عندما نتحدث عن رونالدينهو قد تغيب الكلمات لوصف الظاهرة الكروية لأنها بعيدة عن العلوم والمعرفة وتتعلق فقط بالموهبة التي هي هبة من الله وفطرية بالنسبة للاعبين البرازليين ما جرنا للحديث عن هذا النجم هو جمعه كالعادة بين المتناقضات، ففي الوقت الذي قام فيه برشلونة بتكريمه يوم الاربعاء الماضي، واصل «المتهور» صخب حياته الشخصية وأثار حفيظة مسؤولي الميلان... لم يختلف رونالدينهو عن سائر البرازيليين الذين انتفضوا من براثن الفقر بعد ان عاشوا حياة التشرد في الشوارع البرازيلية وتزاحموا من أجل البحث عن النجاة وكان البقاء للأكثر موهبة كرويا. موهبة استثنائية بدأت لمسات وفنيات الساحر تظهر للعيان عندما كان يداعب الجلد المنفوخ في مظهر من المظاهر الحياتية في مدينة جاوشو البرازيلية وقتها مثل مفخرة والده بتميزه بين الصبيان في حين أن أمه أكدت على أن ابنها لم يفوت في ذات الوقت تحصيل العلم بعد ذلك انضم الى النادي البرازيلي العريق غريميو ليجد الاطار المناسب لتفجير طاقاته للعيان منذ 1998 وساهم في انجازات هذا النادي حيث طالب كل من شاهده يلعب بضرورة ضمه للمنتخب البرازيلي للناشئين وقتها تأكد للجميع أنه الاكتشاف العالمي الجديد لتتهافت عليه أكبر الاندية الاوروبية قبل ان يظفر بخدماته الفريق الفرنسي باريس سان جرمان. ظاهرة أوروبا الجديدة أسماء عديدة كانت حينها تؤثث عناصر الفرجة والامتاع في الملاعب الاوروبية قبل ان يسحب رونالدينهو البساط من الجميع بفضل ابداعات استثنائية وفنيات لم يعهدها العالم من قبل اقتربت من عروض السيرك أكثر من كرة القدم ولكن بالرغم من ذلك كان ناجعا على المستوى الجماعي وساهم في استعادة النادي الباريسي لبعض من هيبته. بعد ملحمة كأس العالم 2002 والبصمة التي تركها هناك في بلاد الشمس البازغة بات دي أسيس الهدف الاول للغريمين برشلونة والريال، ونزل لابورتا بكل ثقله للفوز بخدماته وتمكن من ضمه في جويلية سنة 2003 وقتها كان الفريق الكاتالوني يحتضر محليا وأوروبيا لكن رونالدينهو كان أحسن خلف لريفالدو فاستحق الرقم 10. منذ ذلك الوقت حول أنظار العالم للدوري الاسباني حيث كان ما يقدمه رفقة تشافي وايتو أغرب من الخيال سجل الاهداف بكل الطرق واخترع أساليب جديدة في المراوغة جعلت كل المدافعين يخافون «الاهانة» عند مواجهته وكان صانع أهداف من طراز فريد حتى أنه كان يمرر الكرة بالظهر ولم تغب عنه القدرة على التسجيل. لن ينسى برشلونة أنه بعث من جديد على أيدي هذا اللاعب ليقوده للفوز بلقب الدوري الاسباني في 2005 و2006 ودوري أبطال أوروبا في نفس السنة بعد ان غاب برشلونة 12 سنة عن المجد القاري. عقدة البرازيليين عقدة أوديب عند البرازيليين هي عدم الالتزام وصخب الحياة الشخصية بعيدا عن الملاعب وقد كانت هذه الأسباب قد عجلت برحيله من برشلونة وانتقل في 21 جويلية 2008 الى الميلان هناك فقد الساحر نكهة اللعب فغابت عنه الفنيات خاصة عند ما تحالف عليه أنشيلوني وكاكا، فتسبب بصداع كبير لغالياني الذي دفع فيه أموالا كثيرة ولم يستطع التحكم فيه وكبح جماح مجونه وجنونه رغم أنه صنع الفارق كل ما لعب أساسيا... الميلان تسعى لفتح صفحة جديدة مع رونالدينهو في بداية هذا الموسم لكنه اصطدم بنفس تلك السلوكات التي فضحتها الصحف الايطالية. وكشف أن ما بالطبع لا يتغير ففي الوقت الذي يستعد فيه الميلان للموسم الجديد، كان رونالدينهو يلهوفي الملاهي الليلية... وبالرغم من كل ذلك أعطاه برشلونة حق قدره عندما كرمه مساء الاربعاء الماضي في ليلة لن ينساها لاعب أراد أن يشغل العالم في كل زمان ومكان. رجل المهمات الوطنية مسيرة الفنان المتعجرف مع البرازيل بدأت في 1997 من خلال كأس العالم للشباب في القاهرة وقاد السامبا للفوز باللقب ونال لقب أفضل لاعب ودخل مملكة المنتخب البرازيلي من الباب الواسع منذ ذلك الوقت ليأتي التأكيد في مونديال 2002 بكوريا اليابان حيث رجح كفة البرازيل وقادها للفوز باللقب العالمي، في حين فشل في الحفاظ على نفس المجد في ألمانيا 2006 ومنذ ذلك التاريخ بدأ يدفع ضريبة قلة الانضباط وبدأ يفقد مكانة في المنتخب حتى أقصاه دونغا من التشكيلة المشاركة في المونديال الاخير بجنوب افريقيا... ليجني على نفسه وينقلب سحره عليه. بطاقة شخصية الاسم: رونالدو دي أسيس موريرا، المعروف باسم رونالدينهو. تاريخ الولادة: 21 مارس 1980. مكان الولادة: بورتو إليغري. النادي الحالي: ميلان الايطالي. ألقابه: الدوري الاسباني: 2004 2005 و2005 2006 دوري أبطال أوروبا: 2006. كأس العالم للشباب: 1997. كأس العالم: 2002. إنجازاته الشخصية: أفضل لاعب في كأس العالم للشباب 1997. أفضل لاعب في العالم عامي 2004 و2005. أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا في 2005 وحاز على جائزة فرانس فوتبول. أحسن لاعب في الدوري الاسباني في 2005.