كنا قد واكبنا الدورة 46 من مهرجان قرطاج الدولي منذ انطلاقتها يوم 8 جويلية 2010 ولاحظنا تدني المستوى الفني والحضور الجماهيري اللذين صاحبا تقريبا معظم الحفلات التي أثثت السهرات الأولى من المهرجان لكن الاستفاقة حصلت مع حلول الفنان «سير» من الولاياتالمتحدة الذي أعاد الجمهور الى مدارج قرطاج وأحيا حفلا فنيا عانق الإبداع ومنذ تلك الليلة دخلت هذه الدورة من مهرجان قرطاج في المرحلة الثانية وهي مرحلة الانتعاشة حي شهدت معظم السهرات نجاحا جماهيريا وفنيا يحسب لهؤلاء الفنانين ولهذه الدورة من مهرجان قرطاج الدولي التي استفاقت في نصفها الثاني ووفقت إدارتها في استضافة مجموعة من الفنانين لها وقعها ووزنها في الساحة على غرار صباح فخري وكاظم الساهر وراغب علامة وإيروس رامازوتي... هؤلاء نجحوا في استقطاب الجمهور ووفقوا في امتاعهم لكن هذه المرحلة وللأسف تنتهي مع بداية المرحلة الأخيرة من الدورة 46 من مهرجان قرطاج الدولي التي ستعيد هذه الدورة الى نقطة البداية التي انطلقت مع سهرة الفنان شكري بوزيان الذي لم يتعدّ عدد جمهوره الألف. هذا الفنان الذي لا يعرف له الجمهور سوى اغنية يتيمة عرضها منذ سنوات يعتلي اليوم ركح قرطاج ليغني امام مدارج شبه فارغة. نحن لا نلوم الفنان ولا نلوم الجمهور بل نلوم إدارة قرطاج التي تسعى الى برمجة فنانين دخلوا طي النسيان هل من الضروري ان يكون الفنان التونسي متواجد في قرطاج حتى وإن كان عاجزا على ملء المدرج الأول من قرطاج؟! حتى وإن كان بخيلا لا ينتج إلا بعد سنوات؟! هل بهذه الطريقة يُكرّم الفنان التونسي؟! بل انها اهانة حين يجد نفسه يغني لأحجار قرطاج. لابدّ ان يستفيق هؤلاء ويدركوا جيدا ان الفنان هو الذي يكرّم نفسه بالعمل والمثابرة لا بالمشاركة. وليعلموا جيدا ان النجم من يصنع نفسه وليس من تصنعه الأحداث.. هذه المرحلة ايضا من الدورة 46 من مهرجان قرطاج الدولي عملت على برمجة مجموعة من الفنانين (باستثناء البعض منها مثل اسامة فرحات ولطفي بوشناق وزياد غرسة) لا يعرفها الجمهور وقال أحدهم في احد السهرات حين تم عرض الأسماء التي ستؤثث سهرات قرطاج من يكون «طرف الهيدوك» (وهي مجموعة فنية من رومانيا) وقال الآخر هل نفهم نحن في اللغة الايرانية؟! من أين يأتون بهذه الأسماء؟! (والكلام يعود الى جمهور قرطاج). نحن لسنا ضد الانفتاح الفني والاطلاع على الموسيقات الأخرى لكن لابدّ من مراعاة الذوق العام حتى يحصل الانسجام والتواصل بين جمهور قرطاج وفنانه.