وزارة الفلاحة: 11 مليار لمقاومة الحشرة القرمزية    العالم الهولندي الشهير يحذر من بيل غيتس    أبطال إفريقيا.. الأهلي المصري يفرض التعادل على مازيمبي ويؤجل الحسم لموقعة القاهرة    القصرين : وفاة 4 أشخاص في حادث إصطدام بين سيارة نقل ريفي وشاحنة في مفترق بولحناش بتالة    خطير بصفاقس : افارقة ينفّذون عملية براكاج لسيارة تاكسي    بن عروس: مغادرة كلّ مصابي حادث الحافلة السياحية المستشفيات باستثناء حالتين    نابل :سقوط رافعة مواد بناء على سيارتين في دار شعبان الفهري    فرنسا: ترحيل امام جزائري بتهمة التحريض ضد اليهود    حجز أكثر من 13 الف طن من الفلفل والطماطم بهذه الجهة    بدعوة من رئيس الجمهورية.. تبون والمنفي يزوران تونس الاثنين القادم    عائدات العمل والسياحة تغطي 54 % من خدمات الدين الخارجي    وزارة العدل تصدر قرارا بتسمية عدد من المسؤولين الراجعين لها بالنظر أعضاء بالمجالس الجهوية    مداهمة نوادي ليلية في قمرت.. وهذا ما تم تسجيله    معرض الدولي للكتاب: جناح خاص بوزارة الأسرة ومشاريعها    القصرينية تحسم الجدل حول خبر طلاقها من زوجها    عاجل/ التشكيلة المحتملة للترجي أمام صانداونز    حجز مخدرات وضبط مروّجيها بمحيط مؤسسات تربوية في هذه المناطق    رسميا: زياد التلمساني يودع ترشحه لإنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم    تايوان ترصد 21 طائرة عسكرية صينية حول الجزيرة    الامارات: بن زايد يكرّم تونسية ساهمت في إنقاذ 8 اشخاص من حريق    تونس: "لم نتفاجئ من فشل مجلس الامن في إقرار عضوية فلسطين بالامم المتحدة"    رئيس الإمارات يكرّم فتاة تونسية قامت بعمل بُطولي    بطولة إفريقيا للتنس: التونسيتان لميس حواص ونادين الحمروني تتوجان بلقب الزوجي    دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟    جندوبة: انطلاق بناء مدرسة اعدادية بجاء بالله طبرقة    يساهم ب 16% في الناتج المحلي: الاقتصاد الأزرق رافد حيوي للتنمية    قفصة : الاعدادية النموذجية تتحصل على أفضل عمل متكامل    عاجل/ إضراب مرتقب في قطاع المحروقات.. وهذا موعده    شملت شخصيات من تونس..انتهاء المرافعات في قضية "أوراق بنما"    عاجل/ إتحاد الفلاحة: "تدهور منظومات الإنتاج في كامل البلاد"    غارة جوية تستهدف موقعا عسكريا لقوات الحشد الشعبي في العراق    هيئة الدّفاع عن المعتقلين السّياسيّين: خيّام التركي محتجز قسريا وهذه خطواتنا القادمة    طقس السبت: رياح قوية والحرارة بين 18 و28 درجة    يستقطب قرابة نصف اليد العاملة.. مساع مكثفة لإدماج القطاع الموازي    منظمة الصحة العالمية تعتمد لقاحا جديدا عن طريق الفم ضد الكوليرا    المنصف باي.. الكشف عن عملية سرقة باستعمال النطر والإحتفاظ بشخصين    المنستير للجاز" في دورته الثانية"    جندوبة: حجز أطنان من القمح والشعير العلفي ومواد أخرى غذائية في مخزن عشوائي    منوبة: حجز طُنّيْن من الفواكه الجافة غير صالحة للاستهلاك    بنزرت: القبض على تكفيري مفتش عنه ومحكوم ب8 سنوات سجنا    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    أبرز مباريات اليوم الجمعة.    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    رابطة ابطال افريقيا (ذهاب نصف النهائي) : الترجي الرياضي يواجه صان داونز بحثا عن تعبيد الطريق الى النهائي    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من المعاناة والانتظار... الطلبة والسكن الخاص إلى جشع المالك والسمسار
نشر في الشروق يوم 27 - 09 - 2010

لم تعد مشكلة الطلبة مع السكن الجامعي تقتصر على العاصمة نتيجة كثرة الطلب وتقلص العرض وإرتفاع الأسعار، بل تجاوزتها إلى بقية المدن داخل الجمهورية في ظل توسع الخارطة الجامعية ومنافسة «السياح» العرب على الشقق وأيضا رفض المالكين تأجير منازلهم للطلبة الذكور.
