يوجد حي النصر بمنطقة جعفر على بعد ستة كيلومترات فقط من وسط مدينة أريانة مركز الولاية وتحيط به الغابات من جهتين ومن الجهات المتبقية توجد سلسلة من مقاطع الحجارة دائمة الاتساع والنشاط تشوه الوجه البيئي والصحي للمنطقة وسكانها. ومنذ انبعاث الحي قبل حولي ثلاثين سنة تكررت بشكل دوري إشاعات عن قرب اغلاق تلك المقاطع ورغم صدور قوانين مصادق عليها من مجلس النواب لتنظيم المقاطع وأماكن انتصابها فإن تلك المقاطع ظلت شاهدا على تحدي القانون ومخالفته بشكل سافر. بني الحي على مثال هندسي غير مصادق عليه لأسباب يطول شرحها ولكنه مثال احترم المقاييس الحديثة من حيث سعة الأنهج والمسافات القانونية المشترطة ولذلك لم يبق من مقاييس البناء الفوضوي بالنسبة له سوى غياب التهيئة كالأنهج والأرصفة وقنوات التطهير. خيبة الأمل الاولى بالنسبة لسكان الحي كانت قد عقبت احداث بلدية رواد واستبشار السكان بتقريب الخدمات منه، لكنهم فوجئوا بأحد الخواص يقيم ساترا ترابيا على مدخل الحي يشوّه منظر المدخل ويذكّر بمناظر لم يألفها التونسي الا في مشاهد تلفزية وبالرغم من الشكايات المتكررة لسكان الحي فقد ظلت دار لقمان على حالها والغريب ان قطعة الارض المسيّجة بهذا الساتر الترابي خصصها صاحبها لزراعة الخضر في منطقة تشهد تلوثا بيئيا كبيرا في غياب تام للرقابة الصحية للبلدية الحديثة. وخيبة الأمل الثانية حدثت عام ألفين حينما أعلن عن ادراج الحي ضمن مشروع رئاسي لتهذيب الأحياء اذ سرعان ما تبخر المشروع وتحوّل الى منطقة ثانية وهكذا تبخرت احلام السكان. في بداية السنة الجارية استبشر السكان بانطلاق أشغال اقامة شبكة تطهير للحي وتعبيد المدخل الرئيسي، وكانت المفاجأة الاولى عندما توقفت الأشغال (التطهير) في منتصف الحيّ وبذلك توقفت أشغال تهيئة المدخل الرئيسي بالرغم من تقدّم الأشغال فيه ولم يبق سوى التعبيد. وبسبب الحركة الدائمة للجرارة والعربات نحو المقاطع حدث تدهور كبير في حالة المدخل يكاد يعيد الاذهان الى سنوات خلت حينما كانت الحفر والمطبات تؤثث ذلك المدخل. ويتساءل السكان اليوم عن مصير ما أنفق لتهيئة هذا المدخل خصوصا وأن موسم الامطار على الأبواب بما يهدد بجرف كل ما أنجز من تحسينات وبما يعيد المنطقة الى المربع الاول. ان هذا الحي يستحق لفتة من المصالح البلدية لتحسين حالة أنهجه ورفع أكوام الأوساخ المتراكمة فيه وتحسين شبكة الانارة العمومية فهل يتحقق هذا الأمل قريبا أم نحن امام خيبة أمل ثالثة؟