«الناموس»، هذه الآفة الفتاكة التي باتت تهدّد راحة وصحّة المواطن التونسي كل صائفة كانت صباح أمس محور ندوة صحفية بقصر بلدية القصبة لتحديد المسؤوليات والاجراءات المتخذة للحدّ منها. وتحدث الدكتور بلحسن لنقر مدير إدارة حفظ الصحة عن برامج بلدية تونس في نطاق مقاومة الحشرات وعن دور بقية المتدخلين. وقال: «إنّ الحشرات تتفرّع إلى بعوض المدن التي تعيش بالمياه المتعفّنة ولها قدرة على التنقل تفوق 300 و500 متر وتوجد خاصة بالبالوعات والدهاليز. وهذه مرجع نظر إلى البلديّات. ويوجد البعوض الريفي الذي يعيش بالمستنقعات الكبرى كالسبّاخ ويمتاز بتنقله السريع على مسافة 20 كلم وفي حال وجود ريح يتنقل علىمسافة 40 كلم. وذكر أنّ وزارة الداخلية ضبطت خطّة وطنية لمكافحة البعوض ب6 ولايات وهي: تونس الكبرى وأريانة وبن عروس ونابل وسوسة والقيروان. تنفذها بلدية تونس وتموّلها عدّة أطراف منها: صندوق القروض ومساعدة الجماعات المحلية وصندوق حماية المناطق السياحية ووزارة البيئة واللجنة الوطنية للنظافة وجودة الحياة. وأفاد أن الصنف الثالث يتمثل في «الوشواشة» التي لها قدرة كبيرة على التكاثر والكثافة وترجع مسؤولية مقاومتها إلى وزارة البيئة. أسباب اعتبر الدكتور لنقر أن تكاثر البعوض بالعاصمة، راجع بالأساس الى الدهاليز الموجودة بكثرة وتفتقر الى الصيانة وعددها يناهز 500 دهليز، 300 منها يوجد على مستوى باب بحر. وقال: «إنّ المعضلة تتفاقم في ظلّ غياب أطراف يمكن أن تتفاوض معها البلدية لتضع حدّا للمياه الراكدة والأوساخ الملقاة من قبل المتساكنين أو حالات تسرّب مياه مستعملة خاصة من المساكن السفلى». وأضاف أنّ كلفة الاصلاحات باهظة وتعادل تقريبا ثلث ميزانية البلدية لذلك يتعين على جميع الأطراف تحمّل المسؤولية ومنها المواطن. وأوضح أن أعوان البلدية لم يجدوا تجاوبا من المواطن ولا من النقابات التي لا وجود لها في بعض العمارات ولا مع مالكيها. وذكر أن البلدية تلقت بعض التشكيات من المنازه وتبيّن أن دهليز المنزل يتوفر على مياه راكدة على أحواز «البالوعة» وأضاف ولا ننسى المسابح والنافورات التي تكون بؤرة لتكاثر «الناموس» في ظلّ غياب تجديد المياه. زجر قال الدكتور إنّ البلدية قامت بالتوعية والتحسيس لتشريك المواطن في التصدي «للناموس» بطرق سهلة وبسيطة وهي القضاء على المياه الراكدة بجوار المنازل ووضع الزيت على المياه الملوثة للقضاء على «اليرقات» قبل اكتمال نموّها ولكن فيما يتعلق بالدهاليز وبعد 30 سنة من العمل سوف تمر البلدية الى القيام بأشغال وجوبية من التنظيف الى دهن الواجهات وغيرها واعتبر أنّ مرحلة الزجر تأتي بعد توجيه عديد التنبيهات والقيام بعديد الاجراءات. وبخصوص «الوشواشة» ذكر الدكتور أنه تمّت مداواتها في أربع مناسبات متتالية وهي 2 أفريل و8 ماي و13 ماي، و16 جوان. وأكد أن المواطن التونسي عموما ليس على استعداد لاحترام الحياة الجماعية وتنظيف محيطه وأن أعوان التراتيب الذين تم تكليفهم لزيارة ألف منزل بباب الفلّة عانوا كثيرا من المتساكنين الذين يستغلون المنازل على وجه الكراء بدءا بالاستقبال السيء وصولا الى القضايا. وبخصوص علاقة الحاويات بتكاثر «الناموس» أفاد أنّ الحاويات التي تتخلّلها المياه الراكدة يمكن أن تكون بؤرة «للناموس»، لذلك ننصح المواطن بضرورة وضعها في كيس والحرص على عدم وضع السوائل بصفة عشوائية بأكياس الفضلات ولم ينف هنا تقصير البلدية ولكن المواطن أيضا مسؤول بدرجة أولى. حاوية حائطية وردّا على سؤال «الشروق»، حول تركيز الحاويات الحائطية للحدّ من تكدّس الفضلات بالشوارع قالت الدكتورة لطيفة بوسلامة مكلّفة بالمراقبة الصحية صلب البلدية إنّه تم تركيزها ببعض المنازل وحاليا بصدد البحث عن دعم لأنّ كلفتها في حدود 360 دينارا. وذكرت أن البلدية تواصل التفكير في وسائل جديدة للحدّ من ظاهرة الأوساخ المتراكمة ومنها اجراءات لدعم نقابات العمارات. وتحدثت عن حفظ الصحة بالمحلاّت التي يبلغ عددها 30 ألف محلّ غذائي. وقالت: «إنه يوجد تقريبا 70 مقياسا لمدى مطابقتها لشروط حفظ الصحة ويوجد بإدارة المراقبة 30 فنيّا ساميا للصحة العمومية وهناك أجهزة متطوّرة لقيس درجة حرارة الأغذية ونوعها. وأضافت أن الخطايا المقدّرة ب60 دينارا للمخالفين والتي تتحول الى 90 دينارا في حال عدم الامتثال في ظرف ثلاثة أيام تمكنت من التخفيض من نسبة الخطايا. وقالت: «إنّ مصالح المراقبة قامت سنة 2009 ب16 ألفا و853 زيارة مراقبة أسفرت عن توجيه 2190 خطيّة و806 قرار غلق و12 ألفا و465 تنبيها». وختمت بأنه خلال فصل الصيف يتمّ التركيز على المثلّجات والأسماك والمواد سريعة التعفن بصفة عامة.