شرعت احدى المحاكم الجناحية بقبلي مؤخرا في محاكمة امرأة مطلقة بتهمة التحيل على ثلاثة شبان. وكانت التهمة شملت في البداية شقيقها لكنه انتحر فحفظت التهمة في حقه بموجب الوفاة فيما ظلت أخته هاربة عن العدالة حتى قدمت نفسها قبل مدة وجيزة. هي إمرأة في الاربعين من عمرها تقريبا كانت قبل سنوات تعيش حياة زوجية مستقرة في جهة قبلي لكنها تورطت في جريمة تحيل «أولى» فحكم عليها بالسجن وارتأى زوجها أن يطلقها بناء على الضرر الذي لحق به من تورطها وقد انهت العقوبة فلم تكد تنعم باستعادتها حريتها حتى كان تورطها في قضية الحال. مساعدة على السفر كان ذلك خلال سنة 2000 لما تحول ثلاثة شبان الى أحد المراكز الأمنية طالبين تتبع المتهمة وشقيقها بتهمة التحيل. وحسب ما ورد في شكواهم فان المشتكى بهما اتصلا بهم في جهتهم السكنية وتحادثا معهم في موضوع السفر الى البلدان الأوروبية ثم عبرا لهم عن قدرتهما على التدخل لتوفير التأشيرات اللازمة فسعد الشبان الثلاثة بهذه الفكرة ومكنوا المشتكى بهما من جوازات سفر ومبلغ 1200 دينار «400 دينار من كل شاب» بالاضافة الى بعض الهدايا. وأضاف الشاكون ان صبرهم نفد من مماطلة الشقيقين في اتهام ما تعهدا به فاتصلوا بالشقيق لكنه اعلمهم بأن شقيقته احتفظت بالأموال واختفت عن الأنظار اكتفى بتمكينهم من جوازات سفرهم. انتحار لم يتمكن المحقون من العثور على المتهمة فاكتفوا باستدعاء شقيقها الذي أنكر أي صلة له بالموضوع فقد حمل المسؤولية لشقيقته وأكد ان دوره انحصر في مرافقتها عند ملاقاة الشاكين دون أن يكون عالما بنيتها. ثم حدث منعرج مهم في القضية ففي عشية اليوم ذاته «يوم الاستجواب» وضع الشقيق حدّا لحياته بتناول مادة سامة فترك خلفه زوجة وأبناء وتضاربا في تعاليق معارفه، فمنهم من يرى أنه أحس بالندم بعد تورطه وأنه خاف من العاقبة «السجن» فخير الانتحار ومنهم من يرى ان شقيقته كانت سببا في تورطه وأنه أحس بالظلم فأنهى حياته. والأهم من هذا أن النيابة تدخلت فحفظت التهمة في حق الشقيق بموجب وفاته وانحصرت التهمة في حق الشقيقة المختفية فتمت احالتها بحالة فرار على احدى المحاكم الجناحية حيث نالت حكما غيابيا بالسجن مدة 6 أشهر. وجهت التهمة لشقيقها؟ ظهرت المحكوم عليها خلال الأشهر الأخيرة فقدمت اعتراضا على الحكم الغيابي وأكدت في تبرير غيابها، أنها لم تهرب من العدالة وأنها استقرت بمدينة مجاورة حيث طاب لها العيش فانقطعت صلتها بمحيطها السابق. وأضافت أنها التقت احد معارفها صدفة وأنه أخبرها بتورطها بالحكم الصادر ضدها فبادرت بالاعتراض عليه لاثبات براءتها. وقد تمسكت لدى مثولها للمحكمة بنفي اي دور لها في القضية ولاحظت ان شقيقها الهالك كان المتورط الوحيد فلم تجد هيئة المحكمة بدّا من تأخير القضية حتى تتمكن من استدعاء الشاكين والاستماع الي تصريحاتهم ومواجهتهم بأقوال المعترضة.