ليفربول يعلن رسميا خليفة كلوب    منوبة.. إيقاف شخص أوهم طالبين أجنبيين بتمكينهما من تأشيرتي سفر    رئيس الاتحاد يشرف على اختتام الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    تحويل ظرفي لحركة المرور على مستوى جسري الجمهورية والقرش الأكبر    مطالبة بتوفير 10 مليارات وحصد التتويجات: هيئة «السي. آس. آس» تحت الضّغط    الدّورة الثّالثة لمؤتمر مستقبل الطّيران المدني: وزيرة التّجهيز تقدّم رؤية تونس في مجال الطّيران المدني في أفق 2040    الثلاثاء: حالة الطّقس ودرجات الحرارة    المسابقة العالميّة الكبرى لجودة زيت الزيتون بنيويورك 26 ميداليّة لتونس    ما هي الدول التي أعلنت الحداد العام على رئيسي ومرافقيه؟    المهدية .. الملتقى الوطني لفنون الصّورة والسّينما والفنون التّشكيلية .. عروض ثريّة للإبداعات والمواهب التلمذيّة    رئيس الحكومة في زيارة ميدانية للشمال الغربي للبلاد التونسية    سجن سنية الدهماني .. يتواصل    مع الشروق .. إدانة... بنصف الحقيقة    القيروان: انتشال جثة إمرأة من قاع فسقية ماء بجلولة    رقم مفزع/ من 27 جنسية: هذا عدد الأفارقة المتواجدين في تونس..    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    التضامن.. الإحتفاظ ب3 اشخاص وحجز كمية من المواد المخدرة    الليلة: سحب عابرة ورياح قوية والحرارة تتراوح بين 16 و26 درجة    عاجل: وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 جوان    فقدان 23 تونسيا في'حَرْقة': ايقاف 5 متهمين من بينهم والدة المنظّم واحد المفقودين    مدير عام ديوان تربية الماشية: النحل يساهم في ثلث غذاء الإنسان    بنزرت تستعد لاستقبال أبناء الجالية المقيمين بالخارج    والي بن عروس: فخور ب"دخلة" جماهير الترجي وأحييهم ب"عاطفة جيّاشة"    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    النادي الصفاقسي : اصابة وضّاح الزّايدي تتطلب راحة باسبوعين    إضراب عن العمل بإقليم شركة فسفاط قفصة بالمظيلة    بودربالة يوجه الى نظيره الايراني برقية تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي    وزارة التربية: هذه هي الانشطة المسموح بها بالمؤسسات التربوية خارج أوقات التدريس    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    كيف قتل "رئيسي"..خطأ تقني أم ضباب أم حادث مدبر..؟    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    وزارة التشغيل تمدّد في آجال التسجيل في برنامج مساندة المؤسسات الصغرى المتعثرة إلى غاية يوم 16 جوان القادم    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    نهائي "الكاف": حمزة المثلوثي رجل مباراة الزمالك ونهضة بركان    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    المرشح الأول لخلافة الرئيس الإيراني..من هو ؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاعبون الأجانب في البطولة التونسية: مَن هم... من أين جاؤوا... من جاء بهم... وماذا يفعلون ؟
نشر في الشروق يوم 29 - 08 - 2010

لقد كنا عل قناعة تامة أن الاعتماد على اللاعبين الاجانب في تونس بمثل تلك الطريقة الارتجالية يعني الهروب الى الأمام الى ان صدمنا بحقيقة مفادها أن هذا الأجنبي لا يمكن ان يمثل حلا على المدى البعيد، بل هو نصف حل وقتي والتأكيد جاءنا منذ البداية هذا الموسم مع صيام الأقدام المستوردة عن التهديف وعجز المنتدبين على تقديم ما هو مطلوب منهم والدليل ما نتخبط فيه الفرق التونسية من متاعب في هذا المجال.
مايكل فعل ما شاء في الترجي وعاد مبجّلا مكرّما لأنه يعلم أن الفقر أصاب أنديتنا ولن ننتج في تونس لاعبا بمثل مواصفاته ولو كانت محدودة والافريقي صدم في أكثر من صفقة فاشلة آخرها كامبو والنجم يصرف مئات الملايين ويحصد لاعبين يجيدون الفرار واللجوء الى الفيفا مثل الصديق أدامس.
