أعلن وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران أمس ان بلاده تأمل في التمكن من الاتصال بتنظيم «القاعدة» للتفاوض حول الرهائن الفرنسيين في خطوة تعد الاولى من نوعها حيث كانت باريس تعارض أي شكل من أشكال التفاوض مع التنظيم. وقال موران في تصريح لاذاعة «آرتي أل» الفرنسية الخاصة انه «في الوقت الراهن نريد التمكن من الاتصال مع تنظيم القاعدة لمعرفة مطالبهم». من الحرب الى التفاوض؟ وأعلنت فرنسا انها تأكدت من صحة تبني «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» لعملية خطف السبعة وهم خمسة فرنسيين وآخر من الطوغو والسابع من مدغشقر كما أكدت انهم نقلوا الى شمال مالي بمنطقة جبلية في الصحراء. واختلفت رؤية وزير الدفاع الفرنسي أمس عن مواقف بقية أعضاء الحكومة الفرنسية لاسيما أن رئيس الوزراء فرانسوا فيون تحدث شخصيا نهاية جويلية الماضي عن «حرب فعلية ضد القاعدة». وفي نهاية أوت الماضي انتقد الرئيس نيكولا ساركوزي الافراج عن رهينتين اسبانيين كان التنظيم ذاته يحتجزهما أيضا في منطقة الساحل ويبدو أنه أفرج عنهما مقابل فدية. وقال ساركوزي حينها انه «يجب أن لا تقتصر الاستراتيجية على دفع الفديات والموافقة على اطلاق سراح معتقلين مقابل الافراج عن ابرياء». تحذير ووعيد وعلى صعيد متصل وجه ما يسمى بتنظيم «القاعدة ببلاد المغربي الاسلامي»، أمس تحذيرا لفرنسا من أي محاولة للافراج عن الرهائن بالقوة. ونقل موقع «سايت» المتخصص بمراقبة المواقع الاسلامية عن بيان للتنظيم قوله ان «عملية الخطف تأتي في اطار الثأر الذي وعد به قائد التنظيم أبو مصعب عبد الودود فرنسا». وأشارت مصادر اخبارية الى أن البيان المذكور حمل لفرنسا تحذيرا بعدم محاولة القيام بأي مهمة انقاذ مثل تلك التي قامت بها للافراج عن ميشال جرمانو والتي أسفرت عن مقتله هو وسبعة من عناصر التنظيم. وقالت «القاعدة» حينها انها أعدمت الرهينة البالغ من العمر 78 عاما ردا على تلك العملية. وجدير بالذكر أن المدير العام للشرطة الفرنسية كان قد أعلن ان لديه «اشارات جادة من معلومات استخباراتية موثوق بها على وجود تهديد كبير بوقوع اعتداءات». كما حذر وزير الداخلية بريس هورتفو قبل يومين من احتمال حصول هجوم «وشيك» من قبل التنظيم في فرنسا مشيرا الى أن التهديد «حقيقي».