تونس الشروق هل يحق للفن الشعبي أن يكون حاضرا في تظاهرة أيام قرطاج الموسيقية التي تعتبر أهم تظاهرة موسيقية تونسية والتي تهدف الى أن تكون واجهة المشهد الموسيقي التونسي؟! هذا السؤال يجد مشروعيته في ظل ما يعانيه هذا القطاع من تهميش وما يتعرض له من حملات تشويه على الرغم من القاعدة الجماهيرية العريضة التي تتمتع بها هذه التعبيرة الموسيقية، فالفن الشعبي مثلا يكاد يكون مستوى من البث إذاعيا وتلفزيا إلا في القنوات الخاصة (إذاعة وتلفزة). صحيح أن الإنتاج الغنائي الشعبي ليس كله جيدا، وصحيح أيضا أن هذا القطاع فيه الكثير من «الأعشاب الطفيلية» والدخلاء، لكن الصحيح أيضا أن لهذا الفن نجومه ورموزه وفيه الكثير من الإنتاج الجيد والمميز. ونحن هنا عندما نتحدث عن الفن الشعبي فإننا لا نقصد «المزود» فقط، بل حديثنا يشمل كل فروع الفن الشعبي بما في ذلك الموسيقى البدوية والأداء البدوي... إذن هل يحق لهذا الفن أن يسجل حضوره في هذه الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية؟ وهل من المنطق إدراجه ضمن مسابقة فيها الوتري والجاز والراب؟! طرحنا الإشكال على بعض الفنانين والمتدخلين في المشهد الموسيقي فكانت هذه الردود... كمال الفرجاني: (موسيقي مدير أيام قرطاج الموسيقية) : مرحبا بالفن الشعبي إذا كان راقيا مبدئيا أنا مع حرية الابداع ، ولا أقصي أي لون من الألوان الموسيقية نحن كهيئة تنظيم لهذه الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية قررنا فتح الأبواب لكل الأنماط والألوان من موسيقى تقليدية و«راب» وأيضا الفن الشعبي لكن الفيصل والحاسم في اختياراتنا هو المستوى الفني للعمل وبالتالي إذا كانت الأغنية الشعبية المرشحة ذات مستوى فني راق كلمة ولحنا فلا مجال لإقصائها. الشرط الوحيد بالنسبة لنا هو جودة العمل ورقيه وهذا ينسحب على جميع الانتخابات المرشحة لسنا ضد أي لون وأي تعبيرة موسيقية، لكن نحن ضد الرداءة أينما كانت في الفن الشعبي أو غيره من التعابير الموسيقية. الهادي حبوبة (فنان شعبي) : المشاركة في المهرجان حقنا الشرعي الفن الشعبي له قاعدة جماهيرية عريضة وجمهوره من كل شرائح المجتمع ومن كل الأعمار ومن المنطقي جدا ان يكون حاضرا في هذه التظاهرة الجديدة التي تهدف الى النهوض بأغنيتنا والمساهمة في نشرها. من حق أي فنان المشاركة في المهرجان سواء كان فنانا شعبيا أو وتريا لكن المهم أن يكون العمل جديرا بالحضور في هذه التظاهرة بمعنى ان تكون الكلمات جيدة والجملة الموسيقية ممتازة. وأعتقد أن الأغنية الشعبية التونسية فيها الكثير من الأعمال الجيدة القادرة على المنافسة والفوز بالجوائز. لقد علمت أن هيئة المهرجان قررت فسح المجال للأغنية الشعبية للترشح وهذا قرار صائب وفيه الكثير من الحكمة. حاتم القيزاني (شاعر): ليس من حق أي شخص إقصاء الفن الشعبي بداية ليس من حق أي شخص إقصاء نمط من الأنماط الموسيقية، خصوصا إذا كان أثبت جدارته على المستوى الشعبي والقاعدة الجماهيرية العريضة كالفن الشعبي الذي له تاريخ. لكن إحترازي هو حول مبدإ جمع كل الأنماط الموسيقية في مسابقة واحدة، وبإعتقادي أنه لا يمكن تقييم أنماط مختلفة بذات المقاييس لذلك أقترح التفكير في تبويب المسابقات حسب الأنماط حتى يكون الحكم صحيحا وموضوعيا. هذا إحترازي الوحيد، لكن مبدئيا أنا مع مشاركة كل الأنماط وذلك حتى يكون المهرجان مرآة تعكس حقيقة المشهد الموسيقي التونسي. سنيا مبارك (مطربة): من واجبنا المحافظة على الفن الشعبي بكل فروعه الانفتاح على مختلف الأشكال والأنماط الموسيقية ليس جديدا فقد سبق لنا في الدورتين الاخيرتين لمهرجان الموسيقى التونسية ان انفتحنا على كل الأنماط. هذا الانفتاح إفراز طبيعي لما تعيشه الساحة الموسيقية التونسية من تغييرات فنحن اليوم نشاهد تجارب في الاوبرا وفي موسيقى الجاز والراب فمن حقنا ومن واجبنا أيضا المحافظة على الموسيقى الشعبية والأداء الشعبي بجميع فروعه كالآداء البدوي وغيره... من الطبيعي جدا ومن حق الفن الشعبي أن يكون حاضرا في أيام قرطاج الموسيقية خصوصا وان شعار التظاهرة هو«لقاء الموسيقيين» المهم هنا جودة العمل وطرافته وتميزه كلمة ولحنا وأداء. بلغيث الصيادي (مطرب): ليس كل الفن الشعبي رديئا! أيام قرطاج الموسيقية تظاهرة لكل الموسيقيين وهذا ما قاله مدير المهرجان حسب ما قرأته وشاهدته في التلفزة. من هنا أقول أن من حق الفن الشعبي الذي له جمهور عريض سجل حضوره في هذه التظاهرة على غرار الأغنية الوترية. الفن الشعبي فيه الكثير من الأعمال الجيدة وليس كله ردئيا مثله مثل الوتري لذلك فإن اللجنة التي تشرف على فرز الأعمال بامكانها اختيار الجيد والممتاز من الانتاجات المترشحة. وبالمناسبة انتهز هذه الفرصة لادعو جميع الزملاء الى تدعيم هذه التظاهرة التي اعتبرها شخصيا مكسبا لكل الموسيقيين.