عاش جمهور الزهراء ورواد المقهى الثقافي المحاذي لمسرح الهواء الطلق محمد بن علي مساء الثلاثاء الماضي على وقع سهرة أقل ما يقال أنها عانقت الروعة وكيف لا وهي التي أثثها الثنائي المبدع لطفي بوشناق عزفا وغناء وآدم فتحي شعرا وترديدا مع فرقة موسيقية مصغرة قادها الفنان بشير السالمي لتكتمل كل العناصر ضمانا لأحلى السهرات التي ستظل عالقة بأذهان جمهور غفير جدا فاق الحضور توقعات ادارة مهرجان الزهراء إلى درجة ان عددا كبيرا واكب العرض واقفا وفي وقوفهم اجلال وتقدير للعائد اليهم بعد الشفاء الفنان الأصيل لطفي بوشناق. أمام جمهور مختلف في كل شيء عن جمهور مهرجانات تترهل ليلة بعد أخرى وتحت موجة من التصفيق الصادق وغير المصطنع تعبيرا عن الحب الكبير الذي يكنه له اضافة الى سعادته بعودته من جديد لمداعبة أوتار عوده الذي لا يرتضي إلا بعزف ما ينفذ للوجدان محلقا بالذائقة الفنية الى عوالم الإبداع والتمييز صعد الفنان لطفي بوشناق الى الركح الصغير للمقهى الثقافي بالزهراء صحبة رفيق الدرب والأغاني/الكلمات آدم فتحي. بلباس يحيل الحضور على العراق جلباب أسود وشال يغطي باحكام الرأس الذي ننشد له السلامة اكتملت كل ممهدات بداية العرض الذي انطلق فيه لطفي في وصلة أولى دامت حوالي 30 دقيقة من الغناء المتواصل ابان من خلاله لطفي بوشناق أنه جاهز كما يجب لتحريك سواكن عديدة لينتشي ويطرب ويردد معه جمهور الزهراء في تناغم وانسجام دونما تهريج ولا «شطيح ورديح» وصلته الأولى التي عادت لنا كنه الفن الأصيل كانت وصلة أولى متميزة للغاية قبل أن يقدم آدم فتحي مداخلته الشعرية الأولى والتي ضمنها قصيدته «طبقي السلام». تكتيك جميل في الوصلة الثانية للطفي بوشناق استمتع الجمهور بأغنية «تكتيك» التي أحالت عددا كبيرا من الحضور على الأغاني الساخرة للشيخ امام خصوصا وأن كاتب كلماتها «أبو عرب» الذي اعتمد نفس الأسلوب الساخر الذي برز مع الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام. ولم يكن اختيار لطفي بوشناق اغنيته «غالبك غالبك» بعد أن فرغ من أداء «تكتيك» اعتباطيا فبين مضامين وسخرية الأولى التي عرت الحالة الراهنة للمواطن العربي وتحدى الذات المغلوبة على امرها جاءت «غالبك غالبك» لتقول أن هذا الوضع لن يستمر... الوصلة الثانية أعادت لنا لطفي بوشناق في مسار المتشبث بقضايا وهموم الأمة لينجح في انتزاع آهات كانت تتصاعد من هنا وهناك في تموج ودون الوقوع في سرد تفصيلي للحفل الذي استمتعت به الجماهير الحاضرة خصوصا من خلال المراوحة المستساغة بين كلمات آدم فتحي وغناء لطفي بوشناق الذي شارك آدم في قصيد «غن يا فنان» وآدم الذين كان يردد معه أغانيه بانتشاء وفرح لاح بارزا.