أكد امس القاضي العراقي زهير المالكي الذي اصدر امس الاول مذكرة توقيف ضد احمد الجلبي المدلل السابق لوزارة الدفاع الامريكية والمتهم في واشنطن بالتعامل مع ايران وابن اخيه سالم الجلبي الذي يرأس المحكمة المخصصة لمحاكمة الرئىس العراقي صدام حسين، سيعتقلان فور وصولهما الى الاراضي العراقية.. ولاحظ القاضي المالكي ان الامر الصادر ينص على القاء القبض على «الجلبيين» احمد وسالم.. ويوجد احمد الجلبي عضو مجلس الحكم السابق في العراق حاليا في ايران على رأس وفد يضم 300 عضو لحضور مؤتمر اقتصادي مشترك في طهران. وهو متهم وفق ما جاء في مذكرة التوقيف في قضية تزييف اموال وهو المشتبه به الاول في القضية. أما سالم الجلبي (ابن اخ احمد) وهو محام يرأس حاليا المحكمة الخاصة المخصصة لمحاكمة الرئىس العراقي صدام حسين فهو موجود حاليا في لندن (بريطانيا) وهو متهم في قضية جريمة قتل موظف كبير في وزارة المالية. دور جديد... للجلبي وكان احمد الجلبي من السياسيين العراقيين المفضلين لدى كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية وظهر بجوار السيدة الاولى الامريكية لورا بوش اثناء القاء الرئيس الامريكي جورج بوش لخطابه عن حالة الاتحاد في جانفي الماضي... وورد اسمه بين المرشحين لدور قيادي في العراق بعد صدام. والى حد ماي الماضي كان الجلبي رئىس حزب المؤتمر الوطني العراقي والعضو السابق في مجلس الحكم (السابق) يعتبر مدللا لدى البنتاغون. وقبل شهر واحد من تسليم السلطة للحكومة المؤقتة المعيّنة الحالية داهمت الشرطة منزل الجلبي في بغداد (بما فيه غرفة النوم) ومقر حزبه. وصادرت الشرطة وقتها اجهزة كمبيوتر وكمية من الوثائق ويبدو ان قضية تزييف العملة التي اشار اليها القاضي المالكي بدأت في الوثائق المصادرة. وفي ماي الماضي اتهمت الولاياتالمتحدة الجلبي بتسريب معلومات استخباراتية الى ايران وقد نفى الجانبان هذه التهمة. واعلن احمد الجلبي امس الاول في طهران في تصريحات لتلفزة سي.ان.ان انه سمع نبأ اصدار مذكرة توقيف ضده وقال انهم لم يعلموا لا محاميه ولا مكتبه واصفا الاتهامات بأنها مذهلة وملفقة. واكد احمد الجلبي انه سيعود الى العراق لمواجهة هذه التهم وانه مستعد للمثول امام المحكمة بينما قال احد مساعديه ان الامريكيين يقفون وراء اصدار مذكرة التوقيف. ويذكر ان محكمة اردنية ادانت عام 1992 احمد الجلبي (غيابيا) بتهمة الاختلاس وذلك بعد افلاس بنك «البتراء» الذي كان اسسه وكان الجلبي متهما بتحويل 288 مليون دولار الى حسابات في سويسرا. سالم.. القاضي المتهم ومن جانبه قال سالم الجلبي الذي يرأس المحكمة الخاصة المكلفة بمحاكمة الرئىس العراقي صدام حسين انه سيعود الى العراق ليدافع عن نفسه واصفا التهمة الموجهة ضده بأنها «مثيرة للسخرية». ويعمل سالم الجلبي في الأصل في المحاماة وقد حصل على شهاداته الجامعية من امريكا. وفي تطوّر لاحق استبعدت وزارة الخارجية البريطانية امس قيام بريطانيا بتسليم سالم الجلبي الى السلطات العراقية الحالية. وقال متحدث رسمي انه لا توجد اتفاقية تسليم المتهمين بين بريطانيا والعراق. لكن مصادر حكومية بريطانية لاحظت ان معاهدة تسليم متهمين موقعة بين العراق وبريطانيا منذ عام 1930 وان الحكومات العراقية المتتالية لم تقم بالغائها رسميا. وفي كل الحالات قال سالم الجلبي انه سيتحول الى العراق اذا حصل على ضمانات حول سلامته متهما انصار الرئيس صدام حسين بأنهم وراء مذكرة التوقيف الصادرة ضده.