هذه أوجه من معاملات أنديتنا مع اللاعب الأجنبي التي فضحت ضيق آفاق هذا الطريق لكن التخلص من هذا المأزق بات صعبا لأن هذا الاجنبي تحول الى جزء لا يتجزأ من المنظومة الكروية في تونس فيستعمله رئيس الجمعية لكسب ود الجمهور الذي يعلق عليه آمالا تنتهي الى الفشل.
هذا الموضوع متداخل حد التشعب نتيجة تراكماته، لأن اللاعب الأجنبي تحول الى بضاعة ومصدر ثروة لوكلاء اللاعبين ليبقى المستوى الفني آخر اهتمامات وكيل الاعمال. ثم لا ننسى أننا فقدنا هذه القيمة الفنية لأن الوافد على بطولتنا هو من الدرجة العاشرة افريقيا لذلك علينا البحث من أين جاء هؤلاء ومن هم أصلا وما هي صلتهم بالكرة؟
الحل يكمن دائما في انجاز ذاتي ومشروع محلي يمر عبر الصناعة والتكوين، فباستثناء منتخبات البرازيل والأرجنتين فإن باقي منتخبات العالم صنعت في مخابر ومدارس وأكاديميات تكوين الشبان، بما يحيلنا الى ضرورة ضمان التكوين القاعدي الصحيح حتى نتخلص من رخصة اللاعب الاجنبي الذي جاءنا ضيفا وتحول الى سيّد في غياب أهل الدار، هنا تطرقنا في هذا الملف الى النقطة الثالثة المهمة المتعلقة بتكوين الشبان مع أهل الاختصاص وأصحاب الخبرة والتجربة.
الندوة الاخيرة التي عقدت حول المنتخب الوطني بعنوان وقائع وآفاق تطرقت في جزء منها الى هذا الملف وكالعادة وضع السيد الوزير سمير العبيدي اصبعه على مكمن الداء عندما وصف كرتنا بالمريضة واعتبر ان التقليص من الاجانب ضرورة ملحة لأنه يعلم ان هذه الطاقة هي نافذة وان الحل الامثل في الطاقة المتجددة النابعة من مخزون هذا البلدي الذي أنجب ومازال ينجب المواهب، شريطة ان نعرف كيف نصل اليها...
أسئلة عديدة طرحناها في هذا الملف عن المختصين بحثا عن حلول ناجعة للتخلص من كابوس هذا اللاعب الاجنبي وما يتبعه من خسارة فمن هم اللاعبون الاجانب الوافدين على بطولتنا ومن أي صنف ومن اي سوق؟ كيف نحوّل اهتمام وكلاء اللاعبين من البحث عن الربح الشخصي المادي، الى البحث عن مصلحة الأندية التونسية ومن بعدها كرتنا بصفة عامة؟ وما هي الخطوات العملية المطالبة بأخذها على مستوى تكوين الشبان حتى نضمن طاقات كروية محلية متجددة؟
محمد الهمامي
محمود الورتاني (المدير الفني للجامعة): برنامج جديد للاستثمار في الشبان
يرى المدير الفني للجامعة محمود الورتاني أن العمل هو أساس النجاح في الأصناف الشابة ويقول: «التكوين يتم على 3 مراحل وهي ما قبل التكوين (بداية من 15 سنة) التكوين (بين 15 و18 سنة) وما بعد التكوين (18 و20 سنة) وهذه هي المراحل الأساسية لتحصيل لاعب في المستوى المطلوب فنيا وبدنيا ويبقى المشكل الأساسي هنا في عدم تخصيص الوقت الكافي لكل مرحلة من أجل العمل وفق أسس علمية.
البرنامج الجديد الذي سنقدمه يتمثل أساسا في العمل الميداني فالادارة الفنية التونسية لن تبقى تعمل عن طريق المكاتب، بل ستركز على العمل الميداني وذلك من خلال خلق مهمة مدير فني مساعد الذي سيكون دوره متمثلا في مراقبة مراكز التكوين الخاصة والجهوية والأكاديميات ومراقبة عمل المدربين في الاصناف الشابة وتوحيد طريقة عملهم وفق برنامج محدد حتى نضمن أن يسير تكوين جميع اللاعبين على نفس المستوى في كامل المراكز في البلاد.
