التوابل والبهارات أهميتها في طهي الطعام ذلك أنها تضفي عليه مذاقا خاصا ولذيذا ونكهة ممتعة فواحة.. وقد استخدمت التوابل وكل أنواع البهارات في الطهي منذ قديم الزمان.. وتنوعت ألوانها وأشكالها وأنماطها وفوائدها الصحية أيضا.. بل أحيانا أضرارها كذلك.. «الشروق» كعادتها تواصل معايشتها لكم خلال هذا الشهر الكريم.. وهي تدعوكم الى التعرف لأبرز هذه التوابل وتوابعها الصحية خصوصا أن هذه التجارة تزدهر بشكل كبير طوال شهر رمضان المعظم. تؤكد بعض الدراسات الطبية الحديثة أن هناك بعض التوابل مثل الفلفل «الأكحل» والكركم.. والحلبة تساعد في الحفاظ على الشرايين من الانسداد.. لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحول دون تدمير الجذور الحرة للخلايا الصحية وهي التي تمنعها كذلك من تدمير الكولسترول.. وهذا الأمر مهم جدا لأنه حين يتلف الكولسترول يزداد خطر التصاقه بجدران الشرايين.. ويحتوي القرنفل على سبيل المثال على زيت طيار به مركب «اليوبيتول» بنسبة تصل الى 95 بالمائة والذي يعتبر أحد مضادات الأكسدة القوية كما يحمي مركب «الكركمين» الموجود بالكركم الشرايين وبإمكان الكركم عمل حماية مزدوجة لأنه لا يعمل فقط على تنشيط الجذور الحرة، لكنه يخفض معدلات الدهون الثلاثية التي تسبب عادة أمراض القلب.. فوائد.. وفوائد.. مطبخنا التونسي والعربي بصورة عامة يحفل بقائمة زاخرة من التوابل والبهارات اللذيذة منها الفلفل الحلو وهو عبارة عن حب جاف لونه بني داكن.. ثم القرفة وتعتبر من أشهر التوابل في الأطباق وتستخرج من اللحاء الداخلي المائل الى اللون الأحمر لشجرة استوائية دائمة الخضرة موجودة في القارة الآسيوية.. أيضا القرنفل وهو البرعم الجاف غير المفتوح من نبات الياس العطري ويستخدم في جميع أنواع الأكلات الحلوة المقبلات والأطباق الرئيسية والأطباق الجانبية.. الكمون لونه مشتق من اسمه، فهو بني مائل للصفرة والخضرة.. وهذا ينطبق على اللون الكموني الذي اشتهرت به ألبسة العروس في بعض الجهات التونسية جوزي النكهة.. معروف بكثرة في بلدان الشرق كسوريا ومصر ولبنان، إذ يباع في صورته الخام أو مطحونا ومكونا مهمّا مع الفلفل الحار، عرفه المصريون القدامى واكتشفوا أهميته في التخليل والتنظيف.. وكانوا يقدمونه كهدايا للمعابد. وجاء في البرديات القديمة ضمن أكثر من 60 وصفة علاجية.. منها علاج حالات الحمى والدودة الشريطية وعسر الهضم والمغص المعوي وطرد الغازات وكمضاد لكثرة الطمث.. ومسكنا لآلام المعدة وأوجاع الروماتيزم والمفاصل ونزلات البرد.. ولشفاء الحروق والمعروف عنه أيضا أنه علاج لأمراض القولون العصبي وتأتي الهريسة كذلك من ضمن أنواع التوابل ذات القيمة العالية التي تحسن عملية الهضم إلا أن كثرتها تسبب المغص.. بينما لا يقل الفلفل الأسود المطحون أهمية في تحريك وتنظيم حركة الأمعاء وذلك بسبب المواد الفعالة الموجودة به.. والتي تساعد على زيادة حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم بالاضافة لاحتوائه على بعض الأملاح والمعادن المفيدة للانسان. كما يعتبر الزنجبيل من أهم التوابل التي تساعد على التخلص من آلام الڤولون وضعه كمعطر مع المواد الغذائية يساعد مباشرة على الهضم.. تأثيرات واضحة الى ذلك تؤكد بعض الدراسات الطبية لعدد من الأخصائيين أن التوابل الطبيعية غالبا ما تكون نباتات أو أجزاء نباتية أو خلاصات منها ما يستعمل في معالجة الأطعمة لاكسابها نكهة طيبة وتوصف في الطب الحديث كفاتح للشهية في طعام بعض المرضى خاصة مرضى ضغط الدم المرتفع الممنوعين من تناول ملح الطعام.. وأوضحت الدراسات أن للتوابل تأثيرات واضحة على افراز اللعاب وافراز الخمائر داخل المعدة.. وافراز مادة الصفراء. كما تحدث عددا من التأثيرات الفسيولوجية الأخرى.. بالجهاز الهضمي.. ويعتبر العديد منها عقاقير مهمة تستخدم كطاردة للغازات أو كمسهلة أو مليّنة كما تدخل في صناعة الكثير من الأدوية.. ومنها الزعتر وهو من النباتات التي عرفت منذ عهد قدماء المصريين بأسماء مختلفة مثل «ناتي» و«ديانا» وفي أوساط أخرى «بالصعفر» لكنه في بلدان شمال افريقيا خاصة تونس.. ليبيا.. الجزائر حافظ على اسمه الأصلي «الزعتر» وكانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونه أيضا ب«الزعتر» سيما أهل المدينةالمنورة.. وهو من النباتات الجبلية التي تتأقلم كثيرا مع الحرارة.. ويوجد في أوراق الزعتر زيت طيار يحتوي على مادة «التنيول» الفعالة ومادتي «الكارفون» و«السينول» بالاضافة الى مواد كومارينية مرّة المذاق وحارة شيئا ما.. ومواد راتنجية.. وتستخدم أوراق الزعتر كتوابل مهمة في معظم المنازل وهو يهدئ من تحرك الحصى في المثانة ويستخدم كطارد للديدان من الأمعاء ويدخل في صناعة معجون الأسنان حيث أن مادة «التيمول» مادة مطهرة ومسكنة لآلام الأسنان. التوابل والبهارات بصفة عامة لها فوائد لا تحصى وعلى الرغم من فوائدها المتعدّدة إلا أن الاسراف في استخدامها قد يؤدي الى بعض الأضرار. فمثلا الاكثار من الهريسة التي بدورها تحوي كما هائلا من التوابل قد يؤدي الى تهييج الڤولون ويسبب المغص والاسهال.. فلا بد من الاقتصاد عند استخدام هذه الأنواع من البهارات حتى تعم فوائدها ونتجنب أضرارها.