هزت مدينة رام اللهالفلسطينية امس مظاهرات كبرى ضمّت مثقفين وسياسيين ومواطنين تنديدا بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة التي ستبدأ اليوم الخميس وسط تشديد صهيوني بأن القدس غير قابلة للتقسيم وبأن الاستيطان مستمر في كامل الضفة الغربيةالمحتلة فيما أعلنت واشنطن رغبتها في اطلاق «عملية التسوية» على المسار السوري واللبناني. واحتشد مئات الفلسطينيين من معارضي استئناف المفاوضات مطالبين محمود عباس وسلام فياض بالتراجع عن المشاركة في المفاوضات. ووصفت المسيرات هذه المحادثات ب«العبثية» مؤكدة ان الارتماء في أحضان الولاياتالمتحدة لا يسمى سلاما بل استسلاما. بدورها، اعتبرت «حركة حماس» على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أن المفاوضات «سوق نخاسة لبيع فلسطين» متابعا ان اجتماع واشنطن هو اجتماع فاشل ولا شرعية سياسية ولا وطنية ولا أخلاقية له وهو اجتماع مغضوب عليه من الله ورسوله والمقاومة والخيرين من أهل فلسطين ومن أحرار العالم. مراحل في هذه الأثناء أعلنت السلطة الفلسطينية قبولها تنفيذ اتفاق للسلام مع اسرائيل على مراحل شرط ألا يكون التنفيذ لفترة زمنية طويلة. وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن «اتفاق كامب ديفيد» بين اسرائيل ومصر نُفّذ على ثلاث مراحل ولا مانع لدينا ان ينفذ الاتفاق على مرحلتين او ثلاث أو أربع ولكن يجب أن تكون المدة معقولة. وذكر أنه اذا توفرت النوايا الحسنة فإن فترة عام التي حددتها الادارة الأمريكية للمفاوضات طويلة لأن كل شيء واضح. ورفض بشدة عودة المفاوضات الى نقطة الصفر، مشيرا الى ان مناقشات ومفاوضات طويلة جرت مع الحكومات الاسرائيلية السابقة تناولت كل قضايا المرحلة النهائية ويجب البناء عليها. وشجب أية صيغة لاستئناف المفاوضات تسمح باستئناف الاستيطان. استعداد للتنازل وللمقايضة من جهته زعم وزير الدفاع الصهيوني ايهود باراك أمس أن تل أبيب مستعدة للتخلي عن أجزاء من مدينة القدسالمحتلةللفلسطينيين في اطار اتفاق سلام. وأضاف ان تقسيم القدس سيشمل «نظاما خاصا» لإدارة المواقع المقدسة بالمدينة. وقال في هذا السياق إن القدسالغربية و12 حيا يهوديا يقطن فيها 200 ألف يهودي ستكون لإسرائيل... فيما ستكون الأحياء العربية حيث يعيش نحو ربع مليون فلسطيني للسلطة الفلسطينية. وذكر ان نظاما خاصا وترتيبات متفق عليها ستطبق في «الحي القديم» و«جبل الزيتون» و«مدينة داوود». وكشف ان «مثل هذه التنازلات» حسب زعمه لابد ان تقابل أمريكيا بتزويد تل أبيب بأسلحة هجومية. وقال: اتفاقية السلام ستعرضنا لمخاطر مستقبلية لذا يتوجب عليها أي الاتفاقية ان تشمل موافقة واشنطن على زيادة قدرة التسلح والهجوم الاسرائيليين ويجب تحسين قدرة التسلح الدقيق وانشاء منظومة مضادات للصواريخ متعددة المستويات. في المقابل، رفض مسؤول صهيوني مشارك في فريق «المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية» مقترحات ايهود باراك حول القدس، مؤكدا أنها ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل.