* القاهرة خاص الشروق من حبيبة عبد السلام أثار اقتراح ارسال قوات عربية وإسلامية الى العراق العديد من الأسئلة لدى الرأي العام العربي، حول الدوافع التي طرحته في هذا التوقيت الغاية من الصعوبة بالنسبة للأمريكيين خاصة في ضوء الانتخابات وصرع «الديوك» الديمقراطيين والجمهوريين في الحكم والذين هم في وضع لا يحسدون عليه في التورط داخل العراق... وأسئلة أخرى حول شكل هذه القوات والدول التي يمكن أن تساهم فيها والمظلة التي ستعمل تحتها واحتمالات ردود الفعل لدى الشارع العراقي ضدها. «الشروق» حملت هذه الأسئلة الى عدد من الخبراء السياسيين والاستراتيجيين وفيما يلي مجمل تفسيراتهم. في البداية يشير د. ابراهيم العناني أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس ووكيل لجنة الشؤون العربية والأمن القومي بمجلس الشوري المصري الى الوضع القانوني لقوات الاحتلال الموجودة في العراق ويوضح أنه حتى لو تغير مسماها بناء على قرار مجلس الأمن لتصبح قوات متعددة الجنسيات، فإنه من المؤكد أن هذه القوات من الناحية القانونية ليست قوات للأمم المتحدة ولا تعمل تحت علم المنظمة الأممية، كما أنها لا تتلقى توجيهات أو أوامر منها خلال أداء عملها، بل تعمل تحت قيادة أمريكية وتواصل تحقيق الأهداف التي دخلت أمريكا من أجلها العراق واحتلته. ومن المعروف أن دخولها العراق كان بالمخالفة للقانون الدولي. ويضيف عناني أن دخول قوات عربية أو إسلامية للعمل تحت هذه المظلة سوف تحيط به شبهة التعاون مع قوات محتلة، وسوف ينظر لها من طرف رجل الشارع العربي والعراق تحديدا بانها قوات معادية وحتى تخدم الهدف الذي اقترحت من أجله وهو تحقيق الاستقرار والأمن في العراق فلا بد أولا من خروج قوات الاحتلال من العراق، ولا بد أن تعمل ثانيا تحت مظلة شرعية ومقبولة مثل الجامعة العربية، أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو الأممالمتحدة. وأستاذ القانون الدولي الذي يرى أن قضية الاستقرار سوف تحل تلقائيا بمجرد خروج الاحتلال الذي توجه ضده المقاومة العراقية، يرى أن مضمون الاقتراح يرمي بالأحرى إلى تأمين قوات الاحتلال الأمريكي والمتعاونين معها، حتى تتحول القوات العربية والإسلامية الى مصدّ يتلقى الضربات من المقاومة العراقية بدلا من القوات المحتلة بخاصة في ظل تزايد الهجوم على بوش ومعاونيه داخليا وبالتالي فالهدف انتخابي داخلي بحت يسعى الى انقاذ بوش من ورطته على حد تعبيره. كسب الوقت من جهته يصف د. جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس هذا الاقتراح بأنه نوع من ادارة العلاقات العامة للتعامل مع المسألة العراقية، وجزء من المناورة مع ادارة بوش لمحاولة كسب الوقت حتى الانتخابات الأمريكية، التي يواجه فيها بوش احتمالات الخسارة بسبب تزايد الغضب وسط الرأي العام الأمريكية ضد العرب. ويرى زهران أن هناك تحديات جسيمة ضد هذه الفكرة في ظل انسحاب قوات بعض الدول المشاركة في التحالف مثل اسبانيا والهندوراس وتايلاندا والفليبين وعودة بعض الطيارين الاستراليين بالرغم من الضغوط الأمريكية لمنع سحب هذه القوات، ويضيف أن الاقتراح لن يجد سبيله إلى التنفيذ، لأن أيا من الأنظمة العربية أو الإسلامية لن تغامر بارسال قوات عسكرية ومهما كان التهديد الأمريكي أو الوعيد أو حتى الترغيب. رفض قوات الجوار ... هذا ما يشرحه د. حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية جامعة القاهرة، حيث يوضح أن الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة إياد علاوي ترفض ارسال قوات من دول الجوار الاقليمي للعراق مثل سوريا والأردن والسعودية وايران والكويت وتركيا ودليله على ذلك أن الأردن عندما أعلن أنه لا مانع لديه من ارسال قوات من عنده على سبيل جس النبض، سارعت الحكومة المؤقتة برفض اقتراحه مما دعا الديوان الأردني الى سحب مبادرته وأعلن أنه لا يرغب في ارسال قواته في الوقت الحاضر... وهذه التخوفات مفهومة من قبل الحكومة المؤقتة... لكنها ترغب في المقابل في تواجد قوات عربية اسلامية أخرى وفقا للرغبة الأمريكية بالتبعية. ويتابع نافعة شرحه للموقف الحالي مشيرا الى أن أي قوات ستدعم القوات الأمريكية أو العراقية «صنيعة الأمريكية» سيكون مصيرها نفس المصير الذي تلاقيه القوات الأمريكية على يد المقاومة. والدليل أن الشعب العراقي يرفض حتى وجود مواطنين عرب يتعاملون مع قوات الاحتلال وهو ما يفسر أنهم عرضة للاختطاف فما بالنا عندما تكون قوات عسكرية بلا سند من الشرعية الدولية ودون طلب من حكومة عراقية منتخبة. قوات... احتلال لواء محمد علي بلال الخبير العسكري وقائد القوات المصرية في حرب الخليج يؤكد أن الضغوط الأمريكية هي وراء هذا الاقتراح... وهو أشبه بالدور المصري في غزة لتخفيف الضغوط ويتوقع أن ترفض الكثير من الدول العربية والإسلامية ارسال قواتها للعراق فمصر مثلا سبق وأن أوضحت أنها على استعداد لاستضافة قوات عسكرية عراقية لتدريبها، لكن الاقتراح الآخر مختلف ويتطلب أن نتخلى عن كل المواقف المبدئية السابقة من أجل انقاذ سمعة الأمريكيين ويتابع وجهة نظره أن القوات المدعمة للتحالف لن ينظر اليها إلا في اطار العداء للشعب العراقي مهما كانت المبررات وصيغ «الأخراج السينمائي» وسوف تكون هناك مواجهة بينها وبين عناصر المقاومة حيث يرجح أن تدخل قوات التحالف الى معسكراتها لتراقب وتشاهد من بعيد ما يجري للقوات التي سيجيء بها ليضحى بها في غير أوقات عيد الاضحى.