مبدئيا سيتم اتخاذ قرارات في اتجاه التقليص من عدد الاجانب في تونس وذلك من خلال التنسيق مع جميع الأطراف وستكون البداية بوضع سقف محدد يضبط عدد اللاعبين الاجانب في تونس.
الهمامي
المنذر الكبير: هذه الخطوات ضرورية لنجاح التكوين
ملف تكوين الشبان ملف كبير لأن ما هو مطلوب منا هنا هو صناعة لاعب متكامل ويملك أبجديات اللعبة وهامشا للتطور مع مرور الوقت.
البداية يجب أن تكون بتغيير العديد من الطرق في العمل لأن المسيرة الرياضية للاعب تتحدد بقيمة العمل القاعدي الذي يدخل مرحلة حساسة ما بين 15 و18 سنة وهنا يكمن الخلل بالنسبة لتكوين اللاعبين التونسيين نظرا لتهميش اللاعب في هذه الفترة وعدم توجيهه وبنائه وفق أسس علمية ودقيقة.
فعدد الحصص في الأسبوع مثلا لا يجب ان يقل عن 15 حصة في حين أننا لا نعمل سوى 8 حصص أي بنسبة 50٪ وهنا تتدخل عوامل عديدة من بينها قلة الامكانات وضيق الوقت.
نقطة أخرى يجب التركيز عليها هنا وهي ضرورة البحث عن الموهبة التي ستكسبنا الكثير من الوقت في تكوين اللاعب وتجنبنا سنوات من التلقين والتعليم على ان تكون هذه المرحلة دقيقة وعلمية وتخضع لتمحيص كبير لأن اي لاعب يتجاوز هذه المرحلة دون تكوين قاعدي لا يمكن بعد ذلك تدارك الامر وسيتقدم الى صنف الأكابر دون أسس صحيحة وهذه هي من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الأندية.
في النجم الساحلي مثلا توجهنا نحو التنقيب عن المواهب الشابة من خلال تنظيم دورات للمدارس واكتشفنا لاعبين أفضل بكثير من أولئك الموجودين في الاكاديميات وستمكننا هذه الطريقة من ايجاد لاعبين أكثر موهبة.
محمد
هدف يتيم للأجانب بعد 21 مباراة
مع إطلالة على موسم جديد تتزوّد أنديتنا بحاجياتها من الاقدام المستوردة من الاسواق الاجنبية للبحث عن الاضافة المرجوة والمنشودة ولكن تمنح فرقنا الاولوية للمهاجمين فإن لغة الارقام تؤكد المحصول الهزيل للاجانب بتسجيلهم لهدف يتيم بعد 21 مباراة.
يبقى النجم الساحلي من أكثر الفرق تعويلا على الاقدام المستوردة في مطلع هذا الموسم (4) وهم العائد سانطوس والغاني أدامس والنيجيري أوزنغا والبرازيلي دانيلو ولكن أهداف الفريق (3) سجلها أحمد العكايشي (2) وعبد النور (1) ورغم وجود رودريك مندوبا ومومبلي وكمرا وأدما فإن الخط الامامي للاولمبي الباجي مازال صائما عن الشباك.
واكتفى مستقبل المرسى بتسجيل هدف وحيد بإمضاء سليم الجديد رغم وفرة الاقدام المستوردة مثل طمبادو وديديي ولامبيدي وباكار كما قام النادي الافريقي بتشريك العديد من الاجانب (تراوري وأبوكو وكامبو وڤوستافو) لكن الفريق تكبد هزيمتين وكانت أهداف الافريقي بإمضاء الاقدام المحلية (3) بفضل حمام والعواضي وأسامة السلامي.
وسجل الملعب التونسي 4 أهداف ولكن دون مساهمة الاجانب حيث كان الامتياز للمدافع العياري (2) وأيمن النفاتي وأكرم معتوق (1) رغم إقحام ابراهيما با والبرازيلي ألفاز بانتظام. تماما مثل ترجي جرجيس الذي سجل 4 أهداف بواسطة أقدام محلية رغم التعويل على الثلاثي دياكيتي ودونكوي وياكوبا.
