استولى ثلاثة شبان وكهل على مصوغ قيمته 80 ألف دينار من داخل مصاغة بالمنازه شمال العاصمة بعد الاعتداء بسكين على حارس ليلي تفطن إليهم، وذلك في شهر نوفمبر من العام الماضي، وقريبا ستنظر الدائرة الجنائية في ملف القضية بعد ايقاف شابين وكهل وحجز جزء هام من المسروق. وتفيد وقائع ملف القضية أن كهلا من سكان المنيهلة، اتصل بشاب تعرّف عليه أثناء قضاء عقوبة سجنية، وعرض عليه مساعدته على السطو على مصاغة بالمنازه، يعرفها جيّدا بحكم عمله سابقا بالقرب منها. واقترح الكهل على الشاب البحث عن شريك ثان للقيام بالعملية، وضمان أوفر حظوظ النجاح لها، وبعد يومين اتصل به الشاب، وأفاده بأنه عثر على صديقين آخرين فلم يمانع الكهل... وعقدوا جلسة بغرفة صغيرة تسوّغها بالمنيهلة، وأطلعهم خلالها، على كيفية خلع باب المصاغة باستعمال قضيب حديدي وقالع مسامير ومفك براغ، وأشار عليهم بالالتقاء من الغد، أمام المصاغة في حدود الثانية ليلا. وجاء في الأبحاث المجراة، أن الكهل التقى بالشبان الثلاثة، في الموعد المتّفق عليه ووقف بعيدا عنهم في حين تولّى شركاؤه خلع الستار الحديدي الخارجي، ورفعه ثم خلعوا الباب الداخلي،وهشموا بابا ثالثا بلوريّا، وفتحوه من الداخل ثم ولج ثلاثتهم الى داخل المصاغة، وجمعوا كميات هامة من المصوغ وضعوها داخل أكياس بلاستيكية. وجاء في الأبحاث المجراة، أن حارس بمأوى سيارات قريب من المصاغة، لفت انتباهه ضجيج منبعث من داخل المصاغة بالاضافة الى اشتعال ضوئها الداخلي. كما شاهد كهلا واقفا أمامها غير بعيد عنها، فاقترب من المكان لاستجلاء الأمر ظنّا منه أن صاحبها جاء لقضاء شأن عاجل، فاقترب من الكهل واستفسره عن حاجته، فشغله الكهل بالحديث وغادر الشبان الثلاثة محمّلين بالأكياس البلاستيكية الصغيرة، عندها استراب الحارس في الأمر، فطعنه أحد الشبان بواسطة سكين، بعد أن أمسك بالكهل ومنعه من الهروب، وتركوه يتخبّط في دمائه ولاذوا بالفرار. وجاء في ملف القضية أن قيمة المصوغ المسروق قدّرت بحوالي ثمانين الف دينار. تعهّد محققو احدى الفرق الامنية المختصة بالبحث في ملابسات القضية ونجحوا بعد تحريّات مكثّفة في تحديد هوية الكهل وجلبه الى مقر التحقيق. وبعرضه على الحارس تعرّف عليهم منذ الوهلة الاولى. وبتفتيش غرفة الكهل، حجز المحققون كمية من المصوغ، تتطابق مع ما سجّله صاحب المصاغة في محضر شكايته. وأمام هذه الوضعية تراجع الكهل عن انكاره، واعترف بحيثيات الواقعة، ودلّ الباحثين على هويات الشبان الثلاثة فألقي القبض على اثنين منهم، في حين تحصّن الثالث بالفرار. وجاء في الابحاث أن جزءا هاما من المصوغ المسروق تم حجزه، قبل التفويت فيه بالبيع. وباستكمال التحقيقات، أحيل ملف القضية على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، لتقرّر في شأنه ما تراه مناسبا قريبا.