أدى أحد المارة مؤخرا واجب المواطنة كاملا حين ساعد أحد رجال فرقة الشرطة العدلية ببن عروس في القبض على شاب يشتبه في اقدامه صحبة شريك له على مهاجمة عجوز وسلبها حقيبتها اليدوية باحدى ضواحي بن عروس. كان أحد أعوان الأمن يقود سيارته حين لمح بين زحمة السيارات شابين يمتطيان دراجة نارية، فاقترب منهما حتى تبين ملامحهما ووقف عن كثب على تصرفاتها المسترابة وسط الطريق فاستنتج بوحي من حدسه وخبرته الطويلة أنهما مقبلان على اتيان فعل أو ارتكاب اثم وبالتالي خلص الى اتخاذ قرار أملاه عليه شعوره بأنه مسخر لأداء الواجب على مدار الساعة ومضى خلف المشبوه فيهما يتبعهما ويراقبهما حتى جاءه الخبر اليقين... نشل... فمطاردة سار راكبا الدراجة وعون الأمن يتبعهما دون أن يتفطنا إليه وفجأة انحرفا الى اليمين واقتربا من امرأة مسنة تسير هانئة على الرصيف وقام الراكب الى الخلف بانتزاع حقيبتها في حركة عنيفة سقطت جراءها العجوز أرضا وهي تستغيث استغاثة لا تكاد تسمع ومع ذلك هرع اليها الخيّرون من المارة لاسعافها فيما تولى رجل الأمن ملاحقة المشبوه فيهما فداس على محول البنزين وانطلق بسرعة رهيبة يطارد الشابين حتى لحق بهما وامرهما بالتوقف ملوحا اليهما بشارته المهنية غير أن الشابين لم يمتثلا واختارا التخلص من الحقيبة ومن الدراجة النارية ثم لاذا بالفرار في اتجاهين مغايرين، وفي المقابل حدد رجل الأمن أحد المظنون فيهما وواصل مطاردته على متن السيارة ولكن بطء حركة المرور وكثرة السيارات في مثل هذه الساعة من ساعات الذروة جعلته يفقد اثر الهارب ولكن إلى حين... قاده عبر «المحمول» اشتد الغضب برجل الأمن وهو يكاد ييأس من اللحاق بالمنظون فيه ومع ذلك واصل مهمته وفي هذه اللحظة رن جرس هاتفه المحمول مرة أولى وثانية.. وثالثة حتى قرر في النهاية الاجابة فوجد على طرف الخط محدثه يفيده بأنه أحد معارفه وقد تابع الملاحقة والمطاردة وحين لاحظ أن سيارة الرجل علقت في الزحام ناوبه وتابع المشبوه فيه حتى شاهده يدخل محلا تجاريا ليختبي به، ثم قاد المواطن المتطوع عون الأمن (عبر الهاتف) الى مكمن الشاب فدخل اليه وألقى القبض عليه، واقتاده الى مقر فرقة الشرطة العدلة. وقد اعترف للمظنون فيه أمام حالة التلبس التي كان عليها بفعلته وأدلى بهوية شريكه كما اتضح من خلال اخضاعه الى التحاليل الطبية أنه مدمن مخدرات فتم الاحتفاظ به.