عاش الشيخ علي بن عون في الفترة المتراوحة بين 1640م و1760م ويثبت التواتر ان هذا الولي الصالح قد عمّر 125 عاما قضى معظمها في طلب العلم والعبادة والوعظ والارشاد... ومنذ وفاته دأب أحفاده على إقامة ما يعرف بالزردة... زردة الولي الصالح سيدي علي بن عون وذلك بمقر الضريح بفراش بالراضية (سفح جبل الساهلة) من معتمدية سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد. حياته ونسبه علي بن عون بن عبد الله بن علي بن مسعود القوماري نسبة الى المدينة التي انحدر منها ابوه، ومدينة قومار هي احدى مدن سوف بجريد الجزائر اما أمه ياقوتة فهي من قبيلة أولاد ابراهيم (الحرشان) احدى قبائل عرش الهمامة نزحت أسرتها الى بلدة توزر عاصمة الجريد فتعرفت الاسرة على الشيخ عون بن مسعود القوماري حيث كان يعمل مؤدبا هناك في توزر فصاهرته الأسرة الحرشانية بتزويجه ابنتها ياقوتة. وكان الشيخ عون من أهل الصلاح ولم تطل معاشرته لزوجته اذ فارقها وهي حامل بسيدي علي بن عون وتربى الشيخ علي بن عون عند أخواله مدة وتزوجت امه من أحد أقربائها المسمى يوسف وأنجبت منه أولادا يعرفون الى اليوم بأولاد يوسف (عرش أولاد يوسف) وبقي عند أخواله حتى سن العاشرة ثم ارتحل الى مدينة فاس بالمغرب حيث درس الفقه والتفسير والحديث وأصول الحكمة بزاوية مولاي ادريس الأكبر ثم رجع الى القيروان للتبحر في العلوم الدينية فبقي بها مدة من الزمن ومنها توجه الى قفصة حيث تتلمذ على يد المربي الفاضل العارف بالله سيدي عمر بن عبد الجواد وعمره حينها اربعون سنة وبقي بقصر قفصة مؤدبا بزاوية الشيخ عمر ولما وضح صلاحه وظهرت كراماته أمره شيخه بالرحيل الى المكان المعروف بفراش براضية وأمره بالإقامة وبناء زاوية بمكان ضريحه اليوم في سفح جبل الساهلة ومن يومها صار الزوار يفدون على الشيخ علي بن عون في حياته طلبا للعلم والبركة ولازال الى يومنا هذا يقصده الزوار من كل حدب وصوب خاصة في أول فصل الخريف. تراثه الفكري لقد أوكلت للشيخ علي بن عون مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين سكان البادية رضي الله عنه حريصا على ايصال وعظه وارشاده الى كل قلب لذلك نرى نظمه باللهجة العامية في كثير من الأغراض وخاصة الوعظ والارشاد والحث على فعل الخير والابتعاد عن فعل الشر فمن بين أقواله: حيث قال عن الأسفار والترحال: دورانك في البلاد رياسة ومعرفتك في الرجال كنوز ووصف التوبة: التوبة لا هيش لبس غرارة ولا هي لبس حرام وتجرير لا هي سبحة ملقطة بالحارة لا هي ضرب قصب وبنادير لا هي للدرويش ضرب الشارة أذاك ينفخ في الكلام يصير لا هي عودة باهية مختارة السرج يلعب والركاب يصير التوبة سنة حاكمة أمارة ومن قرا القرآن بالتفسير مهرجانه الوطني أو الزردة مهرجان سيدي علي بن عون هو أكبر تظاهرة ثقافية دينية شعبية في تونس وشمال افريقيا وحتى في العالم، وذلك لتفرده وصبغته الخاصة جدا والتي لا تتكرر في اي مهرجان آخر فهو عبارة عن جملة من المهرجانات مجتمعة. ففيه الغناء البدوي والحضرة والشعر الشعبي والفروسية واللباس التقليدي والسلامية، والتسوّق والفرجة والعرس والتقليدي والحياة والبدوية.. وخاصة عادة السكن طيلة أيام المهرجان الاربعة في خيمة الشعر وافتراش التراب على طريقة العرب القدامى.
