ذكرت مصادر من داخل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ان قواعد ومناضلي الحزب في حالة انتظار وتأهب خاصة في ما يتعلق بالاعدادات السياسية والتنظيمية المتوقعة للمؤتمر الوطني المزمع انعقاده خلال شهر مارس القادم. وأكدت نفس المصادر ان المجلس الوطني المنتظر التئامه يومي 13 و14 نوفمبر المقبل وهو الموعد الذي يصادف الموعد الدوري سيشهد تطارحا لتلك الاعدادات وإعطاء إشارة الانطلاق للمؤتمرات الجهوية والمحلية تحضيرا للمؤتمر الوطني. ورجحت نفس المصادر ان المؤتمرات المحلية والجهوية ستكون موضوعة تحت رقابة مشددة من الجهات المعنية حفاظا على نزاهة موعد مارس 2011، وذلك وسط ما أضحى متواترا داخل الحزب وفي أروقته وبين المتابعين السياسيين من محاولة السيطرة التي تمارسها جهة بعينها على دواليب الحزب وهياكله. وكان عدد من إطارات وكوادر الوحدوي ومناضليه عبّروا في تصريحات صحفية (منها ل «الشروق») عن استعدادهم للدفاع عن المبادئ الوحدوية لحزبهم خاصة في تجسيد التنوّع القومي والعروبي داخل مختلف الهياكل وضمان اقصى قدر من التمثيل لكل الألوان والأطياف وبعيدا عن أشكال الخطية والهيمنة. وفي الوقت الذي مرّ فيه السيد منصف الشابي عضو المكتب السياسي للحزب والعضو المستقيل حديثا عن الاشراف على صحيفة «الوطن» (لسان حال الحزب) الى الفعل في تأكيد جدية ترشحه لمنصب الأمانة العامة عبر سلسلة من الزيارات الميدانية قادته في مرحلة أولى الى الصخيرة وقابس والمطوية وقفصة والقصرين وسيدي بوزيد حيث التقى بالمناضلين الوحدويين، في ذلك الوقت عبّر الأمين العام الحالي للحزب السيد أحمد الاينوبلي المنشغل حاليا بإنجاح مبادرات الحزب ان تجديد ترشحه للأمانة العامة يبقى رهين تأييد إطارات الحزب وكوادره ومناضليه. عزم واستعدادات كما أعلن في وقت سابق كل من السيدين محمد نزار قاسم وابراهيم حفايظية عضوي المكتب السياسي للحزب عزمهما الترشح للمنصب الأول في الحزب. الى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة على دواليب الحزب وما يروج وسطه وبين مناضليه أن أكثر من 40 من كوادر الحزب وإطاراته العليا بصدد التنسيق لإقرار أجندة عملية مدروسة بغاية إعادة الحزب الى مساره الطبيعي في تجميع كل العائلات القومية والعروبية مثلما كان ذلك هدف التأسيس نهاية ثمانينات القرن الماضي، وتنفيذ خطوات إصلاحية جادة تخلص الحزب من مسارات الخطية والهيمنة التي تهدد مستقبله. وحدة حزبية وتمويهات صحفية وفي تصريح ل «الشروق» قال السيد منصف الشابي: «لابد من إعطاء مسألة الوحدة الحزبية المكانة التي تستحقها، وهذا ما لمسته من خلال زياراتي الأولى للجهات حيث عبّر مناضلو الوحدوي عن تجاوبهم مع الرؤية الاصلاحية وهو تجاوب يستند الى درجة عالية من نبذ سياسات الاقصاء والتهميش التي شابت الحزب في المراحل الأخيرة والتي ذهب ضحيتها أعداد كبيرة من كوادر الوحدوي الوطنية والجهوية والمحلية». وأضاف الشابي: «أما التمويهات الصحفية ومحاولات المغالطة فقد تبيّن قصر النظر الذي يقودها وضعف تأثيرها في قواعد الحزب التي تحسن جيدا قراءة الأحداث عكس ما يعتقد البعض».