فجّر اعتقال الأمن المصري لقائد جهاز الأمن العام في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» أزمة حادة للغاية بين القاهرة و«حماس» التي اعتبرت عملية احتجاز محمد دبابش «عبثا» بالعلاقات الثنائية متوعدة بإطلاق سراحه في أقرب وقت. ويعدّ جهاز الأمن العام في حركة «حماس» من أهم وأبرز الاذرع الأمنية التي تعتمد عليها الحركة بالقطاع، كما يعتبر دبابش من الاعضاء البارزين في المجلس الأمني الأعلى الذي يترأسه وزير الداخلية في الحكومة المقالة فتحي حماد. أسباب وروايات عديدة وتعدّدت أسباب اعتقال دبابش بحسب المصادر الاعلامية والسياسية التي نظرت للموضوع من زاويتها الخاصة بها. فقد نقلت «جريدة الأهرام» الحكومية المصرية عن مصدر أمني، لم تكشف عن هويته قوله إن اعتقال دبابش جاء بعدما توافرت معلومات عن وقوفه وراء محاولة تهريب كميات كبيرة من أجهزة اللاسلكي المتطورة التي تصل قيمتها الى ملايين الجنيهات. وأضاف: إن اعترافات بعض الذين شاركوا في عملية التهريب التي أحبطتها أجهزة الأمن أشارت الى وقوف قائد الأمن العام في حركة «حماس». اسرائيليا: ذكر موقع «ديبكا» الصهيوني أن سبب الاعتقال يعود الى سعي حسب زعمه القاهرة الى الوصول الى معلومات دقيقة حول من أطلق «صواريخ غراد» على العقبة وإيلات يوم الثالث من أوت الماضي. وأضاف أن دبابش على علم بتفاصيل العملية التي قامت بها حركة «حماس» في أواخر أوت المنصرم وأدت الى مقتل 4 صهاينة. بدورها، قالت مصادر غير رسمية مصرية إن القائد الحمساوي يخضع الى التحقيق في قضايا تتعلق بأمن مصر القومي من بينها مقتل الجندي المصري أحمد شعبان في مواجهات برفح اندلعت جانفي الماضي. أما في رام الله، فقد أفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن اعتقاله جاء بعد الكشف عن عملية تهريب كبرى، بين رفح المصرية والفلسطينية. من جهتها، اتهمت مصادر قريبة من «حماس» القاهرة بالسعي الى الحصول على معلومات حول الجندي المأسور جلعاد شاليط في قطاع غزة وتزويد تل أبيب بها. مطالب حمساوية بدورها، طالبت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» السلطات المصرية بالافراج عن العضو البارز في الحركة المعتقل منذ أسبوع في مصر. وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم: إن «حماس»وبمجرد علمها بخبر الاعتقال أجرت اتصالاتها مع الجانب المصري ممثلا بجهاز المخابرات لمعرفة أسباب الاعتقال... فوعد الجانب المصري بالافراج عنه يوم السبت ثم مدّد الى الاحد ثم الاثنين... ولكن لم يتم الافراج عنه حتى الآن.وأضاف: وسائل الاعلام المصرية تباهت باعتقال دبابش وصوّرتها (عملية الاعتقال) على أنها «ضربة الى حماس». ومن المنتظر تطوّر الازمة وتفاعلها، نظرا لاهمية الموقوف ولتدهور العلاقة بين «حماس» والقاهرة.