البعض أطلق على مونديال هذا العام.. مونديال «الفوفوزيلا» التي مثلت ظاهرة جديدة اخترقت كل الحضارات المضروبة عليها وفرضت نفسها نجما للمونديال الافريقي. فهذه الآلة كانت حاضرة بقوة في هذا الحدث وتهافت الكل على شرائها والنفخ فيها ولم تعد ظاهرة شعبية افريقية، بل أصبحت عالمية لكن أصواتها مثلت مصدر إزعاج للاعبين والمتخرجين الحالمين بالتركيز ومشاهدة هادئة ووصل الأمر الى حدّ اصدار فتاوى من عدّة جهات اسلامية تمنع استعمال الفوفوزيلا على القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار ويستند القرار إلى أن هذه الآلة لم تصدر صوتا يتجاوز 100 ديسيبال (وحدة قيس الصوت) وهو ما يمكن أن ينتج عنه الاصابة بالصمم والضرر لسمع الانسان وقال عنها ميسي: «من المستحيل التواصل داخل الملعب وسط هذا الصوت المزعج الذي يكاد يصيبنا بالصمم»، بل إن لاعب وسط فرنسا غوركوف جعل منها سببا من أسباب هزائم المنتخب الفرنسي وفي المقابل دافع عنها جوزيف بلاتر بوصفها جزءا من التراث الافريقي. الفيفا الرابح الأكبر الى جانب اسبانيا التي فازت بكأس العالم و30 مليون دولار، فإن الفيفا تعتبر الغانم الأكبر بعد هذه النهائيات. فقد قدّرت عائداتها ب3 مليارات دولار من خلال حقوق النقل التلفزيوني والشركات الراعية لتكون الدورة الأكثر اثراء وربحيّة في التاريخ مقابل استثمارات ضخمة للبلد المنظم بلغت 4.3 مليار دولار أي ما يمثل 1.72 من ناتجها المحلي وهو مبلغ يساوي 11 ضعف للتكلفة المتوقعة من جنوب افريقيا وهو ما جعل عديد وسائل الاعلام تنشر مقالات وتقارير تنتقد فيها سلوك الفيفا وتصفه بالحكم الاستعماري. كرة جابولاني تركتنا نعاني مثلت كرة جابولاني أو جوبولاني أحد النقاط المثيرة للجدل بعد أن انتقدها عديد اللاعبين والمدربين ووصفوها بالكرة المجنونة وخلصت بعض الدراسات إلى أنها تغيّر اتجاهها عندما تفوق سرعتها 72 كلم في الساعة وهو ما جعل الفيفا تعلن أنها ستفتح تحقيقا موسعا في أسباب اخفاق هذه الكرة علما وأن كأس العالمية 2010 شهدت تسجيل 4 أهداف فقط من كرات حرّة مباشرة وفشل أبرز اللاعبين المختصين في هذا المجال. رسالة وفاء من إينييستا حمل هدف إنييستا الكأس العالمية الأولى لاسبانيا لكنه بعث أيضا برسالة وفاء إلى روح لاعب اسبانيول الراحل داني جاركي الذي مات بسبب أزمة قلبية.. إنييستا كشف عن الرسالة المكتوبة على قميص أبيض ارتداه تحت قميص المنتخب وكتب عليه «داني جاركي ستبقى معنا دائما». بول الأخطبوط العراف وتكهنات ناجحة من ظواهر مونديال 2010 بول الذي بات أشهر أخطبوط فقد تمكن من التكهن بكل نتائج المنتخب الألماني بنجاح ورشح اسبانيا للفوز بكأس العالم وهو ما حصل وحظي هذا الحيوان البحري باهتمام اعلامي غير مسبوق حتى أن تكهنه نقل مباشرة على القنوات التلفزية وأصبح اسمه من نجوم النسخة الأخيرة. اكتشافات لا يمكن أن تغيب الاكتشافات عن أي كأس عالمية وقد وقفنا في الكأس العالمية الأخيرة على عيّنة من نجوم قادمة كالألماني أندرياس مولر وزميله أوزيل والغاني أيّو وعلى مستوى الفرق اكتشف العالم فريقا غانيّا يتوفر على امكانات فردية هائلة لكن تنقصه الخبرة. مفاجأة الأوروغواي لم ينتظر أحد الأوروغوانيين أن المنتخب سيصل إلى المربع الذهبي خاصة وأنها أنهت التصفيات في المرتبة الخامسة وخاضت المقابلة الفاصلة لكن الفريق السماوي نجح بفضل تكتله واصراره على الوصول إلى أبعد الأدوار. منظومة العمل الجماعي والكرة الشاملة سحرت اسبانيا العالم بلعبها الجماعي الذي يرتكز على تملك الكرة وتمريرها في كل أرجاء الملعب والحصيلة قرابة 4000 تمريرة في هذا المونديال ومنظومة كروية زرعها الهولندي كرويف في برشلونة وبنى عليها لويس أراغوناس ودلبوسكي عملهما. شباب ألمانيا مثل المنتخب الألماني واحدا من أصغر فرق الدورة وبرز بلعبه الجميل وتفجر طاقات لاعبيه الشبان القادمين من منتخب الشباب الحائز على كأس العالم والأكيد أن أوزيل مولر وبروكس وغيرهم سيصنعون ربيع الكرة الألمانية في قادم السنين. خيبة النجوم انتظر العالم إبداعات ميسي رونالدو كاكا ريبيري وروني لكن نجوم العالم خرجوا دون أن ينحتوا لهم صورة خالدة. فشل الفرق الافريقية باستثناء غانا التي وصلت الى الربع النهائي فإنّ بقية الفرق الافريقية خرجت منذ الدور الأول رغم توفر أغلبها على لاعبين نجوم وهو ما طرح موضوع الاختيارات والتحضيرات وأجواء الفريق في قفص الاتهام ودفع الاتحاد النيجيري إلى المحاسبة. مارادونا الظاهرة أنهى مسيرة كروية رائعة ثم عرفت حياته هزات ومشاكل وهاهو يقود منتخب الطانڤو. مارادونا مثل ظاهرة فريدة من نوعها على حافة الملعب تحركاته وطريقة تفاعله وحزنه وانكساره وعلاقته باللاعبين وصراعه الأبدي والاعلامي مع بيلي لقطات وصور تستحق أن تستثمر في شريط وثائقي وراغم خيبة المنتخب الأرجنتيني فإن مارادونا بقي في قلوب شعبه وحكومة بلاده.