«الشروق» تابعت رحلات مجموعة عن الطلبة ذكورا وإناثا للبحث عن منازل للكراء ورصدت آراء السماسرة وأصحاب المنازل حول تأجير منازلهم للطلبة وسرّ إرتفاع الأسعار والتشدّد في معاملتهم.
قابس: أحلام صعبة المنال
الشروق : مكتب قابس
نزلت من القطار تجر خلفها حقيبة ثقيلة يساعدها والدها من حين لآخر على حملها...تحدثت لبنى طالبة السنة الثالثة بالمعهد العالي للغات عن ظروف البحث عن السكن بلهجة من اكتوى بنار اسعارها«بعد ان استوفيت حقي في السكن في المبيتات الجامعية الحكومية كان لزاما علي أن أبحث عن شقة أو منزل اتقاسمه وصديقاتي ويكون قريبا من المؤسسة الجامعية التي ادرس بها حتى لا اضطر الى استعمال الحافلة وهو مشكل آخر يعانيه الطلبة والتلاميذ على حد سواء ونظرا لصعوبة البحث فقد كلف والدي أحد سماسرة العقارات بالبحث عن شقة أو حتى «استوديو» بمواصفات معينة وبعد حوالي الشهر اتصلنا به فاعلمنا بأن المسألة صعبة ولم يجد الا شقة قد لا تستجيب لطلباتنا وعند معاينتنا لها فوجئنا بحالتها وبمعلوم الكراء الذي يطلبه صاحبها فصرفنا النظر عنها وقد حاول والدي بمجهوده الخاص ان يعثر على مسكن ولكنه عجز عن ذلك إما لغلاء سعر الكراء أو لحالة المنزل المزرية حتى اعلمتني احدى الصديقات انها تمكنت من العثور على شقة بعيدة نوعا ما ولكنها مناسبة من جميع النواحي وتبحث عمن يشاطرنها السكن».
المبيتات الخاصة...حل مناسب
جيهان طالبة ترفض التفكير في السكن بشقة وترى ان «الامان مفقود فيها خاصة اذا كانت بعيدة عن وسط المدينة واحبذ عوضا عنها المبيتات الخاصة لتوفرها على كل ما تطلبه الطالبة ولوجود عوامل الراحة والاستقرار وعلى كل فالسنة تمر بلمح البصر لتجد الواحدة منا نفسها على أبواب التخرج ولم يبق لها من الحياة الجامعية والسكن الا ذكريات.»
فكرة السكن في مبيتات جامعية خاصة تلتقي فيها هذه الطالبة مع الحبيب بوليلة ولي احدى الطالبات حيث يؤكد«ليطمئن قلبي خيرت تسجيل ابنتي في المبيتات الخاصة افضل من البحث عن شقة لعدة اعتبارات أولها غلاء اسعارها وثانيها الظروف العامة لبعض هذه المساكن التي تغيب في معظمها ابسط شروط الصحة فقد سبق لي ان عاينت بعض المساكن فكانت اغلبها في حالة مزرية ومع ذلك يطالب اصحابها بمعاليم خيالية وحجتهم ارتفاع الطلب وقلة العرض خاصة قرب المؤسسات الجامعية».
الكراء على مدار العام
لطفي طالب في كلية العلوم بقابس يتحدت عن أول تجربة له في البحث عن مسكن «كان ذلك منذ سنتين وقد عانيت الامرين قبل الحصول على شقة اتقاسمها وبعض زملائي ومنذ ذلك الحين لم نسلم الشقة لصاحبها وندفع اجرتها خلال الصيف حتى لا نضطر لمعاناة البحث من جديد رغم اننا مطالبون بزيادة معلوم الكراء في كل سنة حسب ما يراه«الملاك» ولكن ذلك افضل في جميع الاحوال من تكرار ما لقيناه من مشقة البحث قبل الظفر بشقة قريبة من الكلية وهي ميزة تكلفنا الكثير كما أن المحافظة على نفس المسكن تريحنا من جشع السماسرة الذين يطالبون بمعاليم تختلف حسب المسكن وموقعه ومكوناته.»
