وسط أجواء احتفالية، أقرب الى العائلية منها الى الرسمية وبهرج المهرجانات، انطلقت ليلة السبت الماضي 10 جويلية 2010 فعاليات الدورة 25 للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية الذي يحتفل هذا العام بتحوّله من تظاهرة دورية تنتظم كل عامين الى تظاهرة سنوية. وخلافا للدورات السابقة أبت الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة المنظمة للمهرجان، أن يمر حفل افتتاح هذه الدورة الاستثنائية بشكل عادي، فتمت إضافة فقرة موسيقية وغنائية الى برنامج الحفل عقبها عرض فيلم الافتتاح، إضافة بطبيعة الحال الى كلمتي رئيس المهرجان ورئيس بلدية قليبية الذي أعلن بنفسه انطلاق فعاليات الدورة. الكل من أجل المهرجان ورغم ضعف الاعتمادات المالية للمهرجان (25 ألف دينار) تحرك أعضاء الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة بمشاركة الجامعة التونسية لنوادي السينما ومنخرطيهما في كل ولايات الجمهورية، من أجل تقديم حفل افتتاح ودورة تليق بسمعة وعراقة المهرجان حتىأنك تخال الجمهور الحاضر عائلة واحدة تعرف عناصرها فردا فردا. فما ان صعدت الفنانة الناشئة لبنى نعمان لأداء بعض الاغاني لفيروز والشيخ إمام، حتى صاح الجمهور من أصدقائها من شباب قليبية يهتف باسمها ويردد معها أغانيها. كما لم تبخل هي من جهتها في الدعوة الى عدم خوصصة شواطئ قليبية وهي دعوة ينادي بها شباب الجهة منذ أشهر، وكانوا سينظمون لها تحرّكا في افتتاح المهرجان... فيلم الافتتاح وعقب الفقرة الموسيقية التي أثثتها لبنى نعمان بمشاركة عازف البيانو سامي بن سعيد، عرض فيلم الافتتاح الذي حمل عنوان «زواج بثلاثة وجوه» وهو فيلم روائي طويل بإمضاء المخرج المارتنيكي بيار لابا. وكان العرض الاول دوليا بالنسبة الى الفيلم، إذ لم يسبق عرضه في أي دولة أخرى من العالم، بما فيها الكوت دي فوار حيث يقيم المخرج. والفيلم هو كوميديا سينمائية ساخرة تتناول الواقع الاجتماعي المضني في البلدان الافريقية الفقيرة حيث تتحوّل «الفيزا» أو التأشيرة الى أوروبا، وفرنسا تحديدا، الى حلم يطمح الشباب الى تحقيقه ولو بطرق غير شرعية وغير أخلاقية. وفي الفيلم تكون التأشيرة مقابل تزويج فتاة افريقية الى شيخ فرنسي. ورغم محدودية الفيلم من الناحية الجمالية، سواء على مستوى الطرح أو المعالجة، فقد تفاعل معه الجمهور لمواقفه الهزلية الساخرة رغم سذاجتها. من مفاخر تونس وفي كلمة الافتتاح أعلن رئيس بلدية قليبية عن انطلاق فعاليات الدورة 25 للمهرجان معرّجا على جمال مدينة قليبية وطابعها الثقافي المميز، وهي إشارة لم يغفل عنها كذلك رئيس المهرجان السيد عادل عبيد الذي عبّر عن شكره لأهالي المدينة ومسؤوليها لدعمهم للمهرجان. كما لم يغفل عن الاشارة الى ضعف الاعتمادات المالية التي يعمل بها المهرجان داعيا السلطات الجهوية والوطنية الىضرورة دعم التظاهرة خصوصا وأنها تحوّلت الى تظاهرة سنوية تستقطب آلاف الشباب سواء من تونس أو من الخارج. كما أكد أن المهرجان يعدّ من أعرق المهرجانات السينمائية في افريقيا والوطن العربي، وبالتالي وجب الحفاظ عليه لأنه يبقى من مفاخر البلاد.