ويضم نادي حمام الانف في صفوفه أيضا الثلاثي جونيور وسيسي وكاسو ومع ذلك اكتفى هجومه بتسجيل هدف يتيم بواسطة ضربة جزاء نفذها معين الشعباني وعوّلت شبيبة القيروان أيضا على تانو ومومبان ومامادو ولكن مساهمتهم في التهديف مازالت منعدمة تماما مثل مستقبل ڤابس الذي مازال يبحث عن الاضافة المنشودة من الاجانب (ساكو وإكراندوت وطايو) ولكن هدفي الفريق سجلهما أيمن منافق بواسطة ضربتي جزاء.
ورغم الاموال الباهظة التي ينفقها الترجي الرياضي للانتفاع بإضافة الاجانب فإن الثلاثي المتألق من روجي ومايكل إينيرامو وأفول اكتفى بتسجيل هدف يتيم بواسطة مايكل في المباراة الاخيرة أمام ترجي جرجيس أما النادي البنزرتي فإنه اكتفى بتسجيل هدفين في المقابلة الاولى بواسطة هيثم بن سالم رغم المشاركة المنتظمة لبوشار وسيلا.
ورغم النزعة الهجومية لاجانب النادي الصفاقسي (أغبا وإدريسا وتوري) فإن مساهمتهم في التهديف مازالت منعدمة أيضا أما قوافل ڤفصة وأمل حمام سوسة فإن البحث عن الاقدام القادرة على صنع الاضافة مازال متواصلا.
10 مقابل 1
في مثل هذه المرحلة من الموسم الفارط كان في حساب الاجانب 10 أهداف وهي بتوقيع بوخاري مهاجم النجم (3) ومايكل من الترجي (2) وألفاز من الملعب التونسي (2) وبلاز ودومينيك من النادي الصفاقسي (1) وجيلسون من النجم (1) مقابل هدف يتيم في مطلع هذا الموسم سجله مايكل.
توفيق حكيمة
وكلاء اللاعبين: السوق التونسية متواضعة.. والجامعة في قفص الاتهام
لتوضيح الصورة أكثر فتحنا الملف أيضا مع وكلاء اللاعبين الذين امتهنوا جيدا القوانين وخبروا أسواق اللاعبين وساحات اكتشاف الموهوبين من ايفواريين وغانيين وكاميرونيين بل ولهم قدرة فائقة حتى على اصطياد أرانب الطوغو ونسور نيجيريا وتوفير لبن العصفور لأنديتنا التي من السهل إثارة غريزتها فتقبل بلهفة على اقتناء وشراء اللاعبين الأجانب علنا وفي الخفاء لتظفر بقطع غيار جيّدة تواجه بها واقع الحال ولكن الصدمة قد تكون كبيرة والخسارة جسيمة إذا ثبت تآكل هذه القطع لأن أنديتنا تناست أن وكيل اللاعبين بشر وبالتالي فقد يصيب مرة ويخيب ألف مرة.
أحمد إسحاق
اعترف السيد أحمد اسحاق الذي اقتحم ميدان وكلاء اللاعبين منذ عام 2004 بأن السوق التونسية بقيت متواضعة وغير مهمّة في ظل غياب تطبيق قواعد الاحتراف على أصوله المتعارف عليها وقال أحمد اسحاق ان علاقة وكلاء اللاعبين بجامعة كرة القدم تتسم بالقطيعة ومضى قائلا: «إن الجامعة التونسية لكرة القدم لم تستوعب الى حدّ اللحظة أننا شريك فاعل في تطوير الكرة التونسية والنهوض بمكانة السوق التونسية في الخارج. فهي تمارس سياسة الاقصاء وفي ظل تواضع سوقنا المحلية فإننا نسعى إلى العمل بأسواق أخرى تعود بالربح الوفير علينا وخاصة منها على الاطلاق الكوت ديفوار وذلك نظرا لتوفر اللاعبين الموهوبين أولا وكذلك عامل اللغة ونضيف الى ذلك مسألة تحوّل اللاعب الايفواري الى بلادنا دون أن يستند الى تأشيرة وبالاضافة الى السوق الايفوارية لا ننكر أهمية سوق الخليج العربي.
ولكن نجاح وكيل الأعمال عادة ما يرتبط بعدّة عناصر كالكفاءة وأهمية شبكات العلاقات مع محيطه الداخلي والخارجي والنجاعة والقدرة الفائقة على انهاء الصفقات واتمامها مع العلم أننا نواجه حاليا عدة اشكالات متعلقة أساسا بتزايد الدخلاء وكذلك باقدام بعض اللاعبين التونسيين على التعريض بسمعة اللاعب التونسي في الخارج.