عبد القادر سمسار عقاري يؤكد من ناحيته أن«ارتفاع اسعار الشقق ساهمت فيه عدة عوامل منها أن مدينة قابس أصبحت قطبا استشفائيا لاشقائنا من دول مجاورة يكترون الشقة بحساب الليلة فتكون مرتفعة مقارنة بكرائها بحساب الشهر وأصحاب الشقق وخاصة وسط المدينة اصبحوا يرفضون تأجيرها للطلبة أو للعائلات بحثا عن الربح الوفير الذي تدره عليهم عملية الكراء بهذه الطريقة وهو ما قلل من الفرص المتوفرة للطلبة فيضطرون الى السكن في بيوت«متواضعة» بحثا عن القرب من مؤسساتهم الجامعية والبعض يواصل دفع معلوم الكراء حتى خلال الصيف وهي عملية تقلل من مرابيحنا.»
نبيل العمامي
سوسة: السرير ب 100 دينار...وأكثر من 5 طلبة بالغرفة الواحدة
مكتب الساحل الشروق:
يعتبر الحي السكني«حي الرياض» بسوسة أكثر الأحياء المعروفة باستقطابها للطلبة بالجهة حيث يتواجد عديد الكليات والجامعات وأيضا المبيتات الجامعية الحكومية،والخاصة وبالتالي يكون هذا الحي الوجهة الأولى لطالبي السكن الجامعي والباحثين عن الشقق والمنازل المعدة للكراء من الطلبة الدارسين بمختلف المؤسسات الجامعية بالجهة.
وفي مثل هذه الأوقات يكون الاقبال على أشده بخصوص الحصول على مسكن تبرز عديد الاشكالات التي تعود عليها بعض الطلبة بحكم أقدمية وجودهم بالجهة حتى أن بعضهم خير منذ سنوات تعليمه الجامعي الأولى الإلتجاء لحل يعتبر هاما بالنسبة لهم وهو ابقاء المسكن على ذمتهم حتى خلال العطلة الصيفية ليعودوا إليه شتاء .
مقابل إستسلام الطلبة الجدد لرحلة البحث عن مسكن مهما كان الثمن الطالبة سمية الورفلي أصيلة مدينة، الكاف تم تعيينها حديثا للدراسية بإحدى الجامعات بسوسة...وجدناها رفقة شقيقها«كمال» بصدد البحث بين أنهج وأحياء«حي الرياض» عن شقة شاغرة للكراء حتى تستطيع الإستقرار والإهتمام بدراستها... تقول سميّة:« خيرت البحث عن شقة لتكون على ذمتي على أن أقطن باحد المبيتات الجامعية الخاصة المتواجدة بكثرة هنا... والتي لا يكون السكن فيها مريحا لعديد النقائص...أفضّل دفع أكثر من 300دينار شهريا لأجد راحتي وأهتم بدراستي على أن أدفع حوالي ال70 دينارا شهريا وأقطن بمبيت خاص رفقة عدد مهول من الطالبات..!!
وعند سؤالها عن النقائص التي أشارت إليها ذكرت سمية أنها في صورة فوزها بمسكن على وجه الكراء فإنها ستبحث عن صديقات يشاركنها الإقامة حتى لا يكون مبلغ الكراء عبئا على عائلتها.
الطالبة «سلوى اليحياوي» أصيلة تطاوين لم تكن أكثر حظا من زميلتها «سمية»...كانت تأمل في أن تقطن خلال سنتها الجامعية الحالية بمسكن على وجه الكراء، لكنها وجدت نفسها مجبرة على الإقامة بأحد المبيتات الجامعية الخاصة المنتشرة بسوسة بمقدار كراء شهري قدره 100دينار، وأكدت«سلوى» أن الإقامة بمثل هذه المبيتات تعتبر تضحية بأتم معنى الكلمة بحكم عديد الاجراءات المتوخاة بهذه الفضاءات مثلما هو معمول به.
