حذّر خبير جيولوجي سعودي أمس من أن المملكة العربية السعودية قد تشهد في أي وقت بركانا مدمرا بعد نشاط بركاني مرفق بهزّات وزلازل متفاوتة القوة قد تشهدها من جديد منطقة الشمال الغربي في البلاد قرب مدينة العيص، معتبرا أن ما ستشهده المملكة مستقبلا هو «إرهاب بيئي» سيعبث بكل ما حوله ويقلبه رأسا على عقب. وجاءت تصريحات الدكتور عبد العزيز اللعبون لتوضح ما أوردته دراسة نشرت في مجلة «نيتشر جيوساينس» العلمية في عددها الأخير، وتطرّقت الى النشاط البركاني الذي شهدته المملكة طوال شهرين قبل عام، وقالت إنه هو الذي سبّب أكثر من 30 ألف هزّة أرضية ضربت المنطقة في أقلّ من 60 يوما خلال شهري ماي وجوان من العام الماضي. تهديدات خطيرة وقالت الدراسة التي كانت خلاصة متابعات وأبحاث قام بها فريق مشترك أمريكي سعودي إن تسرّب الحمم البركانية الى ما تحت القشرة الأرضية لمنطقة «حرة لونير» المعروفة عربيا باسم «حرة الشاقة»، أحدث تصدّعا طوله 8 كيلومترات بعرض 45 سنتيمترا فزاد المخاوف من امكانية عودة النشاط البركاني الى المنطقة. وطالبت الدراسة السلطات السعودية والسكان المتواجدين قرب مركز النشاط بالاستعداد للرحيل في أي لحظة إذا ما وقعت زلازل، وكانت السلطات أجلت خلال العام الماضي 40 ألف ساكن من المناطق المذكورة. وقال الباحثون ان «حرة لونير» التي تسبّبت في هزات العام الماضي معرّضة لأخطار جيولوجية كبيرة لكن الدكتور اللعبون أكد أن التصدّع الذي أحدثه النشاط البركاني في المرة السابقة طوله 11 كيلومترا وليس 8 كما أن عرضه في بعض المواقع يتراوح بين متر وخمسة أمتار. شبه الجزيرة تبتعد وأشار الخبير السعودي الى أن ظهور غاز «الرادون» في المنطقة يعتبر من أهم الدلائل على العودة المرتقبة للنشاط البركاني، كما أن الصهارة بدأت تتحرك من جديد «وكله يوحي باقتراب حدوث حركة بركانية قد نشهدها قريبا مع هزّات وارتجاجات». وحذر اللعبون من الابتعاد المستمر لشبه الجزيرة العربية عن إفريقيا عبر تشقق البحر الأحمر وقال ان هذا الابتعاد يتراوح بين 8 و10 مليمترات كل عام وكله بسبب «الصفيحة العربية» الممتدة من عدن في الجنوب الشرقي من تركيا التي تشهد تحرّكا مستمرا. وأكد أن منطقة الشمال الغربي في السعودية تواجه خطرا جيولوجيا «ففيها تحدث آلاف الارتجاجات والهزات الأرضية كل يوم من دون أن يشعر الناس، لأنها بقوة درجة واحدة أو اثنتين على الأكثر، لكن عددها الكبير مؤشر على اقترابنا من أحداث عظيمة داخل حزام النار القابض على منطقة عدن تركيا من أساسها». واعتبر الدكتور اللعبون أن ما يتربص بالمنطقة هو «إرهاب بيئي نائم لا نعلم متى يستيقظ ليعبث بكل ما حوله ويقلبه رأسا على عقب».