وقد سبق وأن حاول أحدهم نهب الأموال قبل الهروب باتجاه تونس!! وتبقى دعوتنا الآن الى الجامعة لتنظيم هذا القطاع وتنقيته من كل الدخلاء».
محمد الشريف
اتصلنا كذلك بالسيد محمد الشريف الذي خير هذا الميدان منذ حوالي 15 عاما. فقال إنه يحبّذ التعامل مع الأسواق الأوروبية مثل هولندا وبلجيكيا واسبانيا وفرنسا في ظل غياب المصداقية والشفافية في السوق المحلية.
أما بالنسبة إلى السوق الافريقية فقد أكد السيد محمد الشريف أن أوروبا قطعت الطريق أمام أنديتنا وهو ما جعل الانتدابات الحالية القادمة من أدغال افريقيا تكون متواضعة جدّا أو فاشلة لأن الأندية الأوروبية أصبحت تعتمد سياسة مراكز التكوين التي تسارع بالتعاقد مع اللاعبين الأفارقة منذ سنّ مبكرة وقال السيد محمد الشريف ان الترجي والنجم والنادي الصفاقسي ينفقون بسخاء على الانتدابات وهو ما يجعل مداخيل وكلاء اللاعبين وفيرة كلما تعاملوا مع هذا الثلاثي وبالنسبة لموقع تونس في الخارج قال السيد محمد الشريف ان بلادنا لا تملك حسب اعتقاده سوى لاعب وحيد قادر على الاحتراف في البطولات عالية المستوى وهو لاعب الترجي يوسف المساكني. أما بقية اللاعبين فقد اكتفوا بالنشاط في فرق متواضعة ودون تحقيق انجازات تذكر.. وبالنسبة لبقية الأسواق الأخرى أشاد السيد محمد الشريف بالسوق الليبية وقال انها ستمثل المستقبل بالنسبة لوكلاء اللاعبين.
هذا بالاضافة الى أهمية السوق الخليجية وكذلك الكوت ديفوار ولم يخف السيد محمد الشريف أن النجم كان من أبرز المستفيدين من تنقلات اللاعبين الأجانب وقال إن شركتنا لوحدها ساهمت في توفير مبلغ يقدر بمليارين لفائدة النجم خلال السنوات الماضية».
منجي تكتوك
تحدثنا كذلك الى السيد منجي تكتوك فأكد أن السوق الخيجية أصبحت وجهة جميع وكلاء اللاعبين وخاصة منها على الاطلاق السوق السعودية. أما السوق التونسية فقد بقيت متواضعة خاصة في ظل سياسة النصب والاحتيال التي تمارسها بعض الأطراف المتداخلة في ابرام صفقات اللاعبين ولم يخف السيد منجي تكتوك الذي هندس الى عدّة انتقالات (مثل ماركوس دوس سانطوس ووائل جمعة..) أهمية السوق الايفوارية ومن بعدها السوق الغانية التي وبالرغم من الانجاز الباهر الذي حققته النجوم السوداء (غانا) في كأس العالم فإنه من الصعب جدّا التعامل مع اللاعب الغاني فهو صعب المراس حسب اعتقاد السيد منجي تكتوك واعترف السيد منجي أن وكيل اللاعبين قد يخطئ في بعض الأحيان ويتورّط في جلب لاعبين مفلسين قد يصعب التخلص منهم».
هشام المناصري
من جانبه أكد السيد هشام المناصري أن السوق القطرية باتت السوق الأهم على الاطلاق في الوقت الراهن خاصة في ظل العمل في صيغة شركات خاصة بوكلاء اللاعبين. أما بالنسبة إلى السوق المحلية فقال السيد هشام المناصري إن الأندية لا تتعامل مع وكلاء اللاعبين بكلّ مصداقية وشفافية وهو ما جعل وكيل أعمال اللاعبين في تونس يحوّل وجهته نحو أسواق أخرى مثل الكوت ديفوار وغانا والسعودية والخليج بصفة عامة».
