أصيب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس بجروح في قصف أمريكي لمدينة النجف لكنه دعا أنصاره مجددا الى مواصلةالقتال ضد الاحتلال وإن سقط شهيدا، وطرح عشرة شروط لوقف القتال. غير أن الحكومة العراقية المعينة نفت إصابة الصدر وقالت انه يتفاوض معها لمغادرة مرقد الامام علي مشيرة الى أن الهدوء يعمّ المدينة بفضل هدنة تمّ التصول إليها مع جيش المهدي. وأعلن مساعدون للزعيم الشيعي أمس أن الصدر أصيب بجروح في قصف أمريكي في النجف وأن حالته مستقرة. وقال الشيخ علي سميسم وهو مساعد مقرّب من الصدر وكان معه لدى اصابته ان الصدر «أصيب في صدره وساقه وذراعه» في هجوم أمريكي على موقع لجيش المهدي. مشيرا الى أنه نقل الى جهة غير معروفة. وأشار المتحدث أحمد الشيباني من جانبه الى أن «السيد مقتدى الصدر أصيب بثلاثة جروح في جسده». هدنة في الأفق لكن الحكومة العراقية المنصّبة نفت إصابة الصدر في النجف مشيرة الى أنه يتفاوض معها لمغادرة مرقد الإمام علي. وقال وزير الداخلية في الحكومة العراقية المعينة فلاح النقيب ان الصدر لم يصب وهو يتفاوض مع الحكومة لمغادرة ضريح الامام علي. وأضاف النقيب أن الصدر لن يمسّ بسوء إذا غادر المرقد في سلام مشيرا الى أن حكومته ستتعقّب العناصر التي وصفها بالاجرامية التي اخترقت حركة الصدر ولكن ليس الصدر نفسه. وقال حازم الشعلان وزير الدفاع في الحكومة العراقية المنصبة من جانبه ان الصدر لم يصب في القصف الأمريكي للنجف وان المدينة تشهد هدوءا منذ الليلة قبل الماضية. وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية المعينة جرجيس سعادة أمس أن هناك اتفاقا وشيكا على وقف إطلاق النار بين القوات الأمريكية وأنصار الصدر في النجف. وقال سعادة ان «عدة أطراف اتجهت الى النجف لإيجاد حل سلمي» مضيفا «نحن آخر من يلتجئ إلى قتل الآخرين». وتتعرض الحكومة العراقية المنصبة لضغوط لوقف الهجوم الأمريكي مع تزايد عدد الشهداء والجرحى وإعراب مزيد من العراقيين عن غضبهم إزاء الأساليب الأمريكية المتبعة في مواجهة الصدر وأنصاره. وقال مصدر سياسي عراقي ان وفدا من زعماء القبائل والإحزاب السياسية التقى رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي أمس الأول وطالبه بمحاولة إنهاء الهجوم الأمريكي على النجف. شروط الصّدر وفيما تتحدث الحكومة العراقية الانتقالية عن هدنة وشيكة أكد متحدث باسم الصدر ان المفاوضات للتوصل الى تسوية للأزمة في النجف لم تؤدّ إلى حلّ لكنها متواصلة. ووضع الصدر عشرة شروط لوقف القتال بين قواته وقوات الاحتلال الأمريكي. وقال الشيخ علي السميسم ان الصدر طرح جملة من الشروط لوقف القتال في النجف. وأوضح السميسم خلال مؤتمر صحفي في مدينة النجف المحاصرة «ان جيش المهدي مستعد لمغادرة المدينة إذا ما غادرتها قوات الاحتلال وقوات الأمن والشرطة العراقية وإذا ما قبلت المرجعية الشيعية بأخذ زمام الأمور في المدينة». وحسب السميسم فإن الصدر يطالب أيضا بإعادة جميع الخدمات الأساسية (الماء والكهرباء والهواتف) الى وضعها الطبيعي وبأن يسمح لعناصر جيش المهدي بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم». وطالب الصدر بأن يتم الاعتراف بجيش المهدي ك»حركة إيديولوجية» وأن يكون له الحق في أن يتطور الى «حركة سياسية» إن هو قرّر ذلك. وطالب الصدر أيضا بإطلاق سراح «المقاومين» والمراجع الدينية والنساء وإنهاء حالة التضييق على المقاومين. وكان رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم قد عرض وساطته بين قوات الاحتلال وجيش المهدي لإنهاء الأزمة في النجف وقال انه مستعد للانتقال الى النجف والتفاوض لإنهاء الأزمة سلميا. وقد دعا الصدر أمس مجددا أنصاره الى مواصلة القتال وإن مات شهيدا.