اعتبرت الأممالمتحدة أمس ان الأزمة الناجمة عن كارثة الفيضانات في باكستان أسوأ من تسونامي الذي اجتاح آسيا في 2004 فيما طمرت انزلاقات التربة الناجمة عن تواصل هطول الأمطار بغزارة قريتين شمالي البلاد مخلفة 32 قتيلا على الاقل بينما أكدت هيئة الارصاد الجوية الباكستانية ان «القادم سيكون أسوأ». وقال الناطق باسم الأممالمتحدة للشؤون الانسانية موريسيو جوليانو ان 13.8 مليون شخص تضرروا بالفيضانات الأخيرة في باكستان حتى ظهر أمس. الاسوأ على الاطلاق وقال جوليانو ان هذه الأزمة التي تعصف بباكستان هي الأسوأ على الاطلاق مشيرا الى أنها «أسوأ من تسونامي ومن الزلزال الذي ضرب باكستان في 2005 وأيضا هايتي». وتابع قائلا: «انها أكبر لأن اكثر من ثلاثة ملايين شخص تضرروا بالزلزال في باكستان في 2005 وخلال تسونامي تضرر 5 ملايين بينما تأثر حوالي 3 ملايين بالزلزال في هايتي. وعلى صعيد متصل تجاوز مستوى الفيضانات في باكستان منسوب الخطر وباتت المياه تهدد أحد السدود الرئيسية في ولاية السند في الجنوب. وأكد الخبراء انه في حال إنهار سد سكّور امام مد المياه العاتية فستواجه الولاية دمارا يوازي الدمار الذي تعرضت إليه مناطق في ولايتي خيبر باختونخوا والبنجاب شمالي البلاد. وأعلن مسؤولون باكستانيون ان «الانزلاقات الارضية ضربت قريتين في مقاطعة جلجيت بالتيستان» مشيرين الى انه «تم انتشال 32 جثة بينما مازال اكثر من 25 شخصا آخرين في عداد المفقودين. حالة الخطر الأقصى وبالرغم من ان معظم الوفيات حصلت في مناطق الشمال الا ان تواصل سقوط الأمطار ادخل مناطق الجنوب ايضا في منطقة الإنذار القصوى «الحمراء». وهاجم النازحون المنكوبون مسؤولين حكوميين بسبب الغضب الشديد مما يرونه تقاعسا من السلطات في إيصال المساعدات وإغاثتهم. ويعتقد ان ما لا يقل عن 1600 شخص لقوا حتفهم في الفيضانات التي لم تشهد البلاد مثلها منذ 80 عاما وأتت المياه على كل ما كان أمامها على امتداد آلاف الكيلومترات في ولايتي خيبر والبنجاب. وقد عزلت السيول مناطق عديدة مما زاد من صعوبة الوضع. ومن جانبها حذرت دائرة الارصاد الباكستانية من انه من المتوقع ان يتواصل سقوط الأمطار ليومين آخرين خاصة في إقليم السند. ومن جهته جدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني نداءه لتقديم مساعدات دولية عاجلة لبلاده وقال أثناء زيارة لإقليم السند ان «الحكومة قد فعلت كل ما في وسعها بيد ان الأمور فوق طاقتنا... نحن نواجه حالة بالغة الصعوبة».