمزيد التعريف بانتاجات التلاميذ وابداعاتهم المتنوعة، وانتجنا شريطا وثائقيا، وفعلنا الاذاعة المدرسية سمعيا وبصريا، رغبة في تحضير تلميذنا العزيز وجعله يشارك في محطات هامة في حياته تساعده على التواصل مع محيطه وهو متهيأ لخوض غمار مجتمع الاتصال والمعلومات ومزوّد بكل المعلومات والمعطيات. ٭ ٭ ٭ وبالفعل فإن المربية هدى الدوس، هي معلمة تتقد نشاطا وحيوية وتوظف خبرتها التربوية في ما ينفع التلميذ عقلا وروحا، وعمقا انسانيا معاصرا. ولقد عني لي في نهاية هذا الحوار معها أن أسألها: كيف يا ترى يمكن أن يستغل التلميذ العطلة المدرسية الصيفية؟ ولقد أجابت فأفاضت وقالت: ان التلميذ في العادة هو مرهق من الدروس، وعليه، فله الحق في التجوّل والاستمتاع بالبحر، ولكن بلا إفراط ولا تفريط، وعلى الوالدين وبعد أن يوفرا مساحة من الراحة للابن التلميذ، أن يشجعاه لاحقا على التثقيف والمراجعة والمطالعة.. فالمطالعة غذاء للروح وللنفس لا غنى عنهما. معرض للابداع التربوي ومن جهة أخرى، وفي إطار التواصل التربوي، فلقد أقامت «مدرسة بوغزالة» بمدينة قصر هلال معرضا محليا للتجديد والابداع التربوي، أشرف عليه ثلة من السادة المتفقدين والمديرين المساعدين بولاية المنستير، وعن فكرة نابعة من تفقدية التعليم الابتدائي دائرة 1 بقصر هلال ممثلة في شخصي السيدين عبد الحميد العوام وفاطمة الصياح ونظمه إعدادا ماديا مدير مدرسة بوغزالة السيد خليفة بن عبد اللّه، والمربي الفاضل محمد القردبو، وساهم فيه نخبة من التلاميذ ومعلمي مدارس الدائرة. ولقد نجحت هذه التظاهرة نجاحا مطردا، ولد وقفنا عينيا على ذلك حين تمّ استدعاء «الشروق» لحضور فعاليات هذا المعرض التربوي. ولقد تم خلال تكريم السيد عبد الحميد العوام بمناسبة احالته على التقاعد. وقد تخلّل الحفل عرض لمواهب الأطفال في الاعلامية في نطاق الشراكة مع دار الشباب ومدرسة بوغزالة بقصر هلال، فضلا عن مسرحية حول مضار التدخين لتلاميذ الخامسة وتأليف المعلمين حياة الشتوي ومنيرة الدوس. ٭ ٭ ٭ هذا وقد تحاورت مع المتفقدة فاطمة الصياح، حول ضرورة تركيز خلايا لأحباء جريدة «الشروق» في مدارس قصر هلال، في إطار تفتح الجريدة على المدرسة والعكس بالعكس خاصة وان «الشروق» سباقة دائما لفتح صفحاتها لأخبار المدارس والمعاهد، ونشرها ابداعات التلاميذ، فرحبت السيدة «فاطمة الصياح» بالفكرة، وشددت على ضرورة تركيز خلايا أحباء «الشروق» في مدارس الجهة في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس، وحثت بعض مديري المدارس على أن يستعدوا لتجسيم هذه الفكرة في مفتتح السنة الدراسية الجديدة، وعلى ذلك نشكر للسيدة فاطمة الصياح عمقها، ورحابة تفكيرها وتوقها دائما للإفادة في المجال التربوي.