سهرة الخميس الماضي في قرطاج كانت مع الثنائي وديع الصافي ونجوى كرم، ولأنهما من أصحاب المواقع البارزة في الساحة الغنائية العربية فقد استقطبا أعدادا غفيرة من الجماهير عجزت مدارج المسرح الأثري بقرطاج على استيعابها. أكثر من عشرة آلاف متفرج حضروا هذا الحفل الذي امتدّ الى ما بعد الواحدة صباحا، أكثر من ربع ساعات استغرقها الحفل، مرّت وكأنها لحظات. أربع ساعات من الطرب والامتاع معصوتين من أروع الأصوات العربية الموجودة اليوم. الفنان وديع الصافي، هذا العملاق الغنائي والصرح الفني، ونجوى كرم صاحبة الصوت الجبلي التي تعتبر من أهم الأصوات النسائية المتوفرة اليوم. الجزء الأول أثثته نجوى كرم التي غنت أجمل أغانيها وأشهرها مثل «مغرومة» و»روحي» و»في راسي موّال» و»عاشقة» وغيرها من الأغاني التي ألهبت المدارج وأمتعت الجماهير طيلة ساعتين تقريبا. نجوى أثبتت مرة أخرى أنها من أفضل الأصوات التي أنجبتها الساحة الغنائية اللبنانية، وأنه رغم الاثارة والعري التي تعتمد عليهما بعض الأصوات اليوم فإن نجوى كرم تبقى الأفضل، وهذا ما يفسر التفاعل الايجابي الكبير الذي لقيته من الجماهير. الجزء الثاني من الحفل كان مع العبقري وآخر عمالقة الغناء (اللّه يطوّل في عمرو) المبدع وديع الصافي الذي ورغم تقدمه في السن، مازال قادرا على التطريب والإبداع، ولم يفقد شيئا من كفاءته وقدراته الغنائية. وديع أمتع الحضور بأغانيه الخفيفة وبالمواويل وبروحه المرحة وتدخلاته الرشيقة، وكما قال أحد الحضور «الكبير يبقى كبير». يذكر أن الحفل تضمن أيضا بعض اللوحات الراقصة لبالي صاحب المطربة نجوى كرم، تفاعل معه الجمهور، وصفق طويلا للمجموعة.