في شمال الصين وفي مدينة «أوردوس» تحديدًا، شهد شهر أوت 2010 حدثًا اعتبره مواطنو المكان «إنجازًا تاريخيًّا»، وتداعت له وسائل الإعلام العالميّة بأكثر ممّا تداعت لمأساة غزّة أو لفيضانات الباكستان أو لحرائق روسيا! اصطفّ أكثر من عشرة آلاف شخص في مربّع من الصفوف المنتظمة، ثمّ شرعوا في افتراش الأرض واحدًا بعد واحد، صفًّا بعد صفّ، مُحاكِينَ تَسَاقُطَ أحجار «الدومينو»! بعد عشرين دقيقة...عمّت الأفراح والليالي الملاح فرحًا بدخول المدينة موسوعة «غينيس»، باعتبارها صاحبة الرقم القياسيّ العالميّ الجديد في «الدومينو البشريّ»! كنت أتمنّى طبعًا أن أشارك الفرحين فرحتهم...إلاّ أنّي أراني مضطرًّا إلى التنغيص عليهم واتّهامهم بالاستيلاء على رقم قياسيّ لا حقّ لهم فيه! نظريّة «الدومينو» تعني أنّ لكلّ حدث تداعيات: تحدث كارثةٌ في مكان فتظهر سلسلة من الكوارث في بقيّة الأماكن! ينكّل هتلر باليهود فينكّل اليهود بالفلسطينيّين! يسقط برجان في نيويورك فتشتعل العراق وأفغانستان! تحترق روسيا فتحترق أسعار القمح في العالم!! ألا يعني ذلك أنّ الرقم القياسيّ في «الدومينو البشريّ» لم يحطّمه عشرة آلاف «أوردوسيّ»، بل يحطّمه يوميّا سبعة مليارات من «الأحجار» البشريّة، هم سكّان العالم؟