نظرت احدى الدوائر الجنائية بمحكمة المنستير قبل أيام في قضية مسك وترويج واستهلاك مخدرات مثل بمقتضاها أربعة عشر شابا أمام هيئة المحكمة في حين تحصن المتهم الخامس عشر بالفرار. وجاء في ملف القضية أن المظنون فيه الرئيسي في هذه القضية وهو شاب في عقده الثالث أصيل احدى مناطق الوسط الغربي لا يزال متحصنا بالفرار لعجز بقية المتهمين عن تحديد هويته بدقة كان يتردد على جهة الساحل في مناسبات عديدة دون أن تكون له اقامة معلومة مما مكنه من التعرف على بعض الشبان فصار يجالسهم في مناطق بعيدة عن العمران وكان في كل مرة يخرج سيجارة يحشوها بمادة غريبة ثم يعالجها بطريقته الخاصة ويشرع في تدخينها ثم يقدمها لأصدقائه الذين ينتشون بذلك فصاروا يطالبونه بالمزيد منها فأعلمهم أنها مخدرات من نوع القنب الهندي (زطلة) وطلب منهم مساعدته على ترويجها في أوساط الشباب فأبدى اثنان منهم استعدادهما لذلك وكان الاتفاق بينهم على أن يتولى هو جلب كميات صغيرة من مخدر الزطلة يروّجها المتهمان بحذر شديد مقابل مبالغ مالية يأخذان منها نصيبهما ويسلمان البقية للمظنون فيه الرئيسي في هذه القضية. شرع الشابان اللذان لم تتجاوز سنهما الثلاثين سنة في تسلم دفعات صغيرة الحجم من الزطلة وحشوها في سجائر وترويجها على بقية المتهمين الى أن وصل الخبر إلى مسامع أعوان الأمن الذين بادروا بايقاف الشابين وكل من ثبت تورطه معهما في المسك قصد الاستهلاك وبالتحري معهما اعترفا بأنهما كانا يتزودان بالمخدرات من المظنون فيه الرئيسي الذي لا يعرفان غير اسمه كما أفاد أنهما كانا يستهلكان بعضها ويروجان الآخر مقابل دنانير للسيجارة الواحدة. أما تصريحات بقية المتهمين فقد تراوحت بين الاعتراف والانكار التام فقد أفاد أحدهم أنه كان يتعاطى دواء مهدئا للأعصاب منذ فترة لذلك جاءت التحاليل المخبرية ايجابية متمسكا بانكاره أية علاقة له بالاستهلاك والترويج ومعتبرا زجه في القضية كيديا كما جنح متهم آخر الى الانكار بدعوى وجود تشابه في الاسم الثلاثي بينه وبين شخص آخر هو المتهم المقصود حسب زعمه وقد ارتأت المحكمة تأخير البت في القضية استجابة للسان الدفاع.