حذّر مراقبون من أن أكبر اقتصادين في العالم (الولاياتالمتحدة والصين) مقبلان على «حرب تجارية مفتوحة» قد تكون لها تبعات ليس على اقتصاد البلدين فحسب وإنما على الاقتصاد العالمي برمته. ورأت الصين في إقرار الكونغرس الامريكي قبل أيام مشروع قانون يعاقب بيكين بسبب قيمة «اليوان» قرعا لطبول حرب تجارية على الصين. وفي ردها على هذه الخطوة حذرت وزارة الخارجية الصينية واشنطن من أن مشروع القرار يمكن أن يؤثر بشكل خطير على العلاقات الثنائية والروابط الاقتصادية. وأكدت الخارجية الصينية أن بيكين «تعارض بحزم» مشروع القانون الذي يتهم الصين بالتلاعب بعملتها (اليوان) واعتبرت أنه «لا يتوافق مع قوانين منظمة التجارة العالمية». ويرى الصينيون أن موضوع قيمة عملتهم (اليوان) مسألة استراتيجية وأنه من الافضل لهم مقاومة ضغوط واشنطن على المغامرة بتحرير العملة الصينية وفق قواعد السوق مثلما فعلت اليابان في ثمانينات القرن الماضي عندما حررت عملتها (اليان) تحت ضغوط أمريكية، وهي تدفع الآن ثمنا باهظا مع ارتفاع قيمة (اليان) مقابل الدولار. وشرح المحللون الازمة القائمة بين واشنطن وبيكين بأنه «إذا كان الامريكيون يرون أن إبقاء الصين على عملتها منخفضة لا يخدم المنافسة الاقتصادية الشريفة فإن الصينيين يرون أن «مشكلات واشنطن وعجزها التجاري مع بيكين ليست مسؤولية الصين» وكأنهم يشبّهون ضمنيا الولاياتالمتحدة (أكبر اقتصاد في العالم) بفريق كرة القدم الأقوى، الذي عندما خسر المباراة مع غريمه الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم) اتهم الفريق الخاسر نظيره الفائز بأنه يلجأ الى الدفاع بالتحكم في عملته المحلية. ويؤمن الصينيون بأن الامريكيين لا يمتلكون وحدهم أوراق المسألة فإذا ما مضت واشنطن في عقوباتها ضد بيكين فبإمكان الاخيرة الرد عليها بإجراءات عقابية مماثلة.