تشكل الزاوية القادرية بمدينة جرجيس منارة مشعة ومعلما دينيا بارزا يلعب دورا مهما في نشر العلم والارشاد والتوعية بالجهة.. ولذلك تحتلّ هذه الزاوية مكانة كبيرة في قلوب أهالي الجهة وأيضا لدى الجنوب التونسي وخارجه.. مكانة تستمدها الزاوية من الدور الريادي للولي الزاهد الفاضل الشيخ الحاج محمد مطيمط ومكانته الكبيرة وهو الذي كان أول من أسس مسجدا للصلاة ومدرسة قرآنية بمعتمدية جرجيس بفضل مكانته العلمية وتحصّله على شهادة التطويع والشهادة الأهلية بجامع الزيتونة وجامع الأزهر مما ساهم في علوّ همّة عائلة مطيمط التي أصبحت بيت فقه.. وقد تتلمذ أبناء هذه العائلة على يد والدهم وأسلافهم من الناحية الفقهية حتى أصبحوا يلقبون «بمدينة النحو والفقه».. وهم الى حدّ الآن يحظون بمكانة اجتماعية محترمة ويتوارثون مهمّة الاشراف على فرع الزاوية القادرية وفرع المدرسة القرآنية.. ونذكر على سبيل المثال الشيخ الحاج محمد مطيمط المؤسس الأول لهذا المعلم الديني والشيخ سعد مطيمط والشيخ عمارة مطيمط والشيخ عمر مطيمط والشيخ رحومة مطيمط صاحب الزناد القادح والبرهان الواضح مما توارثه عن أجداده وآبائه من نسب طاهر وروح زكية ومكانة علمية حيث أن لهم شجرة نسب يعود تاريخها الى 700 سنة طولها 5 أمتار على 25 سنتمترا ووقع تعيينها في العديد من المناسبات. وكان أهالي الجهة يقومون بتحديث بعض الأملاك على زاويتهم المفضلة لما تلعبه من دور هام في الجهة ونظرا للمكانة البارزة لعائلة مطيمط التي تعدّ من أقدم العائلات في جرجيس حيث أن الشيخ مسعود مطيمط كان أول من قام بتزويد الجهة بمعصرة زيتون يعود تاريخها الى 400 سنة فيما قام حفيده باقامة مقهى عربي بالجهة عام 1850. وتعتبر هذه العائلة من العائلات التي يطلق عليها أبناء الجهة زاوية وذلك إجلالا لنسبهم الشريف ومكانتهم العلمية.. وتقام لهذه الزاوية زيارة سنوية.. وكما أنها تحظى باهتمام كبير من أهالي المنطقة الذين يلتمسون من السلط المعنية بالجهة مزيد تشجيع هذه الزاوية على مواصلة نشاطها في أحسن الظروف وتأطيرها لما لها من اسهامات في الاستقرار بالجهة جعلتها محلّ تقدير واحترام كبيرين من مختلف الأطراف كما أنها حازت على العديد من شهائد التقدير من السلط الجهوية. كما يشكر الشيخ رحومة مطيمط سيادة رئيس الجمهورية لما يوليه من عناية واهتمام كبيرين بالمعالم الدينية.