تشتهر جهة جندوبة بكثرة العيون الطبيعية حتى أن عديد المناطق أخذت اسمها وشهرتها على نحو عين دراهم، عين سلطان، عين مطوية، عين القصير، عين الخراريب وغيرها من العيون التي لا تحصى ولا تعد. وأهمية هذه العيون الى جانب أنها توفر ماء الشرب الغني بالمكونات الطبيعية فإنها موغلة في القدم وتوارثت الاجيال خيراتها جيلا من بعد جيل. وعراقة هذه العيون أحالتنا على بعض الدراسات والشهادات التي تقول بأن عيون جهة جندوبة قديمة المنشإ تم اكتشافها من قبل البربر والرومان فتم تجميع منسوبها في نقطة واحدة تضخ الماء دون انقطاع ولا هوادة وهي عادة ما تكون منطقة منبسطة بحكم ان هذه العيون مصدرها أعلى الجبال والهضاب والمرتفعات. وتشكل هذه العيون رغم اختلاف قوة دفع المياه فيها من جهة الى أخرى موروثا حضاريا جميلا عاد بالنفع على سكان المناطق الجبلية من خلال الانتفاع بهذه المياه العذبة أولا ثم استغلال مياهها «المهدورة» في تعاطي الانشطة الفلاحية حيث يتقاسم جيران هذه العيون مياهها الاضافية في شكل سواقي تسقي الاشجار المثمرة وأنواع مختلف من الخضر والغلال. والعيون في جندوبة كانت ولاتزال ملاذ سكان المدن الذين يتنقلون لعدة كيلومترات للحصول على مياهها العذبة وقيل أن هذه الرحلة أيضا عريقة في القدم كان قوامها في الزمن الغابر فرسان وخيول عوضتها في الزمن الحاضر سيارات وجرارات.