نظرت الدائرة الجناحية بمحكمة بن عروس الابتدائية مؤخرا في قضية اعتداء شقيقين بالعنف الشديد على شاب في مقتبل العمر كانا ضبطاه يحادث شقيقتهما في سيارته... وقد جاء في ملف القضية أن شقيقين بلغهما خبر مفاده أن اختهما القاصر (17 سنة) ربطت علاقة غرامية مع شاب يفوقها سنا وأصبحت تواعده وتلتقيه في غفلة من أهلها وفي أماكن مختلفة فقرر الشقيقان وضع حد لما رأياه مروقا عن الصراط السوي، وأوليا عناية لتحركات شقيقتهما الصغرى حتى علما أنها ضربت موعدا مع صديقها وحين تأكدا من الساعة والمكان سارعا بالاختفاء قبيل الموعد وانتظرا اللقاء وقد ذهب الغضب بعقليهما... وما هي إلا دقائق معدودات حتى أقبل الشاب في سيارته وركنها بأحد الأنهج، ساعتها تقدم الاخوان فلاحظ أن شقيقتهما موجودة داخل السيارة وبالتالي تأكدا تماما من صحة الأخبار التي بلغتهما عما اعتباراه تجاوزا في حق العائلة ولم يعد بامكانهما التفكير في العواقب فسارعا نحو السيارة وفاجأ الشاب بفتح الباب وأخرجاه ومن ثمة اشبعاه ضربا وركلا ثم تركاه يتخبط في دمائه وانصرفا غير عابئين... وقد ساعد بعض المارة الشاب على استعادة وعيه شبه المفقود ومن ثمة توجه الى أقرب مركز للأمن حيث رفع دعواه مدليا بما يؤكد تعرضه الى العنف الشديد وتمسك بتتبع الشابين. سلطة تأديبية استند لسان دفاع المتهمين في مرافعته الى السلطة التأديبية التي يتمتع بها الأخ تجاه أخته في مجتمعنا التونسي وهي سلطة حسب رأي المحامي دفعت أحد الشقيقين للتدخل قصد منع أخته من ربط علاقة مشبوهة لا يمكن التنبؤ بتطوراتها نظرا لصغر سن الفتاة المراهقة التي يسهل التغرير بها... ونفى المحامي في ذات الوقت أن يكون الشقيق الثاني حاضرا أثناء واقعة «التأديب» ورجا المحكمة مراعاة ظروف التخفيف في الحكم على منوبيه. وقد أنكر القاضي على المتهمين الفعل وتساءل لماذا سبقت سوء النية النوايا الحسنة ولماذا صنف الشابان علاقة الشاب والفتاة في خانة السوءات وبالتالي ربما فوتا عليها فرصة التأسيس لحياة زوجية مستقبلية ناجحة. ثم أرجأت المحكمة التصريح بالحكم الى جلسة لاحقة.