تم الانتهاء من إعداد ستة أفلام وقع تصويرها بين أواخر سنة 2009 حتى أوت 2010 اهتمت بالاضافة الىالتراث بعديد المبدعين في مجالات الفكر والرسم والخط الكوفي. كما أنتج وأخرج في إطار سلسلة سمفونية تراث منذ سنة 2008 أفلاما اهتمت بالعمارة العربية الاسلامية في جامع «عقبة بن نافع» ومقام «أبي زمعة البلوي» و«السور» وكيفية صنع الطوب التقليدي بنصوص أمّنها معز الوهايبي وحسين القهواجي وعادل النقاطي وقراءة بأصوات المذيعين جميل الدخلاوي ووليد التليلي. أما في القسم الثاني لسلسلة «سمفونية تراث» فتم إنتاج شريط «مقام سيدي عبيد الغرياني» الذي يحكي حكاية الزاوية المشيدة في القرن الثامن هجري من قبل العالم القيرواني «الجديدي» المتوفى بمكة سنة 805ه وشهدت عديد الترميمات حتى أصبحت الآن تحفة معمارية من الطراز المورسكي، وهي تقع في المسلك السياحي للمدينة العتيقة لا يتخلّف السياح والزائرون عن المرور بها فهي متحف للأقواس والجليز الملوّن والسقوف الخشبية المزركشة والرخام المحفور. وفي نفس السلسلة تم إنتاج فيلم يحكي صناعة المقروض ويهدي بعض أسراره انطلاقا من تغطية للدورة الاولى من مهرجان المقروض أما الفيلم الاخير فعنوانه «عتبات» وهو يروي تاريخ الصناعات التقليدية المختلفة بالمدينة ومراحل تعجهيزها فاهتم خصوصا بالزربية والنحاس. هذا التوجّه نحو توثيق التراث المادي واللامادي من خلال أشرطة وثائقية محترفة أمر يبعث على الارتياح ويتطلب التشجيع الكبير من الوزارات المعنية خاصة الثقافة والسياحة خصوصا وهو ينخرط في توجهات البرنامج الرئاسي في نقطته التاسعة عشر المتضمنة تشجيعا على إنتاج الافلام الوثائقية وضمان توزيعها. لقاء المبدعين ففي سلسلة «في رحاب الصورة والصوت» اهتم المخرج بتقديم فنانين من خلال موضوع محوري يتم اختياره من خلال عمل الفنان ونوعية إنتاجاته فقدم الكاتب والروائي الدكتور صلاح الدين بوجاه في شريط مدته 23 دقيقة بعنوان «أمكنة الكتابة» تم التجوّل فيه مع الاديب في الاماكن التي يكتب فيها وعنها مع شهادات من الاصدقاء وبعض الاقارب حول طقوس الكتابة عند الاديب موضوع الشريط وتحاور معه معدّ الشريط حول أهمية المكان عند الكاتب ومدى حضوره في نصه. واهتمت نفس السلسلة بالفنان التشكيلي عمر كريّم مدير المعهد الاعلى للفنون والحرف بسيدي بوزيد من خلال شريط بعنوان «الفنان والادارة» لبيان الخيط الفاصل بين الفنان وعمله كمسؤول إداري في حوار أداره الشاعر حاتم النڤاطي. وآخرها هو «شريط في ظلال الخطوط والالوان» حكي فيه الفنان الحروفي خالد ميلاد عن الفن التشكيلي وعلاقته بالخط وخصوصا الخط الكوفي القيرواني وإضافاته للفن الحروفي في العالم العربي والاسلامي. والمخرج عمر النقازي من جيل السينمائيين الذين ناضلوا من أجل صورة سينمائية جميلة مغرمة بتاريخ تونس المادي واللامادي ومروّجة لتراثنا الجميل، اتخذ من القيروان نقطة انطلاق لسلسلة أفلامه الوثائقية التي أنتجها ضمن مؤسسة خلدوني للانتاج السمعي والبصري.