سامي حمّاني
زياد التلمساني وجمال ليمام: «على قد فلوسنا... وطموحاتنا»
من هم اللاعبون الأجانب الذين انتدبتهم أنديتنا التونسية... ومن اي سوق تم اختيارهم ثم من أي صنف هم؟ هذا السؤال المتفرع عنه أسئلة أخرى أجاب عنه اللاعب الدولي السابق والمسؤول ايضا في فترات منقضية والمكلف بالانتدابات في الترجي الرياضي ونعني به زياد التلمساني من جهة واللاعب الدولي السابق ايضا جمال الإمام الذي له رأيه في هذا الموضوع.
٭ زياد التلمساني: سوقنا افريقية.. ومن فئة (3) نجوم فقط؟
السؤال الفرعي الخاص بمن هم.. فالجواب واضح ويؤكد انهم لن يكونوا وبأغلبية ساحقة الا الأفارقة على أن تكون سوقهم من درجة (3) نجوم في حالة قصوى ومن الصغار باعتبار ان اللاعب الذي له اسمه لا نستطيع انتدابه في تونس ومقابل ذلك لا نقترب إلا من السوق العادية والعادية جدا والتي هي عادة ما تكون افريقية وفي أكثر الأحيان هي التي تأتينا ولا نذهب اليها وعادة ما تتجه الانظار الى لاعب او لاعبين توافدوا علينا مع منتخباتهم او أنديتهم ونالوا اعجاب البعض وربما كانوا في أوجه عطائهم (في يومهم) او سجلوا ضدنا هدفا عندها ننقض على الفرصة ونبحث عن سبل الفوز بخدماتهم... ومن جهة أخرى فإن البعض يعتمد السوق البرازيلية التي هي بعيدة عنا كثيرا وعادة ما تتم عبر اتصالات وكلاء اللاعبين او من خلال الاشرطة المغناطيسية او اشرطة الفيديو والتي عادة ما تتم بشكل غير مباشر وعندها يختار وكيل الأعمال او اللاعب نفسه أفضل لقطات مشواره ومبارياته وحركاته وأهدافه... وقد يغشّ الطرف المتلقي الذي طالما انه لا يحرص على العمل حسب الدراسات والاستراتيجيات يبقى امر انتدابه غامضا فضلا عن الأموال الطائلة التي تهدر بسبب ذلك الغموض..».
٭ جمال الإمام: انتداباتنا موازية لامكاناتنا..
«سأحاول اختزال الجواب مؤكدا ان اختيار اللاعب او اللاعبين الذين نريد انتدابهم عادة ما يتماشى والامكانات وهو ما يعني وفي شكل سؤال: هل أننا نريد الاختيار الاول او الصنف الاول (1er choix) او اختيار الصنف الثاني او الثالث او الرابع وهكذا؟ وبعبارة أخرى لابدّ لنا ان ندرك حقيقة الطلب والنوعية التي نرنو الى الفوز بها والتي تبقى دائما خاضعة لما سندفعه.. حيث اذا قدمنا مبلغا متوسطا نفوز بلاعب مستواه لن يكون أكثر من المتوسط وهكذا.. علما أنه وفي بعض الأحيان تتوفر بعض الفرص التي لا تتوفّر دائما... وقد نفوز بصفقة هامة بمبلغ عادي نتيجة للصدفة الجميلة قد تذهب أموالنا هباء منثورا... خاصة اننا في تونس لا نستطيع الفوز بخدمات لاعب معروف وله اسمه وامكاناته باعتبار ان الآخرين في أوروبا مثلا لهم تقاليدهم في هذا الشأن ويدفعون أكثر بكثير لانتدابه قبل ان ندركه تماما...
وجوابا ايضا عن : من هم؟ أقول انهم أولئك الذين لا يمكن ان ننتدب غيرهم بحكم امكاناتنا المادية.. ففرقنا ليست «الأرسنال او البيارن مثلا».. كما ان عملية اختيار الصنف تبقى مرتبطة بحسن الاختيار و«العين الفنية التي تنتدب» وهنا لابدّ من التأكيد ان المسؤول المكلف بالانتدابات إما ان يكون مدركا ويفهم الكرة جيدا وإما ان يترك المجال لغيره ثم لابدّ من معرفة الغاية من الانتداب ولماذا وهل نريد ان تكون نتائجه عاجلة أم آجلة وغير ذلك من التساؤلات؟ ولذلك لابدّ في المقابل من وضع استراتيجيات عميقة لعملية انتداب الأجانب تكون خاضعة لدراسات أعمق حتى يتم اقحام العملية بالشكل الناجع لكرتنا..».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.