درجات الحرارة انخفضت بشكل ملحوظ بسوق المدربين بعد اختيار جميع فرق النخبة لطاقمها الفني الجديد والأكيد أن حمى المنافسات والمساومات تسربت لبقية الاقسام ومع استقرار الطقس ووضوح الرؤية داخل اندية البطولة الوطنية سنقوم كالعادة برصد ملامح الخارطة الجديدة للمدربين والتي ستخضع كعادتها لعدة تقلبات وعواصف تهب مع قدوم الخريف والشتاء لأن هذه الفترة معروفة برياح التغييرات وانعدام الرؤية بين المسؤولين والمدربين خاصة عند تكاثف النتائج السلبية. عملت الفرق التونسية منذ الاستقلال على تشجيع الطاقم التونسي ومقاومة عقدة الاجنبي على غرار بقية القطاعات بحكم معرفة الطاقم المحلي لعقلية اللاعب التونسي وامكانياته الحقيقية وظروف الفرق التونسية ومكوّناتها بشكل عام الى جانب عوامل اخرى مثل اللغة والراتب المعقول وهذا لا يعني غلق الباب امام الطاقم المستورد القادر على تقديم الاضافة وهذه الاستراتيجية اثمره ظهور مشاتل متميزة من الاطارات الفنية التي ساهمت في الاقلاع بكرتنا ومازالت سمعة المدرب التونسي في الخليج العربي خاصة تمثل قيمة ثابتة. وعندما تعود للارشيف تعثر على العديد من الشهادات التي تؤكد نجاح المدرب التونسي مع الفرق التونسية وتفوقه في هذا المجال على الاجنبي فأول كأس تحصل عليها ممرن تونسي وهو عمار النحالي مع الملعب التونسي سنة 1956 واول تتويج للمنتخب كان مع عامر حيزم سنة 1973 حيث تحصلنا على كأس العرب ثم اكمل عبد المجيد الشتالي ملحمة الارجنتين الخالدة كما اهدى المنصف المليتي لتونس اول لقب قاري للاندية مع النادي البنزرتي سنة 1987 . وفي قائمة الناجحين ايضا نجد بالخصوص فوزي البنزرتي صاحب الالقاب المحلية والقارية خاصة مع الترجي الرياضي ويوسف الزواوي صاحب الرقم القياسي في عدد البطولات الى جانب المختار التليلي الذي يملك في رصيده 3 كؤوس. وفي المرحلة الاخيرة اهدى خميس العبيدي لبلادنا اول ميدالية ذهبية في الالعاب المتوسطة لسنة 2001 وقاد المنتخب الاولمبي لاولمبياد اثينا وساهم نبيل معلول في تتويج منتخبنا الوطني بأول تتويج افريقي مع لومار كما اقتلع مراد محجوب مع النادي الصفاقسي اول بطولة عربية للاندية في نسختها الجديدة. وهذه الانجازات دعمها سفراء تونس بالخارج حيث ساهمت عدّة اسماء في الاقلاع بالكرة العربية بفضل اسماء لامعة مثل الشتالي وحيزم والتليلي وعمر الذيب وتوفيق بن عثمان ويوسف الزواوي ولطفي وفوزي البنزرتي واحمد العجلاني ولطفي رحيم وغيرهم. **الاغلبية مع المدرسة التونسية هذه الحقائق التاريخية والموضوعية جعلت اغلب الفرق التونسية تمنح ثقتها للطاقم المحلي (10) في حين اختارت 4 فرق فقط التعامل مع الطاقم المستورد وهذه التشكيلة الجديدة لمدربي الموسم القادم. النادي الافريقي: الفرنسي سطامبولي الاولمبي الباجي: مولدوفان النجم الساحلي: مراد محجوب الملعب التونسي: المنصف العرفاوي النادي البنزرتي: محمود الورتاني نجم حلق الوادي والكرم: المنصف الشرقي اتحاد المنستير: لطفي رحيم النجم الخلادي: خالد بن ساسي قوافل قفصة: عمر مزيان ترجي جرجيس: لسعد معمر **الاستقرار آخر قرار بعض الفرق اختارت تجديد ثقتها مع المدربين الذين أكملوا الموسم دون الدخول في مغامرات جديدة وفي هذا المجال اختار بطل الموسم الترجي الرياضي مواصلة المشوار مع المدرسة الارجنتينية لعلها تفلح في القبض على البطولة الافريقية للاندية وهي الغاية المركزية والمحوري للترجي في المرحلة الاخيرة. وبحكم النتائج الوردية لمستقبل المرسى في البطولة الوطنية حيث تحصل الفريق على المقعد الخامس حافظ علي السلمي علي موقعه تماما مثل المنصف العرفاوي الذي احرز تقدما ملموسا مع الملعب التونسي في اياب الموسم الفارط واختار النجم الخلادي بدوره مواصلة التعامل مع خالد بن ساسي رغم خروجه المبكر في بداية الموسم الفارط واعادته لمنصبه