الفنانة فاتحة المهدوي هي من النساء القلائل اللاتي اقتحمن عالم الفن والمسرح على المستوى الوطني في عالم يحتكره الرجال خصوصا وسط مجتمع محافظ مثل القيروان اين برزت مسرحيا. ثم هي صاحبة مسيرة فنية مطولة وثرية قطعتها كحالة فريدة من النساء في الساحة الثقافية القيروانية. قبل ان تفرض حضورها الوطني عبر التلفزة التونسية في اغلب المسلسلات الرمضانية. الخبرة المطولة والمشوار الفني الذي قطعته وإدارتها لعدة مهرجانات، أهلاها لخلق مشاريع فنية وبعث مؤسسة مسرحية غايتها في ذلك احتضان خريجي المسرح من الشبان و«تشغيلهم». «الشروق» التقت الفنانة فاتحة المهدوي في سهرة رمضانية للحديث عن المشروع المسرحي والأعمال الفنية وعن «غابة السعادة» التي تعيشها في رمضان. مسرح دار الفنون المهدوي ذكرت أنها قامت ببعث «مسرح دار الفنون» وهو اسم شركة الإنتاج المسرحي وذلك بمعية الأستاذة يسر عياد (اختصاص حضارة عربية وهي فنانة مسرحية). مشروع الإنتاج المسرحي جاء بعد مشوار عمل طويل حسب قول المهدوي متحدثة عن تجربتها المسرحية كامرأة في عالم الفن الذي يحتكره الرجال بشكل اكبر وفي مجتمع تحكمه عادات معينة. وقد كانت بدايتها الفنية مع الفرقة المسرحية القارة بالقيروان منذ سنة 1976 وشاركت في عديد الأعمال. وعن أهدافها في بعث شركة الإنتاج المسرحي، أكدت المهدوي ان غايتها الأولى هي احتضان أساتذة المسرح من القيروان العاطلين والمتفرقين في أنحاء البلاد وأكدت بقولها «يحزنني ان يمكث خريجو المسرح من أبناء القيروان تائهين في العاصمة وهناك جيل من الأساتذة المتخرجين من العاطلين. وأكدت أنها رغبت في احتضانهم من اجل العمل معا كشركاء مضيفة انها تؤمن باللّمة الفنية القيروانية. الى جانب تنويع الأعمال المسرحية على الساحة الثقافية ووعدت بان تكون المؤسسة المسرحية ذات إنتاج غزير. وهي تكمل المؤسسات المسرحية الموجودة. وبعد حصولها على الخبرة اللازمة أصبح بإمكان المهدوي المضي قدما للإضافة. غابة السعادة وجود الفنانة فاتحة المهدوي على راس مؤسسة فنية من شانه ان يضيف الكثير. والى جانب الخبرة والكفاءة فان عامل النشاط وحب العمل من شانه ان يقدم الكثير للساحة الثقافية بالقيروان. وأكدت المهدوي انها شرعت في إعداد باكورة أعمالها كمنتجة وهذا العمل هو مسرحية موجهة للأطفال بعنوان «غابة السعادة». وبررت دواعي اختيارها هذا النوع من الأعمال والفئة من الجمهور أنها لم تشتغل على أعمال مسرحة للأطفال كثيرا في مسيرتها المسرحية. مضيفة أن عالم الطفل كبير وهو الجيل القادم الذي يحتاج الى تربية فنية سليمة وهي رسالة الفنان. وبينت ان العمل يشارك فيه 2 أساتذة مسرحيين من الكاف والعاصمة وممثلين محترفين. إخراج المسرحي الشاب ماهر المحظي سليل العائلة المسرحية وصاحب خبرة رغم صغر سنه. أما النص فهو لحاتم التليلي وهو أستاذ العربية. انطلقت التحضيرات التي تتواصل لنحو شهرين في دار الثقافة بالقيروان قبل إهداء جمهور القيروان أول عرض برك حاسد بن الفرات بالجهة. مولود جديد... في رمضان أكدت فاتحة المهدوي انها سجلت حضورها في الأعمال التلفزية هذا العام وسيتم بثها في النصف الثاني من شهر رمضان بين قناتي 21 و7 وبينت ان لديها دورا في مسلسل «المتاهة» الذي سيعرض على قناة تونس 7 الى جانب (سيتكوم) «ڤراج كريكس» ستؤدي فيه دورا جديدا طريفا يقدم شخصية جديدة لفاتحة تخرجها من نمطية الأدوار سيدة خليجية تزور تونس. مزواجة متزوجة من 4 وتفكر في زيجة خامسة. كما تواصل فاتحة تقديم عرض مسرحية السيف والوردة صحبة الفنان حمادي الوهايبي. وعن ردود فعل الجماهير تجاه ضعف المسلسلات التونسية أبرزت المهدوي ان السبب هو عدم توفر أعمال درامية على امتداد العام تحقق الاكتفاء والاشباع حيث يجد المشاهد نفسه فجأة أمام تخمة من المسلسلات منها الغث والسمين وهو ما يجعله في صدمة ازاء بعض الأعمال. وعن مطبخها في رمضان ذكرت المهدوي أنها صنافة بامتياز وانها تصنف عدة مأكولات لكنها لا تأكل منه كثيرا وخصوصا أمام انشغالها بمولودها الجديد «غابة السعادة».