وفي ذات السياق تحدثت «سلوى» ل « الشروق» عن أهم المشاكل التي تعترض الطالبات عند سكنهن بالمبيتات الخاصة فذكرت أن وجود أكثر من 5 أفراد داخل غرفة لاتتجاوز مساحتها 12 مترا مربعا من شأنه أن يعكر صفو الأجواء بين الطالبات ويكثر بالتالي خصامهن الذي عادة ما يكون حول أشياء تافهة مثل أصوات الموسيقى المنبعثة سواء من الهواتف الجوالة أو التلفاز أو غيرها الى جانب الاختلاف حول شحن الهواتف وأيضا الخلافات المستمرة حول إبقاء الانارة مفتوحة لساعات متأخرة من الليل بسبب المراجعة حيث يخير الآخرون النوم، أمور السكن الخاص بالطلبة لا يهم الاناث فقط بل حتى الذكور يجدون عديد الصعوبات عند بحثهم عن مكان للإقامة خلال سنتهم الدراسية...الطالب«فوزي بن ابراهيم» صرح ل«الشروق» أنه إعتاد على مشاركة عديدا الأصدقاء خلال السنوات الفارطة وهو يتذكر جيدا كيف كان ينتقل لأكثر من مسكن وشقة خلال موسم دراسي واحد...«فوزي» ذكر أن أهم الصعوبات التي يجدها الطالب عند بحثه عن مسكن للكراء هو عدم اقتناع أصحاب هذه الشقق والمنازل بكراء ممتلكاتهم الى الذكور بدعوى أنهم يتلددون في دفع معاليم الكراء ولا يحافظون على محتويات المكرى وبالتالي خير فوزي التنقل لمشاركة ، زملائه سكنهم ودفع منابه في الكراء أو التكفل بأحدى متطلبات العيش له ولزملائه ويعني توفير الوجبات الغذائية مقابل السكن.
وذكر الطالب «فوزي» أن العيد ممن يعرفهم من زملائه يخيرون إبقاء الشقق التي يكترونها عند بداية المرسم الدراسي على ذمتهم خلال العطلة الصيفية والتكفل بدفع مبالغ الكراء حتى لا يصطدمون بصعوبة الحصول عليها عند بداية كل سنة دراسية.
أنيس الكناني
نابل: السكن متوفر لكن الأسعار خيالية
نابل الشروق:
إعلانات تملأ الجدران والأعمدة المحيطة بالمركب الجامعي بنابل وأخرى تزين واجهات المحلات في وسط مدينة نابل يعرض فيها أصحابها كراء منازل مؤثثة للطلبة والطالبات بل منهم من يشترط الكراء للطالبات دون الذكور لكن عندما أجريت بعض الاتصالات بأصحاب هذه الاعلانات على أساس أنني طالب وارغب في كراء منزل أعلموني أنهم قاموا بتسويغها وما علي الا مواصلة البحث، وفعلا واصلت البحث لا على منزل للكراء وانما على طلبة لهم قصة مع السكن الجامعي وخاصة السكن خارج أسوار المبيتات العامة والخاصة.
الطالب حسن السالمي سنة ثالثة هندسة مدنية أصيل مدينة المنستير قال أن رحلة البحث عن مسكن خاص انطلقت منذ منتصف شهر أوت المنقضي بحكم أن تاريخ العودة المدرسية كان يوم 2 سبتمبر وتمكن من كراء منزل بوسط مدينة نابل رفقة ثلاثة من زملائه وذكر أن أولى الصعوبات تكمن في اختيار الزملاء الذين يحترمون حسن المعاشرة لأن ذلك يؤثر على الاستقرار الذهني للطالب إما سلبا أو إيجابا وأضاف قائلا أن باقي الصعوبات تكمن في ارتفاع أسعار الكراء التي تتراوح بين 250 و 500 دينار في الشهر حسب نوعية المسكن وموقعه وكذلك حسب نوعية الأثاث والتجهيزات التي يحتويها كالماء الساخن ومعدات الطبخ. وذكر أن العلاقة مع أصحاب هذه المحلات عادة ما تكون متوفرة ومتشنجة الى أبعد الحدود خاصة عندما لايجد الطالب المواصفات المتفق عليها فيضطر حينها إلى توفيرها مثل أعمال الصيانة والأثاث وهو ما يثقل كاهله ويكبده مصاريف إضافية هو في غنى عنها ليصل مجموعة إنفاقه الشهري الى حدود350 دينارا على أقل تقدير ويواصل حسن حديثه قائلا أن الحراسة المشددة التي