تمكن الأمن اللبناني مؤخرا من ضبط أخطر شبكات التجسس التي جندها «الموساد» الاسرائيلي في لبنان لاستهداف المقاومة واغتيال شخصيات بارزة، كان على رأسهم الأمين العام ل«حزب اللّه» الشيخ حسن نصر اللّه. وقد أعاد الكشف عن هذه الشبكات إلى الأذهان الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الدول العربية والإسلامية دون أن يطلق رصاصة واحدة، وهي حرب الجواسيس. وفي ما يتعلّق بلبنان، ساهمت شبكات التجسس بشكل كبير في تحديد أهداف مدنية وعسكرية تابعة ل«حزب اللّه» وللدولة اللبنانية جرى تدميرها بالكامل في حرب صيف 2006، ومن المتوقع أمنيا وجود عشرات الجواسيس لم يتم ضبطهم بعد، خاصة وأن معلومات مؤكدة تشير إلى أن تل أبيب بدأت منذ تسعينات القرن الماضي في تأسيس خلايا تجسس وتخريب غالبها في الدول العربية وبدرجة أولى في لبنان. وجاءت عملية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح لتكشف المستور، سبقها انجاز أمني كبير في لبنان باعتقال عدد من شبكات التجسس التي تعمل لصالح الموساد. شبكات تبدأ ولا تنتهي اجتهدت المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، لا سيما الموساد في تفعيل خلايا التجسس، من خلال تجنيد العملاء والجواسيس لها في مختلف البلدان، ويمكن في هذه العجالة سرد أهم شبكات التجسس التي كشف النقاب عنها: 1 شكلت مصر الهدف المفضل للمخابرات الاسرائيلية للعمل في صفوف مواطنيها، ووصل العدد التقريبي لجواسيس الموساد الذين كشف عنهم النقاب في مصر نحو 70 جاسوسا، 75٪ مصريون، و25٪ إسرائيليون، وزخرت ملفات محاكم أمن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس، كان أبرزها: شبكة التجسس الشهيرة التي ضبطت عام 1985، مكونة من 09 أفراد، وجندت ضمن الأفواج السياحية. شبكة تجسس كشفت عام 1986، ضمت عددا من العاملين بالمركز الأكاديمي الاسرائيلي في القاهرة. عام 1990 إلقاء القبض على جاسوس مصري لاشتراكه مع ضابط مخابرات إسرائيلي في تحريض فتاة مصرية على التخابر، لكنها رفضت، وأبلغت أجهزة الأمن. عام 1991 تم القبض على جاسوسين في عمليتين منفصلتين. عام 1992 سقوط شبكة عائلة «مصراطي» المكونة من 4 جواسيس. أواخر عام 1996 إلقاء القبض على الجاسوس عزام عزام وشريكه المصري، ونجحت تل أبيب في الافراج عنه بعد ضغوط سياسية مورست على القاهرة. منتصف عام 1997، الكشف عن جاسوس خلال ارتدائه زي الغوص، وكانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل. عام 2000، كشف عن جاسوس مصري جند لصالح الموساد في ألمانيا. شبكات للتجسس 2 في الأردن تم الكشف خلال عام 1997 عن عملاء الموساد الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حيث أطلق سراحهم مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة. 3 في لبنان كشف النقاب خلال السنوات الأخيرة عن مجموعة من شبكات التجسس التي عملت لصالح الموساد، وأنيط بها بعض المهمات الأمنية والاستخبارية، وكان آخرها الشبكة التي قادها شربل قزّي الذي كان يعمل رئيسا لأحد أهم الأقسام في شركة الاتصالات اللبنانية «ألفا» والذي اعترف بتزويده «الموساد» الاسرائيلي بكم هائل من المعلومات حول «حزب اللّه» والجيش اللبناني ومؤسسات وشخصيات بارزة، كما جند عملاء آخرين يعملون في الشركة، وكانت أخطر المعلومات التي أمدّ بها اسرائيل قبيل وخلال العدوان على لبنان صيف 2006. في العراق لم يعد خافيا وجود عملاء للموساد أسسوا لهم قواعد انطلاق من المناطق الخاضعة للأكراد في الشمال، وأصبح نشاطهم أكثر تأثيرا بعيد الاحتلال. وقد كشف النقاب لاحقا أنه من بين 870 وثيقة للمخابرات الأمريكية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل المزعومة، كانت هناك 810 وثيقة مصدرها «الموساد» وشبكاته في شمال العراق. ولا تتعلق عمليات التجسس على الدول العربية والاسلامية بالشأن العسكري والأمني فحسب، بل تشمل كافة المجالات من اقتصاد وسياسة وصناعة وما إلى ذلك من المجالات الحيوية. كما كلفت شبكات التجسس بتنفيذ عمليات تخريب واسعة، من تفجيرات واغتيالات وصولا إلى تخريب الأخلاق ونشر الرذيلة وتزوير العملات. وفق ما كشف عنه من معلومات تتعلّق بملفات التجسس الاسرائيلي على الدول العربية.