قررت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بنابل احالة أحد الشبان من مواليد سنة 1982 على أنظار الدائرة الجنائية بقرمبالية من أجل تحويل وجهة شخص باستعمال السلاح ومواقعة أنثى غصبا باستعمال العنف والسلاح. وقد حدد تاريخ أول جلسة يوم 27 أكتوبر الجاري. المتضررة لم تبلغ من العمر العشرين سنة ساعة الواقعة، مكان الجريمة مدينة الحمامات تاريخ وقوعها يوم 17 مارس الفائت في حدود الساعة التاسعة ليلا. المدعية في قضية الحال صرحت بأنه يوم الواقعة كانت مارة من أمام احد مطاعم مدينة الحمامات القريب من مكان عملها وكان بعض الشبان يجلسون بالمطعم لاحتساء قوارير خمر، فحاول احدهم معاكستها، الا أنها لم تهتم بما صدر عنه، فتمسك بازعاجها وهو الامر الذي أجبرها على التصدي له ومطالبته بالكفّ عن اعتراض سبيلها، وهنا تدخّل صديقه ليعتدي عليها بألفاظ نابية قبل ان يعمد الى صفعها على وجهها ثم في مرحلة اخرى تعنيفها امام أصدقائه فتدخل احدهم لفض الاشكال، الا ان المعتدي طلب من جلسائه العودة الى مكان جلوسهم ثم تعمد اللحاق بها وتولى شدها من يدها وسحبها بقوة وجرى بها الى الامام مبعدا اياها عن اماكن المارة ثم استل موسى صغيرا من جيبه وهددها بتشويه وجهها أو قتلها ان قاومت او حاولت الاستغاثة وهو ما أدخل عليها حالة من الخوف والرعب خوفا من بطشه خاصة وانه معروف في مدينة الحمامات بسوابقه في مجال الاختطاف وتحويل الوجهة فضلا عن خلو الشارع من المارة فانصاعت لاوامره غصبا عنها. فتولى المتهم السير بها عبر انهج وأزقة خالية نحو مقبرة خارج المدينة وعندما همّ باغتصابها، قاطعه قدوم صديقين له من ندمائه وقد تهجم عليها احدهما وسعى الى تعنيفها الا أن المتهم الأول منعه من ذلك وطلب من «ضيفي المقبرة» مغادرة المكان حتى يخلو له الجو فخرجا عبر الاسوار وظلا يتربصان من بعيد. بعد خلو المكان أجبر المتهم الرئيسي في قضية الحال ضحيته على الانصياع التام لأوامره لتنجو بنفسها من الموت، ثم تعمد الى تعنيفها واغتصابها بالقوة وتحت التهديد بسلاح أبيض. وبعد ان انهى اغتصابها طلب منها مغادرة المكان والفرار قبل ان يلحق بها صديقه، ثم عرض عليها مبلغا ماليا مقابل عدم ابلاغ أعوان الأمن فرضت ان تستلم المبلغ وغادرت المكان هاربة. بخروج الجاني سأله صديقاه عن الفتاة فأبلغهما بأنها فرت وغادرت المكان وهنا نشبت بينهم معركة انتهت بضرب المتهم بآلة صلبة في مستوى رأسيه فتمكن هو ايضا من الفرار وأوقف سيارة أجرة من نوع «التاكسي» طالبا من سائقها ان يوصله الى المستشفى. من جهة أخرى توجهت الفتاة المتضررة مباشرة الى أحد مراكز الشرطة أين أبلغت أعوان الامن بالموضوع وبعد اعلام ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية اذن باصدار بطاقة تفتيش وجلب ضد المتهم. وبالفعل تمكن أعوان الأمن من إلقاء القبض عليه وباقتياده الى مركز الشرطة وعرضه على المتضررة استطاعت التعرف عليه ومكافحته وبالتحرير عليه اعترف بهويات وأسماء باقي أصدقائه الذين أرادوا مشاركته في الاعتداء على المتضررة. ثم صرح لدى الباحث الابتدائي بأنه بالفعل قام بتحويل وجهة الفتاة التي يعرف انها تشتغل بأحد المحلات وسط مدينة الحمامات، واعترف بأنه واقعها دون رضاها. وبعد القيام بكافة الابحاث تمت احالة المتهمين على أنظار مكتب التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية حيث انكر جزئيا ما نسب اليه مؤكدا بانه يعرف المتضررة معرفة سطحية لا غير ولم يسبق ان تحادث معها من قبل واضاف بانه بينما كان يحتسي كمية من الخمر بالحانة التابعة للمطعم المذكور تلفظت الفتاة نحوه بعبارات منافية للاخلاق، فتقدم نحوها ولامها على ما صدر منها الا ان صديقه هو الذي اعتدى عليها وصفعها على مستوى وجهها ووقعت مشاجرة تدخل اثناءها مرافق لها وضربه على رأسه ونفى المتهم ان يكون قد تولى تحويل المتضررة او اغتصابها سواء كان ذلك باستعمال العنف والسلاح أو دونه. ورغم معارضته بأقوال الشهود واصدقائه والمتضررة الا انه تمسك بالانكار التام. بعد الابحاث اصدرت النيابة العمومية بطاقة ايداع بالسجن ضد المتهم الرئيسي من أجل تحويل وجهة فتاة واغتصابها وبإحالة ملف القضية على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بنابل وجهت اليه تهم تحويل وجهة شخص باستعمال السلاح واغتصاب أنثى سنها دون العشرين باستعمال العنف والسلاح طبق أحكام الفقرة الأولى من الفصل 227 والفقرة الرابعة من الفصل 237 من القانون الجنائي، واحالته من أجل ذلك على الدائرة الجنائية المختصة بابتدائية قرمبالية، وقد تمّ تعيين أول جلسة للنظر في القضية يوم 27 أكتوبر الجاري.