يفرضها صاحب المحل على الطلبة تساهم في توتر هذه العلاقة خاصة عندما يطالب صاحب المحل بالترفيع في معاليم الكراء كلما لاحظ وجود طالب زائد عن النصاب حتى ولو كان ضيفا من العائلة وعندما يتأكد من أن هذا الزائر الغريب هو طالب مقيم معنا بصفة دائمة يطالب بالزيادة ويرفض التنازل عنها حتى في صورة مغادرة هذا الطالب لسبب من الأسباب. يتوقف حسن عن الكلام هنيهة ثم يتنهد ويقول هذه هي تقريبا أهم المشاكل الرئيسية التي نتعرض اليها كطلبة مقيمين خارج المبيتات الجامعية بالإضافة الى مشاكل أخرى تعتبر بسيطة لكنها عميقة في محتواها وتؤثر سلبا على استقرار الطالب مثل سرقة الأدباش والتظاهر بعدم معرفة الطبخ أو الغسيل عند تقسيم وتوزيع الأدوار أو كذلك التظاهر بعدم امتلاك النقود للمساهمة في مصاريف المنزل في حين تجد الطالب نفسه ينفق بسخاء خارج المنزل وختم حسن حديثه بطرفة حصلت له خلال نهاية السنة الدراسية الفارطة عندما اقتطعت صاحبة المنزل 200 مليم من مبلغ الضمان ( المقدر بأجرة شهر مسبق 300دينار) كتعويض عن ملعقة قهوة ناقصة من أواني المطبخ المصرح بها عند تسلم المحل.
وعلى عكس حسن فان الطالبة إيمان متاع الله سنة ثالثة هندسة مدنية أصيلة مدينة قليبية مازالت تبحث عن زميلات لها يقاسمنها عبء كراء منزل لم تعثر عليه بعد واعتبرت أن الإشكال الرئيسي يكمن في اختيار المرافقات أولا ثم تنطلق عملية البحث عن منزل حسب الإمكانيات المخولة لهن وكذلك حسب عددهن لأن التفاوض مع صاحب أو صاحبة المنزل يدخل فيه شرط العدد الأقصى للطالبات اللاتي سيقمن في المنزل وقالت أن تحمل السفر اليومي بين نابل وقليبية وما يتطلبه من إرهاق ومصاريف أهون في بعض الأحيان من تحمل شطحات أصحاب المحلات أو استهتار بعض الزميلات اللاتي يعمدن في بعض الأحيان الى تجاوز حدود المعقول بتصرفات غير لائقة خجلت من ذكرها.
وأيدت الطالبة نجوى بن ميلاد ما قالته زميلتها ايمان وأضافت أن الطلبة الدارسين بكليات ومعاهد المركب الجامعي بنابل بالرغم من أنهم يساهمون في تنشيط الحركة الاقتصادية فإنهم يتعرضون الى الاستغلال الفاحش من قبل الجميع دون استثناء بدءا بأصحاب محلات السكنى وصولا الى التجار وأصحاب التاكسيات وقالت مستدركة هل يعقل أن يصل سعر كراء مسكن الى 300 دينار كحد أدنى مع اشتراط عدد محدد من الطلبة لا يتجاوز 4 طلبة لتكون مساهمة الطالب الواحد 75 دينارا دون اعتبار معاليم الماء والكهرباء والغاز وباقي المصاريف الضرورية الأخرى وتساءلت في استغراب هل أن الطالب من محدودي الدخل مطالب بانفاق حوالي 3500دينار في السنة وبالتالي 10500 دينار طوال سنوات الدراسية(3 سنوات) في مقابل الحصول على شهادة لا تضمن الحصول على موطن شغل.
عماد خريبيش
القيروان : تائهون بين أسعار وشروط المالكين...ونقص المساكن...والأحكام المسبقة
القيروان الشروق:
لم يكن الطالب سيف(أولى رياضيات) يعلم أن رفضه للسكن بالمبيت الجامعي بسبب البعد عن المعهد سيكلفه تلك المعاناة.فسيف قاده التوجيه الجامعي من العاصمة الى القيروان لكن رغبته في سكن جامعي قريب من المعهد كلفته رحلة معاناة يومية بين تونس والقيروان في انتظار العثور على مسكن على سبيل الكراء،ومن يواجه صعوبة إيجاد سكن لدى القطاع الخاص كثيرون حتى أضحى إيجاد الطالب لمسكن أو سرير في غرفة يتقاسمها مع عدد من الطلبة ضربا من الأمنيات بسبب ارتفاع الأسعار وكثرة الشروط.
