«حُط بطّيخة صيفي في بطنك وارتاح» هذه هي نصيحة أشقائنا المصريين لكل من يرتابه شكّ في أمر ما. أما مع غلاء سعر البطيخ عندنا هذه السنة بأصفره الكاناري وأخضره المعزول وبنّيه اللبناني، وصغيره الكاتالوني وبكل «عجّوره» فتبدو هذه النصيحة لاغية ملغية اللّهمّ إلا إذا عوّضنا البطيخة ب«عجورة» في البطن الى من استطاع الى «العجور» سبيلا، وبالطابع طبعا حتى وإن كنا مدركين أن لا راحة لمن وضع «العجّور» وحتى البطيخ أيضا في البطن. والبطيخ «أبراج» في البيت وفي أغلب الأحيان «تبريج» في السوق والتبريج نوعان إما أن يكون لك أو عليك أنت وبرجك والطالع خاصة كلما «تبطّخ» السوق بالبطيخ كما هو الحال عندنا اليوم. ويقال والعهدة على رجال الاقتصاد ان اعتدال الأسعار من توازن العرض والطلب في الأسواق. ويحكى أن «ما يطيّح الطلب كان العرض» والعكس صحيح ب«الفلاّقي» «ما يطيّح الكيلو كان الرطل» في موازين السوق، حتى وإن كنا نعرف كم من رطل أطاح بالكيلو خاصة إذا تعلّق الأمر بوزن الرؤوس من كبيرها الى صغيرها من رأس الكرنب المنغلق على نفسه مرورا برأس البصل ورأس الكرّاث وصولا الى رأس الثوم المكشر عن أنيابه مبتسما لرأس الشهر في جيب الشهّار. «رأس الهدرة» في الثوم العرض موجود والطلب مفقود وتحرير الأسعار يمنح الأسعار حرية ممارسة القفز على الزانة. وفي البطيخ العرض يفوق الطلب والأسعار تمارس سباق القفز على الحواجز في المسافات الطويلة، فما الحكاية يا أهل الاقتصاد؟ فإذا كان «لا لُومْ على الثومْ» فهلا يكون اللّوم على من «سيّب» الماء على البطّيخ في أسواقنا؟