ارتدت بلادنا بمناسبة شهر رمضان المعظم حلة جديدة وبهية يزداد اشراقها في الليل الذي تستمر فيه السهرات حتى مطلع الفجر... فتؤسس خلال هذا الشهر الكريم عروضا لا تنام وهذا ما يجلب اليها السياح فيتوا فدون عليها ليقضوا معنا أحلى الامسيات الرمضانية... وبهذه المناسبة توجهت اليهم «الشروق» بالاسئلة التالية.. ماذا تعرفون عن شهر رمضان؟.. هل تعجبهم أجواؤه؟... هل يفكرون في العودة في السنة المقبلة؟... وفي هذا الشهر بالذات؟... فكانت أجوبتهم كالآتي... عشق خاص للأطباق التونسية: البداية كانت مع الشاب فلانتينو عمره 20 سنة من سويسرا يزور بلادنا للمرة الرابعة.. قال... حللت بتونس منذ بداية هذا الشهر وأعلم أنكم تصومون فيه ثلاثين يوما كاملة عن الآكل والشرب وهو من شعائركم الدينية وأنا أحترمها كثيرا... الاجواء طيبة للغاية والطقس أكثر من رائع هنا في الحمامات وسهراتكم جد ممتازة... وقد أعجبتني أكلة الكسكسي... ولكن تبقى الحلويات التونسية الاروع على الاطلاق والاكيد انني سأعاود زيارة هذا البلد الغالي والآمن كلما سنحت لي الفرصة... وسأشجع أصدقائي السويسريين على زيارة تونس والتمتع بأجوائها... شهر جميل لكن... الآنسة لوسيانا أتاريا شابة ايطالية قدمت منذ الأسبوع الأول لشهر رمضان صحبة والدتها بريجيت الى تونس... وهي تنوي الاقامة لمدة عشرين يوما كاملة تقول هذه السائحة: لقد علمت ان قدومي تزامن مع حلول شهر الصيام وأنا احترم جدا مقدساتكم ومعتقداتكم وشعائركم الدينية وهي عادة طيبة وجميلة ولكنني وجدت هذا قاسيا بالنسبة الي فبالرغم من انني أمارس حياتي العادية الا أنني أجد نفسي مقيدة لا يمكنني أن آكل أو أشرب أمام العموم احتراما لهم ولكيلا أثير احساسهم في المقابل أرى رجالا وشبانا يتصفون بقلة الحياء ويأكلون على مرأى ومسمع من أخوانهم الصائمين. الاجواء هنا في قليبية ممتازة بدرجة كبيرة وأهالي هذه المدينة طيبون... اعجبني اللحم المشوي من بين الأكلات التونسية... وبالنسبة للعودة فسوف أعود الصائفة القادمة لأواكب بعض السهرات السنفونية في مدينة الجم الساحلية. سأجرب الصوم: «جيوساب» 25 سنة جاء هو الآخر من ايطاليا رفقة صديقته «كريستينا» قال: أنا مطلع على الدين الاسلامي من خلال المواعظ التي يسعى الى تقديمها السيد عبد الواحد بيلافيتشي رئيس المجلس الاسلامي في ايطاليا حيث تعلمت منها الكثير الكثير... وأعلم شأن شهر الصيام وأحترم قيامكم بركن هام من قواعد اسلامكم... بالنسبة لي ورغم ادراكي لصعوبة الصيام طيلة يوم بأكمله فإني سأقدم على هذه التجربة وان كانت قاسية فالأكيد أن فيها نكهة ومتعة قدسية... وبعد ذلك يمكنني الحكم بشكل فعلي وقطعي على شهر رمضان... لذة الطبق التونسي مارتين 31 سنة قدمت من ألمانيا لزيارة تونس لأول مرة ولم تخف اعجابها بها... وقالت: قيل لي ان تونس جميلة ولكنني لم أتصور أن تكون على هذه الدرجة من الجمال وقد أذهلني الترحاب الكبير الذي استقبلت به وقد تزامن قدومي مع شهر رمضان وعلمت من عمال النزل أنه من أفضل المواسم لدى المسلمين ولكنني أعتقد أنه صعب نوعا ما عليكم بما أنكم تقاطعون الاكل والشرب طيلة اليوم ولمدة ثلاثين يوما وهناك من يزيد عليه بعد عيدكم المبارك... ولكن أجواءه جيدة جدا خاصة تلك السهرات التي تستمر حتى الصباح... لقد تمتعت بأكلاتكم اللذيذة وخاصة «الهريسة». رمضان مع العائلات أفضل ناتالي و«فرنسواز» شقيقتان جاءتا من فرنسا وقد عبرتا عن اعجابهما الشديد بشهر رمضان... تقول الشقيقة الصغرى فرنسواز 16 سنة ماشدني هو حرصكم على صيامه وأدائه وتقيدكم بشعائركم الدينية، وقد لاحظت ذلك في بلدي الاصلي ومسقط رأسي «بورج» حيث يقطن عدد لا بأس به من المغاربة والتونسيون والجزائريون كما أعجبتني الاجواء الرائعة فيه وأفكر في العودة في السنة المقبلة صحبة شقيقتي وصديق لي... وأنا أعلم يقينا أن قضاءه مع عائلة تونسية أفضل بكثير من الاقامة في النزل... خاصة فيما يخص أطباق المأكولات اذ قيل انكم تنوعونها كثيرا... والاكلة التونسية لذيذة جدا جدا خصوصا الكسكسي... و«الرأس المصلي»... ختاما نقول: «الناجح من يضيء الدروب المظلمة بعلمه...»