يجيب عنها الأستاذ الشيخ أحمد الغربي تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول: دخلت المسجد عند منتصف النهار.هل أصلي تحية المسجد؟ الجواب: بداية نقول ان أوقات النهي عن صلاة التطوع أو النافلة ثلاثة هي: 1) من الفجر الى أن ترتفع الشمس قيد رمح(ربع ساعة تقريبا).2) وعند قيام الشمس في الظهيرة حتى تزول عن كبد السماء أي بمعنى تميل عن وسط السماء.3) ومن صلاة العصر حتى يتم غروب الشمس. أمّا أداء تحية المسجد في أوقات النهي فقد اختلف فيها العلماء فمنهم من منع أداءها ومنهم من جوّزها مثل الشافعي باعتبارها من ذوات الأسباب مثلها مثل ركعتي الطواف. لكن عموم النصوص من الأحاديث النبوية الصحيحة تمنع النافلة في أوقات النهي مثل الحديث الذي رواه أحمد عَنْ عَمْرو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ، أَخْبِرْنِي عَنْ الصَّلاةِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَاِذَا طَلَعَتْ، فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَاِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَاِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ، فَاِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَاِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَاِذَا فَاءَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَاِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فَاِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَاِنَّهَا تَغْرُبُ حِينَ تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ) السؤال الثاني: هل أن شعور الانسان بأن جميع الناس يحبونه دليل على أنه رزق القبول ؟أم أنّ لهذا المصطلح معنى آخر؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة المحترمة أن مكانة الانسان بين الناس ترتفع وتنزل بحسب درجة أخلاقه وسلوكه وتعامله معهم,فان كان ذا أخلاق رفيعة و ذا سلوك قويم و معاملة طيبة أحبه الناس ورفعوه منزلة عظيمة بينهم واذا كان ذا أخلاق فاسدة انحدرت مكانته بينهم, ولذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى اذا أحبّ عبده جعل الناس يحبونه ويوضع له القبول في الأرض، واذا كره عبدا جعل الناس يكرهونه ويوضع له النفور في الأرض. قال عليه الصلاة والسلام: (اذا أحب الله عبدا نادى جبريل ان الله يحبّ فلانا فأحببه فيحبّه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء انّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه فيحبّه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) (البخاري). السؤال الثالث: في عالم البرزخ ما الذي يقوم به الأموات؟ الجواب: البرزخ هو ما بين كل شيئين وهو يطلق على ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت الى البعث, وحياة البرزخ ثابتة وصحيحة بأحاديث نبوية. وتتقلب حياة الميت فيها بين النعيم والعذاب فان كان مؤمنا صالحا نال النعيم وان كان كافرا عاصيا نال العذاب. السؤال الرابع: هل يجوز شرعا اهداء ختم القرآن واخراج الطعام ترحما على الوالدين؟ الجواب: بداية نقول للسائل الكريم ان اخراج الصدقات من طعام وأموال وغيرها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين من الأعمال الطيبة التي حثّ عليها الاسلام وأن أجرها ثابت ان شاء الله تعالى يعود على المتصدق أولا ويصل ثوابها ان شاء الله الى الميت. أمّا بخصوص قراءة القرآن واهداؤها الى الميت فهذه من المسائل المختلف فيها بين العلماء, حيث يرى فريق منهم أن ثواب القراءة يصل الى الميت وينتفع به مثله مثل الأعمال الصالحة, وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم . أمّا الفريق الثاني من العلماء فيرى أن ثواب قراءة القرآن لا يصل الى الميت ولا ينتفع به باعتبار أنه لم يرد نصّ صريح من النبي ے يدلّ على ذلك. السؤال الخامس: هل يثاب من يذهب الى الجمعة مبكرا؟ هل يجب على الامام أن يبكر في الذهاب الى المسجد يوم الجمعة؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن التبكير في الذهاب الى المسجد يوم الجمعة من الأعمال الطيبة والآداب الجليلة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم يثاب عليها فاعلها كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَاِذَا خَرَجَ الْاِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ). وهذه السنة خاصة بالمأمومين دون الامام حيث كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهاب الى الجمعة أن يأتيها بعد اجتماع الناس لها، وعندما يحين وقتها، فيخرج من بيته ويصعد المنبر، ولم يكن من سنته التبكير لها .