كان الشاب الهالك ينعم بالراحة والهدوء داخل البيت لما عنّ له فجأة الذهاب الى الضيعة الواقعة في أحواز المدينة الساحلية التي يقطنها رغم حرارة الطقس المرتفعة، وذلك للقيام ببعض الأعمال الخفيفة. وبعدها قفل راجعا، لكن سيارة كانت تسير بسرعة جنونية صدمته من الخلف وقتلته على عين المكان. هذا ملخص لحادثة أليمة جدت خلال شهر رمضان الفارط بمدينة ساحلية وتحديدا على الساعة السادسة مساء أي قبيل موعد الافطار بساعة واحدة وتفيد تفاصيلها أن الضحية (وهو شاب في العقد الثالث من عمره) معروف بين أهله وأصدقائه وجيرانه بدماثة أخلاقه وانخراطه في المشهد الثقافي من خلال نشاطه في احدى الفرق الموسيقية وقد تعود الذهاب كل يوم تقريبا الى ضيعتهم لتفقدها والقيام ببعض الأشغال الخفيفة بهدف تمضية بعض الوقت باعتبار أن الشهر شهر صيام وكعادته ودع أفراد عائلته واستقل دراجته النارية ثم قصد وجهته هانئ البال. ولما بلغها قام بجولة في أنحاء الضيعة وقضى هناك فترة من الزمن سقى خلالها بعض النباتات وتزود ببعض الحاجيات ثم بعد ذلك ركب دراجته وقفل راجعا الى البيت لملاقاة أفراد أسرته على مائدة الافطار. لكن القدر شاء غير ذلك. ففي تلك الأثناء ولما كان يسير على حافة الطريق داهمته سيارة من الخلف فقد سائقها السيطرة على المقود ولم يجد بدا غير الاصطدام به من الخلف وكان الاصطدام عنيفا وقويا ولم يترك فرصة للشاب حتى يسترد أنفاسه أو يستعيد وعيه وعلى عين المكان فارق الحياة متأثرا بالاصابات التي طالت أنحاء متفرقة من جسمه. كان المشهد مؤلما جدا لم يقو الكثير ممن وضعتهم الصدفة أمامه على تحمله وبسرعة اتصل الحاضرون بالحماية المدنية فحضر الأعوان على عين المكان ونقلوا الجثة الى المستشفى الجهوي بالمدينة ومنه الى المستشفى الجامعي بالجهة لوضعها على ذمة الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة وبالتوازي مع ذلك انتشر الخبر. خبر الحادث الفظيع الذي بلغ مسامع أفراد الأسرة ونزل عليهم نزول الصاعقة وفتح للبعض منهم جراحا قد تندمل وقد لا تندمل.