أسعار مشطة
الطالب بلقاسم المحرزي( إعلامية) أكد أنه تمكن صحبة 6 من أصدقائه من الحصول على مسكن بشق الأنفس بمعلوم 250 دينارا رغم غياب التأثيث الذي أعلنه صاحب المسكن،كما اضطروا الى دفع معلوم شهر مسبق.وبين ان ظروف الإقامة غير مريحة بسبب الكثرة مبينا في المقابل أنهم مكرهون من أجل تجاوز«الغصرة» والتضحية من أجل الدراسية.
أما الطالب جهاد فهو لا يزال بصدد البحث عن سكن جماعي يخفف عنه ثقل معلوم الكراء،وبين جهاد أنه اعدم الحيلة في ايجاد مسكن مخصص الكراء وبين ان معظم المساكن غير مريحة رغم ارتفاع أسعار كرائها وفسر هذا الترفيع في السعر الى رغبة أصحاب المساكن في الاستفادة من نقص المساكن المخصصة للكراء من جهة وبسبب عدم رغبتهم في كراء المنزل للطلبة الذكور، وبين جهاد ان المنزل المؤثث يبلغ سعر كرائه بين 400 و500 دينار وهو ما لا يقدر عليه الطالب سيما اذا اشترط صاحبه معلوما مسبقا.
رفض الذكور؟
من جهته أكد الطالب سعيد عجاني أن اصحاب المساكن لايرغبون في الكراء للطلبة الذكور بسبب عدة عوامل وتجارب سابقة وبين أن المالك يضاعف السعر ويستغل اضطرار الطالب للكراء رغم أن المنزل متواضع ولا يتوفر فيه أي أثاث، كما أضاف أن معظم المنازل بالمدينة العتيقة لا تصلح للسكن ومع ذلك فان أصحابها يشترطون مبالغ طائلة وعددا محدودا من الطلبة، كما يرغبون في الكراء للطالبات من دون الذكور.
ويبدو ان من يريد الحصول على سكن يجمع بين جودة المواصفات والسعر المقبول،فان عليه القدوم الى مدينة القيروان مبكرا أي قبل انطلاق الدروس بأيام أو يضطر الى كراء المسكن طيلة عطلة الصيف وتكبد معلومه من أجل أن لا يضيع منه.
«للطالبات فقط»
أمام معضلة السكن الجامعي الخاص والنقص الفادح في المبيتات الخاصة، اهتدى بعض أصحاب المنازل الى مشاريع تجمع بين الربح وتقديم خدمة للطلبة. حيث حول بعضهم منزله الى «اقامة» يسكنها الطلبة بحساب الفرد، وكثيرا ما يشترط أصحاب العقارات مبالغ تفوق 50 دينارا رغم تردي الخدمات والأثاث.
وبين السيد عبد الرؤوف القردبو في هذا الاتجاه أنه سعى الى حل مشاغل الطلبة في السكن الخاص.ووفر شققا مؤثثة يسوغها للطلبة بحساب الفرد(35دينارا للطالب الواحد)على أن يتقاسم الغرفة الواحدة طالبين لا أكثر، وقد اتجه السيد عبد الرؤوف نحو اختيار نزلاء مسكنه.
وبيت أنه يختار الطالبات لعدة أسباب اجتماعية وأخلاقية، وأكد أنه يرفض كراء منزله للطلبة الذكور خشية حدوث أمور لا تحمد عقباها حسب قوله من خلال تجاربه وتجارب بعض المسوغين ، أما احد السماسرة فأوضح ان المساكن متوفرة بالشكل المطلوب لكن أصحابها يأبون كرائها للطلبة خشية حدوث عدة مشاكل مهما كان جنس الطالب.
استثمار
المدير الجهوي لديوان الخدمات الجامعية بالقيروان(بدر الدين بن سعيد)أكد حاجة المتواصلة الى تدخل القطاع الخاص لتوفير السكن للطلبة وبين وجود نقص كبير في هذا المجال داعيا الى تدخل المستثمرين في القطاع، موضحا أن القطاع العمومي يلبي كافة الاحتياجات من السكن الجامعي، كما ينتظر أن تستقبل في العام القادم أكثر من 5 آلاف طالب سيستقطبهم المشروع الرئاسي في بناء قطب جامعي آخر بالقيروان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.