يجيب عنها الأستاذ الشيخ أحمد الغربي تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) اختصار الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. ٭ السؤال الأول ما هو حكم تربية العصافير داخل الأقفاص؟ الجواب: نعم يجوز تربية الطيور كالعصافير والبلابل والببغاوات وغيرها من أجل زينتها أو جمال أصواتها داخل الأقفاص بشرط أن يعتنى بها من حيث تقديم الطعام والشراب لها , وقد ثبت في الصحيح أنه كان لأخي أنس بن مالك لأمه يقال له « أبو عمير « كان له طائر وكان اسمه (النغير) فمات الطائر وحزن عليه الصبي ، فمازحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (يا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ). ٭ السؤال الثاني هل يجب عليّ إعادة الوضوء عندما أنتهي من غسل أطراف ابني من النجاسة أو البول علما وأنه يبلغ من العمر عاما ونصفا؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة الكريمة أن بول الطفل الذي يرضع الحليب من أمه وقيئه اعتبره العلماء من عموم البلوى لكثرة وقوعه من الطفل الرضيع وهو لا ينقض الوضوء لذا يكفيك فقط أن تغسلي يديك من أثار ذلك البول بالماء والصابون. ٭ السؤال الثالث: قطتي أليفة تلازمني في كل الأوقات حتى أثناء الصلاة حيث تلامسني وتتمسّح عليّ. هل صلاتي صحيحة؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أنّ القطة من الحيوانات غير النجسة والتي لم ينهنا الإسلام عن تربيتها داخل المنازل إضافة إلى أن القطط من الحيوانات الحريصة على النظافة, وأن تمسحها بك عند الصلاة لا يفسد صلاتك وصلاتك إن شاء الله صحيحة. ٭ السؤال الرابع ما حكم الشرع إذا قال الزوج لزوجته أنت طالق ثلاث مرات وهي غائبة عن المنزل؟ الجواب: أولا: نقول إن التساهل بالتلفظ بالطلاق خطأ عظيم يقع فيه بعض الرجال يؤدي إلى تفكك الأسرة وضياعها ويكون الأطفال الضحية الأولى للطلاق, والله تعالى لم يشرع الطلاق ليكون مادة للعبث والاستهتار، أو التلاعب بمشاعر المرأة, فالواجب على الرجل أن يحفظ لسانه، ويبتعد عن التلفظ بالطلاق فيما لا يستحق الطلاق، حتى لا يندم حين لا ينفع الندم. ثانيا: إن قول الرجل لإمرأته أنت طالق ثلاث مرات لا تبين منه زوجته بيونة كبرى كما هو قول جمهور العلماء وإنما تقع به طلقة واحدة ويمكن للرجل أن يرجع فيه زوجته. ثالثا: إن تلفظ الرجل بكلمة أنت طالق أو ما شابهها من الألفاظ يقع به الطلاق حتى ولو كانت الزوجة غير حاضرة أمام الزوج أو غير عالمة به. ٭ السؤال الخامس ما هي دلالة كلمة القلب في القرآن الكريم ومدى اتصالها وعلاقتها بمصطلح العقل؟ فهل أن القلب هو العقل كما ورد في قوله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} (الحج: 46)؟ وهل يجب على المسلم التسليم والإقرار بأن العقل موجود في القلب وليس موجودا في الدماغ؟ الجواب: اعلم أيها الشاب المحترم أن كلمة قلب تعني العقل عند العرب ويسمون العقول والألباب بالقلوب وعندما تعود إلى كتب التفاسير تجد هذا المعنى لدى كثير من المفسرين منهم الشيخ المرحوم محمد الطاهر بن عاشور في كتابه (التحرير والتنوير). لذا فلا يجب عليك أن تخلط بين القلب والعقل وإنما هي تسمية لأن الإدراك والفهم محله العقل وهذا ما أشارت إليه الآية السابقة من سورة الحج والآية 179 من سورة الأعراف في قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.