في الجولات الاخيرة. وحسم ترجي جرجيس ايضا الامر مبكرا باختياره احد ابناء الجمعية وهو لسعد معمر الذي ساهم في اعادة ترجي الجنوب لعالم النخبة. **الافريقي والصفاقسي مع الاجانب عاد النادي الافريقي مجددا للمدرسة الاجنبية رغم فشله المبكر في الموسم الفارط مع التركي اورتوغال وهذا الرجوع مبرر بمنطق التاريخ حيث سبق لفريق باب الجديد تحقيق العديد من الانجازات مع الطاقم المستورد اذ رفع 7 كؤوس مع الاجانب بفضل اندري ناجي واكسبرايا في مناسبتين لكل ممرن مع نجاح فابيو وديتشا وبلاتشي في مناسبة واحدة والمعلوم ان الانجازات الاخيرة للافارقة حصلت بالخصوص مع الطاقم الاجنبي الذي يمثله بالخصوص سيرافان وبلاتشي واكسبرايا وهذا ما شجع فريق باب الجديد في الدخول في مغامرة جديدة مع الممرن الفرنسي المعروف سطامبولي. ويبقى النادي الصفاقسي من اكثر الفرق تعاملا مع المدارس الاجنبية بحكم تألقه معها اذ كانت امجاد فريق عاصمة الجنوب بالخصوص مع كريستيك وبوبوف والألماني بفايفر ومواطنه كراوتزن والبرازيلي باولو روبيم وهذا لا يمنع فشله ايضا في المرحلة الاخيرة مع الاجانب حيث خرج مبكرا الالماني فيستر والفرنسي اموروس فهل يعيد السويسري دي كاستيل امجاد النادي الصفاقسي في مختلف المسابقات بعد نجاحه العربي الاخير الباهر. العلاقات داخل عائلتنا الرياضية مازالت حميمة وهذا ما يفسر علاقة الفرق مع المدربين على اساس هذه القرابة فالممرن علي السلمي تربطه بمستقبل المرسى روابط متينة وهو يبقى دوما مبجلا كما تعوّد اتحاد المنستير على منح الاولوية لابناء الجمعية مثل عامر حيزم وفوزي البنزرتي ولطفي البنزرتي وصالح قديش وهذا ما جعله يختار الشاب لطفي رحيم. كما عاد محمود الورتاني للنادي البنزرتي بحكم هذه الروابط تماما مثل خالد حسني العائد لنادي حمام الانف وعلى هذه الاسباب ايضا منح ترجي جرجيس ثقته للممرن لسعد معمّر كل هذه المعطيات تؤكد ان قاعدة «الاقربون اولى بالمعروف» مازالت راسخة في اذهان انديتنا. **محجوب محبوب في المواسم الاخيرة اكد الممرن مراد محجوب نجاحه الباهر في اعطاء طابع خاص بكل فريق دربه وهذه الحقيقة لمسناها مع النادي الافريقي وخصوصا مع النادي الصفاقسي الذي قاده للتاج العربي رغم قيمة الاندية المشاركة في هذه المسابقة العربية النموذجية وهذا ما جعل النجم الساحلي يختار مبكرا مراد محجوب لقيادته في الموسم القادم الذي يخطط فيه فريق جوهرة اساحل للقبض على عدة القاب في مقدمتها كأس رابطة الابطال الافريقية. والمعلوم ان مراد محجوب اصبح مؤخرا من اكثر المدربين تعاملا مع الاندية الكبرى إذ تعامل مع الترجي الرياضي والنادي الافريقي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي فهل ينجح في هذا الرهان الجديد؟ **غياب المدرسة الجزائرية الفرق التونسية كانت تتعامل بشكل واضح مع المدرسة الجزائرية حيث جلب النجم الساحلي سابقا رابح سعدان ومحيي الدين خلف وتعامل مستقبل المرسى ايضا مع عبد الحميد الكرمالي ورشيد المخلوفي ودرّب حميد زوبا اتحاد المنستير والملعب التونسي وكان ايضا لبوزيد الشنيتي عدة تجارب مع مجموعة من الفرق التونسية. ويبقى علي الفرقاني اكثر الجزائريين تعاملا مع الفرق التونسية حيث درب بالخصوص الاولمبي الباجي والملعب التونسي واتحاد المنستير والترجي الرياضي والنادي البنزرتي الذي غادره في أعقاب الموسم الفارط تماما مثل رشيد مواسة الراحل عن الاولمبي الباجي وبذلك يسجل الطاقم الجزائري غيابه في الموسم القادم بعد حضور منتظم. **الضيوف مع التونسي المتأمل في القائمة الجديدة للمدربين يلاحظ تعويل الاندية الصاعدة على الطاقم التونسي اذ اختار نجم حلق الوادي والكرم المنصف الشرقي وقوافل قفصة عمر مزيان وترجي جرجيس لسعد معمّر فهل تنجح هذه الفرق في ترسيخ اقدامها داخل بطولة النخبة مع الطاقم المحلي؟