صدمت شاحنة خفيفة محملة بأوعية البنزين المهرب دراجة نارية كانت تقل أستاذين ليلة الاثنين الماضي في مدينة الرقاب فأصابت احدهما بجروح في حين فارق الثاني الحياة على عين المكان. وأكد لنا بعض شهود العيان أن دراجة نارية كانت في حدود الساعة العاشرة من ليلة الاثنين تقل أستاذين على مستوى المدخل الشرقي لمدينة الرقاب حيث باغتتها شاحنة تنقل أوعية البنزين المهرب من الخلف مما تسبب في هلاك احد الاستاذين وجرح الآخر وقد تحولنا إلى المستشفى المحلي بالرقاب أين أودعت جثة المتوفي محمد جلالي (أستاذ تربية تشكيلية) فوجدناه يغص بالأهالي والأساتذة والأصدقاء الذين هبوا لمعرفة أخبار الضحية والجريح . وحسب ما أكده لنا زميله أستاذ المسرح عبد الفتاح الكامل الذي كان يجالسه قبل الحادث بقليل فان الفقيد الذي عدل عن السفر قبل ذلك الوقت بيوم كان يستعد لمغادرة الرقاب ليلتها باتجاه مقر عمله في تاجروين وقد حزم حقائبه في انتظار وسيلة نقل تقله. وقد تمكنا من لقاء الجريح محمد الجمعي جلالي أستاذ الفرنسية بإحدى المؤسسات التربوية بمدينة الرقاب وتبين انه قد تعرض الى إصابة على مستوى الرأس وبعض الجروح والكدمات المتفرقة فكان يتألم من شدة الإصابة يسأل عن حالة زميله و قريبه وصديقه الذي لا يعلم ماذا حل به. وقد أكد انه غادر المقهى بمعية الفقيد للقيام بفسحة صغيرة وانتظار الوسيلة التي تقل المتوفي إلى تاجروين. وأردف انه كان يقود الدراجة بسرعة منخفضة جدا سالكا يمين الطريق و انه لا يتذكر سوى الارتطام من الخلف الذي كان عنيفا و قذف به مسافة طويلة. وقد تحولت حشود من المواطنين الى مقر معتمدية الرقاب وتواصل التجمهر إلى حدود الثالثة صباحا مطالبين بالتدخل العاجل لإيقاف نزيف الحوادث التي تسببها شاحنات البنزين المهرب. وأكدوا ان هذه الشاحنات تعبر الرقاب في شكل رتل وبصفة مستمرة وان سائقيها يضربون عرض الحائط بجميع الإشارات والقوانين المرورية وأكد بعض الحاضرين أن المترجل بات غير آمن حتى على الرصيف وخارج المعبد. كما شهد مقر الاتحاد المحلي للشغل بالرقاب حركية غير عادية تواصلت ليلتها إلى حدود الخامسة فجرا لمتابعة الملف وتوجيه مطالب للسلط المعنية باعتبار الفقيد والمصاب ينتميان إلى قطاع التعليم الثانوي. كما بلغنا أن السائق قد توجه إلى مركز الحرس الوطني بالسعيدة التي تفصلها عن مكان الحادث حوالي 22 كلم أين سلم نفسه. وعرفت جنازة الفقيد حضور أعدادا غفيرة من أهله وأقاربه وأصدقائه وزملائه المدرسين.